يواصل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، سعيه لإطالة أمد الحرب على غزة المستمرة منذ أكثر من عام، حتى بعد إبرامه اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، إذ يقف حائلًا دون أي اتفاق لإنهاء الحرب على غزة واستعادة المحتجزين بالقطاع، ويعمل على إطالة أمد الحرب لضمان استمراره في منصبه وعدم المثول أمام القضاء في قضايا مُخلة بالشرف، فضلًا عن مذكرة اعتقاله من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة.
تعنت الاحتلال
بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين، إن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، ينتظر تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب، منصبه قبل تغيير موقفه من المحادثات مع حماس.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المسؤولين الغربيين إن إسرائيل لا تبدو مهتمة بتقديم تنازلات وتشكك في أفكار أمريكية وعربية لإدارة غزة، كما إنه من من غير المرجح أن يمارس ترامب ضغوطًا كبيرة على نتنياهو أو جيش الاحتلال الإسرائيلي، لوقف الحرب من خلال التهديد بوقف المساعدات العسكرية.
وقال المسؤولون إن نتنياهو يعتقد أن الخطط الرامية إلى جلب السلطة الفلسطينية لإدارة غزة محكوم عليها بالفشل، وحماس ستعيد فرض سيطرتها بسرعة، زاعمين أن حماس تسعى إلى البقاء في السلطة بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
رغبة حماس
قبل إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، قال مسؤولون أمريكيون وفلسطينيون إن المجلس السياسي لحماس بدا راغبًا في التحرك نحو وقف إطلاق النار إذا كانت إسرائيل راغبة في تقديم تنازلات، خاصة فيما يتصل بسحب قوات الاحتلال من غزة.
ووفقًا للصحيفة، يرى بعض المسؤولين الأمريكيين أن حماس قد تتخلى عن مطالبها وتمضي قدمًا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنهم قالوا إن إسرائيل لا تبدو مهتمة بتقديم تنازلات.
وعقب إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن بلاده ستعمل مع مصر وقطر وتركيا، خلال الأيام المقبلة، لإنهاء الحرب المستمرة على غزة منذ أكثر من 13 شهرًا.
وتتمسك حماس بوقف تام للحرب وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة، بينما تصر إسرائيل على هدنة مؤقتة لاستعادة المحتجزين والعودة بعدها إلى الحرب.
وقالت حماس في بيان لها، أمس، إنها ملتزمة بالجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة على أساس المعايير التي وافقت عليها في وقت سابق، والتي تشمل وقف إطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال وعودة النازحين إلى شمال غزة، وتبادل الأسرى الفلسطينيين بالمحتجزين.
تحذير إسرائيلي
ووفقًا لموقع "أكسيوس" الأمريكي، أبلغت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نتنياهو، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، أنه بحاجة لتقديم تنازلات إذا كان يريد صفقة تبادل للمحتجزين مع حماس.
والشهر الماضي، سلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على جلسة كتلة الليكود البرلمانية التي كشفت عن تصريحات نتنياهو، أظهر فيها عدم استعداده لإبرام صفقة مقابل إطلاق سراح المحتجزين، عندما قال صراحة إنه ليس مستعدًا لدفع ثمن لوقف الحرب.
وقالت القناة 12 العبرية، إن رئيس الوزراء نتنياهو، في خطابه بالكنيست بدا واثقًا من نفسه عندما قال: "سأعيدهم جميعًا حتى آخر واحد منهم"، في إشارة منه إلى المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.