يتواجد مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بكثافة في منطقة الشرق الأوسط، بهدف إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لاستعادة المحتجزين في القطاع، وتشكيل مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وذكرت صحيفة" واشنطن بوست" الأمريكية، إن إدارة بايدن تبذل كل ما في وسعها لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره في غزة، لاستعادة المحتجزين في القطاع. ولفتت الصحيفة إلى زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، لإسرائيل، حيث أجرى محادثات مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وقال سوليفان للصحفيين في إسرائيل أمس الخميس، إن الهدف هو "وضعنا في موقف يسمح لنا بإبرام هذه الصفقة هذا الشهر وليس لاحقًا". وفي محادثات مع نتنياهو، قال سوليفان: "لدي إحساس بأنه – أي نتنياهو- مستعد لإبرام صفقة".
وأضاف سوليفان إن إدارة بايدن، التي لم يتبق لها سوى أسابيع في السلطة، أجرت "مشاورات وتنسيقا جيدا للغاية" مع فريق ترامب. وتابع: "نتحدث معهم حول كيفية إرسال رسالة مشتركة مفادها أن الولايات المتحدة، بغض النظر عمن يجلس في المكتب البيضاوي، وبغض النظر عن الحزب الذي يتولى السلطة، تريد أن ترى وقف إطلاق النار وصفقة المحتجزين".
وقال سوليفان "لم أكن لأكون هنا اليوم لو كنت أعتقد أن هذا الأمر مجرد انتظار إلى ما بعد العشرين من يناير"، في إشارة إلى تاريخ تنصيب ترامب.
وقال ترامب في مقابلة مع مجلة "تايم" الأمريكية: "إن الأمور تجري بشكل بناء للغاية في الشرق الأوسط؛ وأعتقد أن الشرق الأوسط سيُحل". وأضاف أن نتنياهو "يشعر بثقة كبيرة بي، وأعتقد أنه يعرف أنني أريد أن تنتهي هذه الأزمة".
ويعد سوليفان واحدا من بين العديد من كبار المسؤولين في إدارة بايدن الذين يتنقلون حاليا في أنحاء الشرق الأوسط في محاولة أخيرة لمعالجة الأزمات المترابطة في المنطقة.
وكان الجنرال مايكل كوريللا، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، برفقة سوليفان في إسرائيل بعد زيارة القوات الأمريكية والحلفاء الأكراد في سوريا.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تركيا، أمس الخميس، حيث اجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مطار إيسنبوجا في أنقرة.
وقالت الرئاسة التركية، في بيان، إن أردوغان وبلينكن ناقشا أحدث التطورات في سوريا، مضيفةً أن أردوغان دعا المجتمع الدولي إلى العمل بشكل مشترك لإعادة بناء المؤسسات في سوريا.
وذكر البيان أن أردوغان أبلغ بلينكن أيضًا أن بلاده ستتخذ إجراءات وقائية في سوريا من أجل أمنها القومي، مضيفًا أن أنقرة لن تسمح بأي ضعف في الحرب ضد تنظيم داعش.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في بيانٍ، إن بلينكن وأردوغان ناقشا أحدث التطورات في سوريا، وأشار بلينكن إلى المصلحة المشتركة للولايات المتحدة وتركيا في دعم عملية انتقال سياسي بقيادة سورية إلى حكومة مسؤولة تشمل الجميع.
وأضاف "ميلر"، أنَّ بلينكن أكد على ضرورة ضمان أن يتمكن التحالف من أجل هزيمة داعش من مواصلة تنفيذ مهمته.
واليوم الجمعة، اجتمع بلينكن مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، حيث ناقش الوزيران الدور التركي الأمريكي المحتمل في مستقبل سوريا، ووقف إطلاق النار في غزة.
وأجرى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن والجنرال تشارلز كيو براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، محادثات هاتفية هذا الأسبوع مع نظرائهم في مختلف أنحاء المنطقة.
في سوريا، تسعى إدارة بايدن إلى تعزيز انتقال مستقر وسلمي إلى قيادة جديدة مع منع عودة ظهور تنظيم داعش، الذي تم إبقاء قواته في الصحراء السورية الشرقية تحت السيطرة من خلال الغارات الجوية الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية.
وخلال زيارة كوريللا إلى سوريا، قال سوليفان إن الجنرال "كان في محادثات عميقة للغاية مع شركائنا الأكراد، ونحن في محادثات مع تركيا أيضًا حول توقعاتنا وحول ما نراه أفضل طريقة للمضي قدمًا".
وحسب واشنطن بوست، توسط كوريللا في اتفاق انسحبت بموجبه قوات سوريا الديمقراطية من الأراضي التي تسيطر عليها القوات المدعومة من تركيا في مدينة منبج الحدودية السورية. وقال سوليفان إن إبقاء القوتين منفصلتين "أمر سيتطلب عملًا مستمرًا وتنمية".
وأشار سوليفان إلى مجموعة المخاطر في المشهد السياسي السوري سريع التطور، "بما في ذلك إمكانية حدوث انقسام في تلك الدولة، فضلًا عن الفراغات في السلطة التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور جماعات إرهابية يمكن أن تهدد ما وراء الحدود، فضلًا عن إمكانية وصول مجموعات إلى السلطة في دمشق تحمل نوايا عدائية تجاه القوى الخارجية، بما في ذلك إسرائيل".
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين، إن الولايات المتحدة لم تتدخل في تجاوزات إسرائيل في سوريا، ولم يطلب المسؤولون الإسرائيليون موافقة الولايات المتحدة ولم يحتاجوا إليها. وقال سوليفان: "من وجهة نظر الولايات المتحدة، فإن هذه التصرفات منطقية ومتوافقة مع حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"- على حد قوله.
ولكن الجزء الأعظم من زيارة سوليفان ركز على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصفقة المحتجزين، وفق واشنطن بوست.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأمريكي، إن المفاوضات أصبحت أكثر تفاؤلاً في الأسابيع الأخيرة، في أعقاب اغتيال إسرائيل لكبار قادة حماس وحزب الله ووقف إطلاق النار في لبنان. وسقوط نظام الأسد في سوريا، وقال سوليفان "أعتقد أننا اقتربنا مرة أخرى من تحقيق هدفنا. هل سنحقق ذلك؟ لم يتضح الأمر بعد... لكننا عازمون على محاولة تحقيق هذا الهدف".