لمواجهة السياسات التقييدية المتزايدة من جانب الحكومة الأمريكية، اتخذت الصين رد فعل أكثر صرامة من خلال حظرها تصدير بعض المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، في خطوة وصِفت بأنها تنذر بمزيد من الصراع الاقتصادي، وتعد جزءًا من سباق أوسع بين القوتين العالميتين لتطوير التقنيات المتقدمة والهيمنة عليها.
حظر صيني
كانت وزارة التجارة الصينية أعلنت، اليوم الثلاثاء، أنها ستحظر تصدير المعادن النادرة بما في ذلك الجاليوم والجرمانيوم والأنتيمون، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".
وقالت التجارة الصينية إنها ستوقف مبيعات الجاليوم والجرمانيوم والأنتيمون وما يسمى بالمواد شديدة الصلابة إلى الولايات المتحدة على الفور، على أساس أن لها استخدامات عسكرية ومدنية مزدوجة.
وهذه المواد، والتي تهيمن الصين على إنتاجها العالمي، هي مفتاح لإنتاج رقائق أشباه الموصلات، كذلك يتم استخدامها في صناعة رقائق الكمبيوتر والسيارات والألواح الشمسية وحتى الأسلحة النووية وغيرها من التقنيات المتقدمة.
تصعيد حرب الرقائق
ووفقًا لموقع "إكسيوس" الأمريكي، يبدو أن خطوة الحظر التي أقدمت عليها الصين هي رد بالمثل على إعلان إدارة الرئيس الأمريكي المنتهي ولايته، جو بايدن، أمس الاثنين، عن مجموعة من ضوابط التصدير على معدات تصنيع الرقائق والبرمجيات، إضافة إلى قيود أخرى على صناعة الرقائق الصينية.
وتؤدي هذه الخطوة، من جانب الصين، إلى تصعيد حرب سلسلة التوريد، وتأتي بعد يوم من إعلان إدارة الرئيس الأمريكي. ويشير الحظر إلى استعداد بكين للانخراط في الحرب الإلكترونية.
ولم تستجب وزارتا التجارة والخارجية الأمريكيتين على الفور لطلبات "أكسيوس" للتعليق بشأن حظر التصدير الجديد للصين.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بأن الصين ستُخضع أيضًا صادرات الجرافيت، المستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية، لمراجعة أكثر صرامة، كما كتبت وكالة "رويترز" أن الحظر يأتي في مقدمة القيود والحدود التصديرية السابقة التي فرضتها الصين على المواد.
كانت وزارة التجارة الأمريكية أعلنت، أمس الاثنين، أنها ستفرض مجموعة من ضوابط التصدير الجديدة في محاولة لمنع الصين من تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي والأسلحة المتقدمة، في حزمة قواعد جديدة وصفها "إكسيوس" بالأكثر شمولًا حتى الآن وتضرب بكين على جبهات مختلفة، إذ إن الرئيس بايدن جعل الاستثمار في صناعة أشباه الموصلات الأمريكية وإنتاج البطاريات المتقدمة جانبًا رئيسيًا من أجندته. ووضعت إدارته دعم سلاسل التوريد الأمريكية للمعادن الحيوية كمسألة تتعلق بالأمن القومي.
وفي المقابل، انتقدت الصين، التي وضعت أيضًا تدابيرها الجديدة كمسألة تتعلق بالأمن القومي، الولايات المتحدة بسبب ضوابط التصدير.
ترامب مصدر قلق
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، للصحفيين، اليوم الثلاثاء، إن "الصين تعارض بشدة تجاوز الولايات المتحدة لمفهوم الأمن القومي" وإنها ستتخذ "إجراءات حازمة" للدفاع عن مصالح الشركات الصينية.
ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية، فإن كبار المسؤولين الصينيين قلقون من أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يخطط لسياسات أكثر صرامة خلال فترة ولايته المقبلة، إذ وعد بفرض تعريفات جمركية باهظة على السلع القادمة من الصين وقطع العلاقات التجارية بين البلدين.
وفي السياق ذاته يذكر أن الصين امتنعت عن فرض قيود على صادراتها خلال إدارة ترامب الأولى، مفضلة بدلاً من ذلك اتخاذ إجراءات أكثر محدودية مثل شراء فول الصويا من البرازيل بدلاً من الولايات المتحدة.