أشعلت الحرب الروسية الأوكرانية حالة العداء بين موسكو وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ولم يقتصر التهديد على روسيا وحدها، بل امتد ليشمل حليفتها الوثيقة بيلاروسيا، التي أصبح احتمالية استخدام الأسلحة النووية مصدر قلق كبير لأوروبا.
وعدلت بيلاروسيا - حليفة روسيا - عقيدتها العسكرية للسماح باستخدام الأسلحة النووية للمرة الأولى، بعد أشهر من قرارها استضافة الأسلحة النووية لفلاديمير بوتين، ما أدى إلى دق أجراس الإنذار في جميع أنحاء أوروبا، بحسب "تاجز شبيجل".
ولعبت "مينسك" دورًا رئيسيًا في حرب روسيا بأوكرانيا، إلى جانب التدريبات العسكرية الروسية البيلاروسية المشتركة، خلال العام الماضي، التي أثارت مخاوف من احتمال انضمام القوات البيلاروسية إلى نظيرتها الروسية في أوكرانيا.
عقيدة بيلاروسيا العسكرية
وتقع حدود بيلاروسيا على بعد 140 ميلًا فقط من العاصمة الأوكرانية كييف، وبعد مرور عامين على الهجوم على كييف، أكد فيكتور خرينين، وزير الدفاع البيلاروسي، أن استخدام الأسلحة النووية أصبح الآن جزءًا من العقيدة العسكرية البيلاروسية.
وقال الوزير، أمس الثلاثاء، إنه تم تحديد مصادر التهديدات العسكرية للبلاد بشكل واضح، وإن المبدأ يحدد بوضوح أيضًا الالتزامات تجاه الحلفاء، وهو ما أشار إليه الرئيس البيلاروسي "لوكاشينكو"، في وقت سابق: "إن بلاده لن تتورط أبدًا في الحرب الأوكرانية، ما لم يعبر الأوكرانيون حدود بلاده، وسنواصل مساعدة روسيا فهي حليفتنا".
مساعدة مستمرة لروسيا
حذر "لوكاشينكو" من أنه إذا تم استفزاز بيلاروسيا، خاصة من قبل دول الناتو المجاورة مثل بولندا، وليتوانيا، ولاتفيا، فإن بلاده سترد على الفور بما في ذلك الأسلحة النووية.
وتأتي تعليقات لوكاشينكو الأخيرة في الوقت الذي يصبح فيه المشهد الأمني بأوروبا غير مستقر بشكل متزايد، وهو ما دفع بولندا لإعلان أنها ستنقل نحو 10 آلاف جندي إلى حدودها مع بيلاروسيا.
تهديد لبولندا
قالت روسيا إنها ستحتفظ بالسيطرة على الأسلحة النووية المتمركزة في بيلاروسيا، المخصصة للاستخدام في ساحة المعركة، وزعم ألكسندر فولفوفيتش، أمين مجلس الأمن البيلاروسي، أن نشر الأسلحة النووية الروسية في بيلاروسيا يهدف إلى ردع العدوان من بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي.
واستقلت بيلاروسيا عن الاتحاد السوفيتي عام 1990، ومنذ عام 1997 تخضع لأشكال مختلفة من عقوبات الاتحاد الأوروبي على خلفية مزاعم انتهاك حقوق الإنسان.