الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انهيار الائتلاف وانتخابات مبكرة.. مخاوف نتنياهو من التوصل لاتفاق في غزة

  • مشاركة :
post-title
إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

استبعد محللون أن يُسهم اتفاق وقف إطلاق النار بلبنان، في تحقيق اتفاق مماثل بغزة، بسبب مخاوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من انهيار حكومته اليمينية المتطرفة، حال إنهاء العدوان على القطاع الفلسطيني المدمر، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وقالت الصحيفة، إنه بعد أن ساعد الرئيس الأمريكي جو بايدن في التوصل إلى وقف إطلاق النار بلبنان، أعلن أن الاتفاق يمكن أن يبني زخمًا نحو تحقيق اختراق مماثل في غزة.

لكن محللين قالوا للصحيفة، إن هذا التقييم سابق لأوانه، لأن إسرائيل وحماس أبعد كثيرًا عن التوصل إلى اتفاق في غزة مقارنة بإسرائيل وحزب الله في لبنان.

وأوضحت الصحيفة أن التوصل إلى الهدنة في لبنان كان ممكنًا جزئيًا لأن حزب الله، الذي أضعفته أشهر من الاغتيالات والخسائر في ساحة المعركة، فقد نفوذه على طاولة المفاوضات.

وعلى الجانب الإسرائيلي، قد يكون بوسع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن يقبل بالتنازل لأن التوصل إلى اتفاق في لبنان لن يضعف قبضته على السلطة في الداخل بشكل كبير.

عقبة ائتلاف نتنياهو

لكن تحقيق اختراق في غزة أصبح أكثر صعوبة لأن حماس لا تزال تحتجز نحو 100 رهينة، وهي ورقة رابحة مهمة تسمح للحركة الفلسطينية بالحفاظ على موقفها التفاوضي المتشدد، وفق الصحيفة الأمريكية، التي أكدت أيضًا أن نتنياهو لا يستطيع التوصل إلى تسوية مع حماس لأن ذلك قد يؤدي إلى انهيار ائتلافه اليميني المتطرف الحاكم، وإجباره على إجراء انتخابات مبكرة.

وهدد حلفاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم من اليمين المتطرف، والذين يأمل العديد منهم في احتلال غزة واستيطانها بعد الحرب، بالانسحاب من الحكومة حال وقف الحرب على القطاع.

وعندما يتعلق الأمر بلبنان، كان نتنياهو تحت ضغط محلي أقل لتوجيه ضربة قاضية لحزب الله، حتى مع بقاء العديد من الإسرائيليين قلقين للغاية بشأن التهديد الطويل الأمد الذي تشكله الجماعة اللبنانية.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن آرون ديفيد ميلر، المحلل الأمريكي والمفاوض السابق في محادثات السلام السابقة بالشرق الأوسط: "لقد تم التوصل إلى اتفاق لبنان لأن نتنياهو أراد ذلك، وكان حزب الله في احتياج إليه، ولأنه لم يكن سببًا في انهيار ائتلاف نتنياهو. أما اتفاق غزة فهو مختلف".

وفي إعلانه عن الهدنة في لبنان، أمس الثلاثاء، قال بايدن إنه يأمل أن يؤدي الاتفاق إلى تجديد الزخم في المفاوضات الموازية بشأن غزة.

وفي إسرائيل، حاول نتنياهو الترويج لأن انسحاب حزب الله من القتال قد يعزل حليفته حماس، ويجبر الحركة الفلسطينية على التراجع أيضًا. وقال نتنياهو في خطاب مسجل: "كانت حماس تعتمد على حزب الله للقتال إلى جانبها. ومع خروج حزب الله من الصورة، أصبحت حماس وحيدة. وسنزيد من ضغوطنا على حماس، وهذا من شأنه أن يساعدنا في مهمتنا المقدسة المتمثلة في إطلاق سراح رهائننا".

لكن، وفق نيويورك تايمز، قال محللون فلسطينيون إن حماس، التي واجهت بالفعل العديد من النكسات الخطيرة على مدى العام الماضي، من غير المرجح أن تتخلى فجأة عن المحتجزين لديهم أو تتخلى عن السلطة في غزة.

ونقلت الصحيفة عن مخيمر أبو سعدة - خبير سياسي فلسطيني نزح بسبب الحرب - "لا أعتقد حقًا أن وقف إطلاق النار في لبنان سيكون له أي تأثير على غزة. لا يوجد ضوء في نهاية النفق الأسود بالنسبة لغزة".