مع بداية العام الجديد، عاد سباق الهيمنة على الرقائق الإلكترونية إلى الواجهة من جديد، خاصة مع اقتراب تنفيذ القيود الصارمة التي اتخذتها أمريكا ضد الصين لعرقلة تقدمها في مجال التكنولوجيا.
وفي ظل الضغوط الأمريكية المستمرة، اتخذت هولندا وبريطانيا العديد من الإجراءات لفرض قيود على وصول تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين. ومن جانبها، وصفت بكين هذه الخطوات بأنها لا تحترم القانون.
هولندا ترضخ للمطالب الأمريكية
ومع الضغوط الأمريكية المستمرة لتشديد الخناق على الصين وعرقلة وصولها إلى الرقائق المتطورة، استجابت شركة ASML الهولندية، وهي شركة رئيسية في سلسلة التوريد العالمية لتصنيع أشباه الموصلات، للضغوط الأمريكية، وألغت شحنات خاصة بآلات الرقائق الدقيقة عالية التقنية إلى الصين. حسبما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.حيث كان من المقرر، أن تصدر الشركة الهولندية 3 آلات "الطباعة بالحفر فائق العمق بالأشعة فوق البنفسجية" إلى الصين لمساعدتها في صناعة الرقائق الإلكترونية، ولكن ألغت الحكومة الهولندية تراخيص التصدير قبل شحنها، بعدما رضخت للضغوط الأمريكية.
وتقول شبكة "بلومبرج" الأمريكية، إن مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، تواصل مع الحكومة الهولندية في نهاية العام المنصرم لبحث حصول الصين على تلك الآلات، مؤكدة أن المسؤولين الهولنديين طلبوا من واشنطن التواصل بشكل مباشر مع الشركة المختصة ASML.
بريطانيا تشدد الخناق
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، اتخذت الحكومة البريطانية إجراءات صارمة ضد تصدير تكنولوجيا أشباه الموصلات إلى الصين. حسبما ذكرت صحيفة "تلجراف" البريطانية.
كما منعت وزارة الأعمال البريطانية الغالبية العظمى من طلبات الترخيص للشركات التي تسعى إلى تصدير تكنولوجيا أشباه الموصلات إلى الصين، حسبما أوضحت أرقام مراقبة الصادرات.
تُظهر الأرقام الواردة من قاعدة بيانات تديرها الوحدة المشتركة لمراقبة الصادرات، التي تدير ضوابط التصدير للمواد العسكرية وذات الاستخدام المزدوج، أن المملكة المتحدة رفضت 14 طلب ترخيص لتكنولوجيا أشباه الموصلات للصين في عام 2023 ووافقت على 2 فقط. ومقارنة بالعام السابق، رفضت 5 تراخيص فقط، وأصدرت 26 ترخيصًا، وفي عام 2021، أصدرت 26 ترخيصًا ورفضت 9.
وفي العام السابق، رفضت خمسة تراخيص فقط، وأصدرت 26 ترخيصًا، وفي عام 2021، أصدرت 26 ترخيصًا ورفضت تسعة.
واتخذت لندن نهجًا مختلفًا عما كانت عليه سابقًا، فبعد أن كانت متساهلة نوعًا ما في تصدير مثل هذه التكنولوجيا إلى الصين، أصبحت الآن تحذو حذو أمريكا وحلفائها فيما يتعلق بوصول التكنولوجيا المتطورة المتعلق بصناعة الرقائق إلى التنين الصيني.
ووعدت استراتيجية أشباه الموصلات في المملكة المتحدة، والتي نُشرت في يونيو الماضي، بتطبيق ضوابط التصدير لحماية الأمن القومي. وقالت الحكومة آنذاك إنها ستعمل مع الشركات على احتمال توسيع كيفية تطبيق نظام مراقبة الصادرات على أشباه الموصلات، وتعهدت "بحماية شركات وتقنيات أشباه الموصلات الأكثر حساسية في المملكة المتحدة".
رد الصين
ومن جانبه، طالب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وينبن، الحكومة الهولندية باحترام مبادئ السوق والقانون، والتزام الحياد، واتخاذ إجراءات عملية لحماية المصالح المشتركة لبلديهما، والحفاظ على استقرار سلاسل التوريد الدولية. حسبما ذكرت شبكة "جلوبال تايمز" الصينية.
وفيما يتعلق بالضغوط الأمريكية على الدول الأوروبية، اتهم وانج واشنطن بأنها تسعى للهيمنة والتسلط.