باتت الأسلحة النووية الروسية أقرب من أي وقت مضى إلى أراضي حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وذلك بعدما نشر الكرملين لأول مرة أسلحة نووية تكتيكية خارج الأراضي الروسية، وبالتحديد داخل بيلاروسيا المجاورة والحليفة لموسكو.
جاء ذلك على خلفية الحرب الدائرة منذ ما يقرب من 3 سنوات بين روسيا وأوكرانيا، والتي تمكن خلالها الجيش الروسي من الاستيلاء على مساحات كبيرة من أراضي كييف التي تعاني من ضعف كبير على مستوى المعدات والأفراد، بحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي.
الأقمار الصناعية
وحصلت مجلة نيوزويك الأمريكية على صور جديدة من الأقمار الصناعية، كشفت من خلالها عن قيام روسيا بتوسيع قدرتها بشكل كبير على الوصول إلى دول الناتو، ضمن جهود تعزيز استراتيجيتها الجديدة لتعزيز الردع النووي على طول الحدود الشرقية للحلف.
وفي تحليلها للصور، تبين وجود موقعين رئيسيين يتم فيهما تخزين أسلحة روسيا النووية التكتيكية في بيلاروسيا، الأول عبارة عن مستودع عسكري بالقرب من وسط بيلاروسيا، بخلاف موقع تخزين آخر في منطقة برودوك.
مستودعات نووية
ويبعد المستودع الأول، 120 ميلًا عن حدود أوكرانيا، وأصبح وفقًا لصور الأقمار الصناعية محاطًا بسياج أمني ثلاثي الطبقات ومرافق تخزين نووية جديدة، بينما أصبح موقع مخزن برودوك أقرب إلى الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.
وحسب رأي خبراء، يتيح وجود تلك الأسلحة بالقرب من الحدود الشمالية الشرقية لبيلاروسيا، والتي تشترك مع أوكرانيا في حدود تمتد 673 ميلًا، للطائرات والصواريخ الروسية باستهداف مواقع محتملة داخل أراضي حلفاء الناتو بكفاءة أكبر.
سياسة الردع
ويمكن للجيش الروسي من خلال هذه المواقع، شن ضربات نووية من على بعد مئات الأميال لدول مثل بولندا وليتوانيا ولاتفيا، الذين باتوا الأقرب تهديدًا في حال اندلاع صراع بين روسيا والناتو.
وتأتي هذه الخطوة بعد قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحديث العقيدة النووية الروسية، على خلفية سماح الرئيس الأمريكي جو بايدن، لأوكرانيا، بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على روسيا، كما تسمح السياسة الجديدة بالرد النووي على الهجمات التي تشنها دول مدعومة من دول مسلحة نوويًا.
وفي أحدث تحركات روسيا لتطويق حلف الناتو وتعزيز سياسة الردع الخاصة بها، أعلن بوتين عن نشر منظومة صواريخ "أوريشنيك" الباليستية الفرط صوتية على أراضي بيلاروسيا في النصف الثاني من عام 2025.