الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أهمها التركيز على حماس.. 3 أسباب أجبرت نتنياهو على اتفاق الهدنة مع حزب الله

  • مشاركة :
post-title
بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

على ساحة سياسية وعسكرية ملتهبة في أجواء مشحونة بالحذر والترقب، يأتي الحديث عن وقف إطلاق النار وكأنه استراحة وسط عاصفة مستمرة، إذ ظهر رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مجددًا ليعرض رؤيته المستقبلية، وأسباب قراراته ووعود لشعبه في مواجهة ظروف استثنائية تشهدها دولة الاحتلال.

ووسط وعود إسرائيلية بالنصر ومناقشات محتدمة، يتبدي المشهد وكأنه انعكاس لحرب تُكتب فصولها بنبضات السياسة والدماء.

تصريحات نتنياهو وأبعاد القرار

في بيان مسجل مساء اليوم الثلاثاء، تناول رئيس الوزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قرار وقف إطلاق النار المتوقع تنفيذه صباح اليوم التالي، وشدد نتنياهو على أن هذا القرار ليس نهاية للحرب، بل محطة لإعادة الترتيب وتحقيق الأهداف الكبرى المتمثلة في القضاء على حماس وضمان أمن شمال إسرائيل.

واستعرض نتنياهو رؤيته التكتيكية التي قادت القرار، مشيرًا إلى التركيز على قطاع غزة كأولوية لتجنب فتح جبهة ثانية في لبنان، وتأثير الحرب على حزب الله، الذي وصفه بأنه أعيد عقودًا إلى الوراء بعد تدمير بنيته التحتية.

تحديات عسكرية وضغوط سياسية

أوضح نتنياهو أن قرار وقف إطلاق النار في الشمال كان أحد أسبابه التأخير في تسليم أمريكا الأسلحة والعتاد، مؤكدًا أن هذا التأخير سيتم معالجته قريبًا لتعزيز قدرة الجيش على مواجهة التحديات.

وأكد أن خروج حزب الله من المعادلة سيعزل حماس، ما يزيد الضغط عليها ويمهد لتحرير المحتجزين وتحقيق الهدف النهائي بالحفاظ على أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي.

جبهات متعددة ضد إسرائيل

أشار نتنياهو إلى التحديات التي واجهتها إسرائيل عبر جبهات متعددة، منها حزب الله في الشمال، وحماس بالجنوب، إضافة إلى تهديدات الحوثيين في اليمن، والمجموعات المسلحة في العراق.

وأكد أن قرار التركيز على جبهة غزة في بداية الحرب، جاء بناءً على رؤية شاملة لإدارة العمليات العسكرية.

نتنياهو خلال إلقائه الخطاب المسجل
أسباب وقف إطلاق النار

وأعلن نتنياهو خطوطًا عريضة للاتفاق، تتضمن بنودًا رئيسية تهدف إلى تقويض قدرة حزب الله على تهديد إسرائيل مستقبلًا، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار تم بالتفاهم الكامل مع الولايات المتحدة، وشدد على احتفاظ إسرائيل بحرية العمل العسكري إذا أخل حزب الله بالاتفاق.

وأوضح نتنياهو ثلاثة أسباب رئيسية لوقف إطلاق النار، هي:

التركيز على التهديد الإيراني دون الخوض في التفاصيل.

ثانيًا: تحديث القوة العسكرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى تأخيرات سابقة في تسليح الجيش سيتم معالجتها قريبًا.

ثالثًا: عزل حماس عن الساحة باعتبار أن خروج حزب الله من المشهد يضع حماس في عزلة تزيد من الضغط عليها.

ردود فعل محلية ودولية

على الصعيد السياسي، تعرض نتنياهو لانتقادات حادة من زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي رأى أن الحكومة فشلت في تحقيق إنجاز سياسي رغم النجاحات العسكرية، واعتبر أن الاتفاق مع حزب الله يعكس حالة من الضعف السياسي.

في الوقت ذاته، أظهرت لقاءات نتنياهو مع رؤساء مستوطنات الشمال توترًا كبيرًا، إذ اشتكى الحاضرون من غياب خطة واضحة لإعادة السكان إلى منازلهم بعد توقيع اتفاق يمتد لـ60 يومًا فقط، ما زاد من شعورهم بالإحباط وعدم اليقين.

الاتفاق الذي سيدخل حيز التنفيذ بعد موافقة الحكومة اللبنانية، حظى بتأييد الولايات المتحدة وفرنسا، وأوضح مسؤول لبناني أن الاتفاق لا يرتبط بأي شكل من الأشكال بجبهة غزة أو بالمحتجزين لدى حماس، ما يترك أسئلة مفتوحة حول الأهداف الأبعد للهدنة.

التحركات الميدانية الأخيرة

بينما كان مجلس الوزراء يناقش وقف إطلاق النار، شن جيش الاحتلال هجمات عنيفة على مواقع حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، ووصف الجيش هذه العمليات بأنها الأكثر كثافة منذ بداية الحرب، واستهدفت عشرات الأهداف، بما في ذلك فروع "بنك حزب الله".

تزامن ذلك مع إطلاق حزب الله قذائف على المدن الشمالية الإسرائيلية، وتصعيد عبر الطائرات المسيّرة في الجليل الغربي، ما أضاف طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد الأمني.

ومع توقيع الاتفاق المنتظر، تُثار التساؤلات حول تأثيره على المعادلة الإقليمية، وما إذا كان يشكل بداية لتغيرات استراتيجية في الحرب ضد حماس وحزب الله، ليبقى الاتفاق خطوة تحمل في طياتها تناقضات الفرص والمخاطر، ما إذا كان سيمثل بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار أو مجرد هدنة قصيرة الأمد.