أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عزمه فرض رسوم جمركية على كل من المكسيك وكندا والصين، مخاوف داخلية، من أن تقود تلك التهديدات إلى حروب تجارية جديدة من شأنها تحويل مسار علاقات الولايات المتحدة مع هذه الدول.
ووفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، هناك تساؤلات عما إذا كان ترامب جاد بشأن الزيادات الضخمة في التعريفات الجمركية التي يمكن أن تزيد الأسعار للمستهلكين الأمريكيين بمجرد أن يبدأ رئاسته الثانية، وهل يضع موقفًا متطرفًا لخلق نفوذ لاتفاقيات قد تكون متواضعة.
ومن جانبه، قال النائب الديمقراطي جيري كونولي لشبكة "سي إن إن" أمس الثلاثاء: "إن ما يقترحه ترامب كأداة لتعطيل التجارة هو تعطيل أكبر سوق تجارية في العالم".
والمكسيك وكندا هما أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. ففي عام 2023، تلقت الولايات المتحدة أكثر من 83%، من صادرات المكسيك، و75 في المئة من صادرات كندا.
وفي رد فعل، حذرت الصين أمس الثلاثاء من أن "لا أحد سينتصر في حرب تجارية". وقال ليو بينجيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، في رسالة عبر البريد الإلكتروني لوسائل الإعلام إن "الصين تعتقد أنّ التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مفيد للطرفين بطبيعته"، بحسب فرانس برس.
وفي السياق ذاته، قالت كندا الاثنين الماضي، إن دورها أساسي في إمداد الولايات المتحدة بالطاقة، وذلك ردًا على إعلان ترامب، بأنّه سيفرض منذ اليوم الأول لتوليه مهامه رسومًا جمركية على واردات بلاده من جارتها الشمالية، وعلى المكسيك والصين. والاثنين، توعد ترامب الذي يستعد للعودة إلى البيت الأبيض في يناير المقبل، كلا من المكسيك وكندا والصين بفرض رسوم جمركية بسبب تدفق المهاجرين والمخدرات.
وفي منشورين منفصلين على منصة تروث سوشيال، أكد ترامب، أنه قرر فرض رسوم بنسبة 25% على البضائع القادمة من المكسيك وكندا، لحملهما على "حل مشكلة" المخدرات والمهاجرين على الحدود مع الولايات المتحدة ورسوم إضافية أخرى على البضائع الصينية.
وفي منشور ثانٍ قال ترامب "سنفرض على الصين تعرفة إضافية بنسبة 10 في المئة، فوق أي تعريفات إضافية، على جميع منتجاتهم التي تدخل الولايات المتحدة".
وفي يونيو الماضي، دافع ترامب عن التخفيضات الضريبية التي أقرها، مؤكدًا أنها الأكبر في تاريخ البلاد، لافتًا إلى أنه كان مستعدًا لبدء سداد الديون، إذ كانت أمريكا في عهده تمتلك أعظم اقتصاد في تاريخها.
وخلال المناظرة التي جمعته بالرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، وأدارها كل من المذيعين "سيديره جيك تابر" و"دانا باش"، سأل تابر "ترامب" عن اقتراحه بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 10% على الواردات، وكيف يمكنه منع ذلك من دفع الأسعار إلى الارتفاع.
وأجاب ترامب أن هذا لن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، بل سيؤدي فقط إلى إجبار الدول التي كانت تستغلنا لسنوات، مثل الصين والعديد من الدول الأخرى، على دفع مبالغ طائلة لنا، وخفض عجزنا بشكل هائل، ومنحنا قدرًا كبيرًا من القوة للقيام بأشياء أخرى.