ترفض المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة دعوات اليمين المُتطرف في إسرائيل إلى إعادة احتلال قطاع غزة وبناء المستوطنات هناك، وفقًا لما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، يروج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاؤه المتطرفون في حكومة الاحتلال لفكرة "الهجرة الطوعية" من القطاع، في إطار "مخطط التهجير والاستيطان" هناك.
وخلال الأيام الماضية، جدد الوزيران المتطرفان في حكومة الاحتلال، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، دعواتهما المتكررة لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة، وتشجيع ما يسميانها "الهجرة الطوعية" لسكان القطاع الفلسطينيين.
وصرح بن جفير لإذاعة جيش الاحتلال بأن "الظروف الحالية مواتية لدفع سكان قطاع غزة نحو الهجرة الطوعية، وبدأت ألاحظ انفتاحًا على هذه الفكرة"، وأشار إلى أن الاستيطان في غزة يجب أن يكون جزءًا من السياسات الإسرائيلية، موضحًا أن "الانتصار الحقيقي على الأعداء يأتي من خلال السيطرة على الأراضي".
كما أبدى الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف استعداده للاستقالة في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لا يحقق جميع الأهداف المرجوة.
ومن جهته، طالب سموتريتش بإعادة احتلال قطاع غزة وخفض عدد سكانه الفلسطينيين إلى النصف من خلال تشجيع "الهجرة الطوعية" لسكان القطاع.
وتوقع سموتريتش، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن يخرج نصف سكان غزة من القطاع خلال عامين ضمن دعوات الهجرة الطوعية، واقترح تنفيذ الخطة في الضفة الغربية أيضًا.
وشدد الوزير المتطرف على الدعوة إلى تشجيع "الهجرة الطوعية" لسكان القطاع، وسط التطورات المتوقعة في المنطقة مع تسوية لبنان وصفقة غزة، وطالب بدعمها، مع احتلال قطاع غزة بأكمله.
كما أعلن النائب في الكنيست أفيخاي بورون، من حزب الليكود دعمه لاقتطاع أجزاء من غزة للاستيطان فيها.
وذكر تقرير نشره موقع "زمان يسرائيل" الإخباري أن نتنياهو منفتح على مسألة الهجرة الطوعية من غزة، وكشف أن رئيس حكومة الاحتلال هو أول من وضع فكرة تهجير سكان القطاع.
وأعلن نتنياهو خلال اجتماع لكتلة حزب الليكود في الكنيست في نهاية ديسمبر من العام الماضي أنه يعمل على تنفيذ "هجرة طوعية" لسكان قطاع غزة إلى دول أخرى، واعترف بمساعيه لإيجاد الدول المستعدة لاستقبالهم.
لكن العديد من المنظمات اليهودية الأمريكية يقولون إن فكرة المستوطنات الإسرائيلية في غزة غير مقبولة على الإطلاق، حسب "تايمز أوف إسرائيل".
إحدى تلك المنظمات هي "اللجنة اليهودية الأمريكية" التي ترى أن إعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في غزة أو برنامج تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية يتعارض مع مصالح إسرائيل.
وأدانت كارول نورييل، مديرة مكتب "رابطة مكافحة التشهير" في إسرائيل، المقترحات الرامية إلى تهجير الفلسطينيين بشكل دائم في غزة وإعادة إنشاء المستوطنات اليهودية هناك.
وقالت نورييل في بيان: "إننا نشعر بقلق عميق إزاء التصريحات الصادرة عن وزراء ونشطاء في الحكومة الإسرائيلية يدعون إلى هجرة أو "تقليص" أعداد الفلسطينيين في غزة. إن هذه الآراء تعكس نهجًا غير إنساني، وتلطخ سمعة إسرائيل، وهي غير أخلاقية في الأساس".
وقال متحدث باسم "الاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية" إن موقف المنظمة بشأن إعادة توطين غزة "لم يتغير"، مشيرًا إلى صفحة السياسة الخاصة بالمجموعة، والتي تدعم حل الدولتين "حيث تعيش إسرائيل في سلام مع دولة فلسطينية منزوعة السلاح" - وهي النتيجة التي من شأنها أن تستبعد الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان في غزة.
وفي بيانها بشأن الاستيطان في غزة، أشارت منظمة اتحاد اليهودية الإصلاحية إلى معارضتها لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية أيضًا.
وقال الحاخام ريك جاكوبس، رئيس منظمة اتحاد اليهودية الإصلاحية: "كما كنا ثابتين في معارضتنا لاستمرار التوسع الاستيطاني، فإننا نعارض بشدة الخطة المروعة والخطيرة التي وضعها أعضاء اليمين في الحكومة الإسرائيلية الحالية لإعادة توطين غزة".
وقالت "الجمعية الحاخامية" التي تمثل رجال الدين من الحركة المحافظة إنها "تعارض أي خطة للاستيطان اليهودي في غزة".
وأعلنت جماعة الضغط الليبرالية الإسرائيلية "جيه ستريت" معارضتها بشدة أي مشروع لإعادة التوطين في غزة، وأعربت عن قلقها بشأن "جر إسرائيل إلى الهاوية على يد المتطرفين".
وقالت نائبة رئيسة الجماعة أدينا فوجل أيالون، إن إعادة توطين الفلسطينيين في غزة "لن يشكل خطًا أحمر بالنسبة لغالبية اليهود الأمريكيين ولمنظمة جيه ستريت فحسب، بل وأيضًا بالنسبة لغالبية الإسرائيليين والعديد من القادة العسكريين والسياسيين السابقين. وينبغي أن يشكل هذا خطًا أحمر بالنسبة لأي مجموعة مؤيدة لإسرائيل تمثل اليهود الأمريكيين".
لكن بعض اليهود الأمريكيين يؤيدون إعادة التوطين في غزة، ومن بينهم مورتون كلاين، رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية، التي تدعم المستوطنات الإسرائيلية منذ فترة طويلة.