قبل ساعات من بدء سريان وقف إطلاق النار مع لبنان، اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أجواء مشحونة بالانتقادات والغضب مع رؤساء السلطات المحلية في الشمال؛ لمناقشة مستقبل سكان المناطق الحدودية بعد الموافقة على الاتفاق.
اللقاء الذي وُصف بأنه "مسرح للعبث" كشف انقسامات حادة حول الاتفاقية، ومدى جاهزية حكومة الاحتلال لإعادة السكان إلى منازلهم بأمان، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
انتقادات حادة للاتفاق
بدأ اللقاء بتوضيح نتنياهو أن الاتفاق مع لبنان يمتد لـ60 يومًا فقط، ولا يتضمن حاليًا خطة لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، هذه التصريحات أثارت غضب رؤساء السلطات في الشمال، الذين وصفوا الوضع الأمني في الشمال بأنه لا يضمن أي أمان حقيقي.
موشيه دافيدوفيتش، رئيس المجلس الإقليمي ميتا آشر، انتقد بشدة ما وصفه بـ"تجاهل السكان"، قائلًا: "هذا الاتفاق لا يمثل سوى مسرح عبث، ولا يعكس أي نية حقيقية لضمان أمننا أو عودة السكان بأمان".
تهديدات أمنية
الحاضرون في الاجتماع، بمن فيهم رؤساء مستوطنات الاحتلال في الشمال، حذروا من أن حزب الله سيعود لتقوية نفسه بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، وشدد دافيدوفيتش على أن الوضع الحالي لا يشبه القرار الدولي 1701، قائلًا: "ما حدث ليس سوى انتصار لحزب الله وليس خطوة ردعية".
كما أشار إلى العثور على صواريخ قرب الحدود، قائلًا: "كيف يمكننا الحديث عن أمان في ظل وجود تهديدات مباشرة على بعد كيلومترات من منازلنا؟".
تعهدات نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال اللقاء، دافع عن قراره بالموافقة على الاتفاق، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تهدف إلى استعادة الجاهزية العسكرية للجيش الإسرائيلي، وأوضح أن جيشه سيعمل على منع تهريب الأسلحة إلى حزب الله وضمان تفوقه العملياتي في حال انهيار الهدنة
من جانبه، استعرض رئيس الأركان بدولة الاحتلال، هرتسي هاليفي، مقاطع فيديو للعمليات العسكرية الأخيرة ضد حزب الله، مؤكدًا أن الجيش مستعد للرد على أي انتهاكات مستقبلية.
لا ضمانات
يوسف كاكون، رئيس بلدية صفد، رفض الاتفاق إذا لم يتضمن ضمانات واضحة لعدم إطلاق الصواريخ مستقبلًا، قائلًا: "نحتاج إلى خطة تنمية شاملة تحول الشمال إلى منطقة مزدهرة آمنة".
بالتزامن مع الاجتماع، تظاهر العشرات في تل أبيب ضد الاتفاق، رافعين شعارات مثل: "الحكومة تتجاهل الشمال"، وطالبوا بضمان أمن السكان قبل التفكير في أي وقف لإطلاق النار مع لبنان.
وسط هذه الأجواء العاصفة، يواجه نتنياهو وحكومته تحديًا مزدوجًا، يتمثل في تحقيق التهدئة الأمنية مع حزب الله، وإقناع سكان الشمال بأن الاتفاق يمثل خطوة نحو أمان حقيقي وتنمية مستدامة، إلا أنه مع استمرار الانتقادات والاحتجاجات، يبدو أن الطريق لتحقيق ذلك سيكون طويلًا وشائكًا.