أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعداده لبدء حرب نووية بعد الضربة الصاروخية بعيدة المدى التي وجهتها القوات الأوكرانية للعمق الروسي، في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، السماح لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدي في استهداف الأراضي الروسية.
وأطلقت كييف صواريخ "أتاكمز" أمريكية الصنع، على مستودع للذخيرة بالقرب من بريانسك، في جنوب روسيا، على بعد نحو 100 ميل من الحدود.
وأظهرت لقطات فيديو اشتعال النيران في المنشأة، مع وجود ذيل من الدخان الأبيض فوق الانفجار يشير إلى استخدام صاروخ.
ولطالما ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حلفاءه الغربيين، منح قواته الحق في استخدام الصواريخ بعيدة المدى مثل صواريخ "أتاكمز" ضد أهداف داخل الأراضي الروسية. وهو ما سمح به الرئيس الأمريكي، متذرعًا بدخول قوات كورية شمالية إلى ساحة المعركة.
وبعد ساعات من الهجوم، وقع بوتين على قانون عقيدة نووية يخفض الحد الأقصى لاستخدام روسيا للأسلحة النووية. وتعتبر روسيا أكثر الدول امتلاكًا للرؤوس النووية بنحو 6 آلاف رأس.
وتتضمن العقيدة المعدلة تحديدًا لمجموعة من الحالات التي قد تؤدي إلى استخدام الأسلحة النووية، منها الهجوم الجوي الذي يشمل صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، وأن أي هجوم على الأراضي الروسية من قبل قوة غير نووية تتعاون مع قوة نووية، مثل الدول الغربية التي تدعم أوكرانيا، يمكن أن ينظر إليها على أنها "عدوان مشترك" ضد روسيا.
وأرجعت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، تعديل العقيدة النووية الروسية، إلى أن بوتين يستهدف الضغط على الغرب لقطع الدعم العسكري عن أوكرانيا.
ولفتت صحيفة "التليجراف" البريطانية، إلى أن التحذير الذي وجهه ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، لأعداء الكرملين من أنهم قد يتسببون الآن في إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة، قائلًا: "قد ترد روسيا على ضربات أتاكمز بأسلحة الدمار الشامل ضد كييف والمنشآت الرئيسية لحلف شمال الأطلسي، أينما كانت".
وأشارت الصحيفة إلى التصريحات الذي أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في قمة العشرين بالبرازيل، قائلًا إن الهجوم على مستودع الذخيرة كان علامة على أن الغرب يريد تمديد الحرب، مضيفًا: "حقيقة أن نظام أتاكمس استخدم مرارًا وتكرارًا في منطقة بريانسك بين عشية وضحاها هي بالطبع إشارة إلى أنهم يريدون التصعيد".
وأشار لافروف إلى أن أنظمة التوجيه الأمريكية تشارك في توجيه الصواريخ الباليستية إلى أهدافها، وقال: "دون الأمريكيين، من المستحيل استخدام هذه الصواريخ عالية التقنية، كما قال بوتين مرارًا وتكرارًا".
وذكرت وكالات أنباء روسية أن موسكو بدأت في إرسال مخابئ نووية متنقلة إلى جميع أنحاء البلاد، في إشارة واضحة أخرى إلى الغرب.
وأعلن معهد الأبحاث الروسي للدفاع المدني والطوارئ، أنه تم تسليم الملاجئ المصممة لحماية ما يصل 54 شخصًا من "الإشعاع الضوئي الناجم عن انفجار نووي والإشعاع" إلى عدد من المواقع.
ويرجع محللون التصعيد الروسي إلى رغبة بوتين في الحصول على موقف تفاوضي أكثر فائدة، خلال ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الأكثر ميلًا إلى عقد صفقة مع الرئيس الروسي.