أعلنت الولايات المتحدة عن قيود تصديرية جديدة، تستهدف قدرة الصين على تصنيع أشباه الموصلات المتقدمة؛ مما أثار إدانة سريعة من بكين.
وتعمل واشنطن على توسيع جهودها للحد من صادرات الرقائق المتطورة إلى الصين، والتي يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة المتقدمة وفي الذكاء الاصطناعي.
وجاء الإعلان، أمس الاثنين، قبل أسابيع قليلة من تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي من المتوقع أن يعزز موقف واشنطن المتشدد تجاه الصين.
وقالت وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو، أمس الاثنين، إن رئاسة جو بايدن كانت صعبة بشكل خاص في "التعامل استراتيجيًا مع التحديث العسكري الصيني من خلال ضوابط التصدير".
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن: "اتخذت الولايات المتحدة خطوات مهمة لحماية تكنولوجيتنا من أن يستخدمها خصومنا بطرق تهدد أمننا القومي. وستواصل واشنطن العمل مع الحلفاء والشركاء لحماية تقنياتنا ومعرفتنا الرائدة عالميًا بشكل استباقي وقوي حتى لا تُستخدم لتقويض أمننا القومي".
وإزاء الخطوة الأمريكية، تعهدت بكين بالدفاع عن مصالحها، حيث قال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، إن الولايات المتحدة "تنتهك تدابير الرقابة على الصادرات، وتعوق التبادلات الاقتصادية والتجارية الطبيعية".
وتشمل القواعد الأمريكية الأخيرة تقييد المبيعات إلى 140 شركة، بما في ذلك شركتي الرقائق الصينيتين "بيوتيك وسيكارير" دون الحصول على إذن إضافي. كما تؤثر القواعد على مجموعة "ناورا" للتكنولوجيا، التي تصنع معدات إنتاج الرقائق، وفقًا لوزارة التجارة الأمريكية. وتشمل القواعد الأخرى كيانات في اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة.
وتشمل القواعد الأمريكية الجديدة أيضًا ضوابط على عشرين نوعًا من معدات تصنيع الرقائق وثلاثة أنواع من أدوات البرمجيات لتطوير أو إنتاج أشباه الموصلات.
وقال آلان استيفيز، وكيل وزارة التجارة للصناعة والأمن الأمريكية: "نحن نتحدث باستمرار مع حلفائنا وشركائنا، فضلًا عن إعادة تقييم وتحديث ضوابطنا".
وقالت شركة "إيه إس أم إل" الهولندية لتصنيع معدات الرقائق الحاسوبية، والتي تعد الشركة الوحيدة المصنعة لأحدث آلات تصنيع الرقائق، إنها لا تتوقع أن تؤثر القيود الأمريكية الجديدة على إرشاداتها المالية الأخيرة.
وأضافت الشركة إن القيود الأمريكية الأخيرة من شأنها أن تؤثر على صادراتها من أنظمة الطباعة فوق البنفسجية القصوى، إلى بعض مصانع تصنيع الرقائق في الصين، إذا تم تنفيذها من قبل الحكومة الهولندية.
وتعد "إيه إس أم إل" الشركة الوحيدة المصنعة لآلات الطباعة فوق البنفسجية القصوى التي تنتج أكثر الرقائق تقدمًا. وبسبب القيود الحكومية الحالية المفروضة على استخدام التكنولوجيا الأمريكية، فإنها لا تستطيع بالفعل بيع آلات الطباعة فوق البنفسجية القصوى للصين.
وقالت الحكومة الهولندية بشكل منفصل، أمس الاثنين، إنها تتشاطر المخاوف الأمنية الأمريكية بشأن تصدير أدوات تصنيع أشباه الموصلات المتقدمة، وإنها تدرس أحدث القواعد الأمريكية.
وذكرت وزارة التجارة الأمريكية إن القيود الجديدة تهدف إلى إبطاء تطوير الصين للذكاء الاصطناعي المتقدم، الذي يمكن أن "يغير مستقبل الحرب"، ويضعف تطوير الصين لنظامها البيئي الخاص بأشباه الموصلات.
وأعلنت الوزارة الأمريكية حظر تصدير الجاليوم والجرمانيوم والانتيمون وغيرها من المواد "فائقة الصلابة"؛ لأنها قد تستخدم لأغراض عسكرية.
وتزايدت الدعوات لإغلاق سلسلة توريد أشباه الموصلات بشكل أكبر منذ أن أصبح العالم على دراية متزايدة بقوة الذكاء الاصطناعي، مع إطلاق "تشات جي بي تي".
وقال تيبو ديناميل، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لوكالة "فرانس برس" إن الإجراءات الأخيرة تؤكد "مسار السياسة الأمريكية بدلًا من تكثيف جهود السيطرة بشكل كبير".
وأضاف إن "أهمية هذه الإضافات تقلصت في ضوء المقترحات التي قدمتها إدارة ترامب القادمة"، مشيرًا إلى أن الرئيس المنتخب تعهد باتخاذ إجراءات صارمة تفوق القيود الأخيرة على تكنولوجيا الرقائق.