أُدين الجندي البريطاني السابق دانيال عابد خليفة بجمع معلومات حساسة بهدف التجسس لصالح إيران، بينما تمت تبرئته من تهمة زرع قنابل مزيفة في ثكناته العسكرية، فيما زعم أنه المعلومات التي قدمها كانت هدفها أن يكون عميلًا مزدوجًا مثل شخصية جيمس بوند.
وأثار خليفة الجدل، سابقًا، بعدما استطاع الهروب من سجن في لندن، ليستمر بحث الشرطة عنه لأيام، قبل إعادة اعتقاله.
وأقرت هيئة محلفين في محكمة وولويتش في جنوب شرقي لندن، ارتكاب "خليفة" (23 عامًا) تهمة انتهاك قانون الأسرار الرسمية وقانون الإرهاب في بريطانيا من خلال جمع معلومات مفيدة لإيران، بينما تمت تبرئته من تهمة زرع قنابل مزيفة في ثكناته العسكرية.
وقال ممثلو الادعاء إن خليفة لعب "لعبة ساخرة" بزعمه أنه يريد أن يكون جاسوسًا بعد أن سلَّم كمية كبيرة من المواد المحظورة والسريَّة إلى جهاز الاستخبارات الإيراني، بما في ذلك أسماء ضباط القوات الخاصة.
ووفقًا لـ"إيه بي سي نيوز"، اعترف خليفة بأنه كان على اتصال بأشخاص في الحكومة الإيرانية، مضيفًا أن كل ذلك كان جزءًا من خدعة للعمل في نهاية المطاف كعميل مزدوج لبريطانيا، وقال للمحلفين: "أردت الاستفادة من خلفيتي لتعزيز أمننا القومي".
وقال محامي الدفاع جول نواز، إن طموحات خليفة في أن يصبح شخصية "جيمس بوند" كانت ساذجة وغبية وتكاد تكون هزلية.
ورغم ما بدا وكأنه تصرف غير احترافي، قال القائد دومينيك مورفي، رئيس مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، إن خليفة كان يشكل خطرًا.
وذكر مورفي: "نحن نعلم جيدًا التهديد الذي يشكله الإيرانيون للأمن القومي للمملكة المتحدة"، مشيرًا إلى أن السلطات البريطانية أحبطت 20 مؤامرة، بما في ذلك خطط الاغتيال.
ولم تحظ قضية خليفة في المحكمة باهتمام كبير حتى هرب من أحد سجون لندن في سبتمبر 2023، وظل هاربا لمدة ثلاثة أيام.
كان خليفة يعمل في مطبخ سجن واندسوورث، في جنوب لندن، عندما ربط نفسه إلى قاع شاحنة توصيل وحصل على توصيلة إلى الحرية، لكن في النهاية تم القبض عليه بعد بحث مكثف.
وكشف الهروب من السجن الذي يعود إلى العصر الفيكتوري عن نقاط ضعف أوسع نطاقًا في نظام الإصلاحيات المتهالك والمكتظ في البلاد.
ويجري حاليًا تحقيق في كيفية تمكن خليفة من الهروب، وما إذا كان آخرون ساعدوه.
أثناء محاكمته، أقر خليفة بالذنب في الهروب، لكنه استمر في الطعن في تهم التجسس.
قالت القاضية بوبي تشيما جروب إن "خليفة يواجه حكمًا بالسجن لمدة طويلة عندما يُحكم عليه بعد رأس السنة الجديدة".
التحق خليفة بالجيش في سن السادسة عشرة وتم تعيينه في فيلق الإشارات الملكي، وهي وحدة اتصالات يتم نشرها مع قوات ساحة المعركة، فضلًا عن القوات الخاصة وفرق الاستخبارات.
وقيل له إنه لا يستطيع الانضمام إلى جهاز الاستخبارات لأن والدته من إيران.
وصرح ممثلو الادعاء بأنه في سن السابعة عشرة، تواصل مع رجل مرتبط بالمخابرات الإيرانية، وبدأ في نقل المعلومات.
ولم يكن مسؤولو الأمن البريطانيون على علم باتصالات خليفة بالإيرانيين حتى اتصل بجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني MI6 ليعرض العمل كعميل مزدوج.
تواصل مع جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني MI6 بشكل مجهول، قائلًا إنه اكتسب ثقة مشغليه الإيرانيين وأنهم كافأوه بترك 2000 دولار نقدًا في حديقة شمال لندن.
وقال خليفة إن معظم المواد التي قدمها لمشغليه الإيرانيين كانت معلومات اختلقها أو بيانات متاحة عبر الإنترنت، ولم تكشف عن أسرار عسكرية.
لكن ممثلي الادعاء قالوا إن بعض وثائق الجيش كانت أصلية، واستخدموا أدلة من هواتف خليفة المحمولة، والملاحظات التي كتبها لنفسه ولقطات المراقبة لإظهار أنه جمع معلومات سرية وشاركها.
وذكر بيثان ديفيد من هيئة الادعاء العام: "لقد سعى سرًا إلى الحصول على نسخ من معلومات سرية وحساسة كان يعلم أنها محمية، ثم مررها إلى أفراد كان يعتقد أنهم يتصرفون نيابة عن الدولة الإيرانية".
وأضاف: "كان من الممكن أن يؤدي تبادل المعلومات إلى تعريض أفراد عسكريين لأذى جسيم، أو تعريض حياتهم للخطر، والإضرار بسلامة وأمن المملكة المتحدة".