حذرت جماعات صناعة الغذاء، التي تمثل مزارعي المنتجات الزراعية في الولايات المتحدة الأمريكية، من أن خطة ترامب للطرد الجماعي للمهاجرين من شأنها أن تحدث صدمة لسلسلة إمدادات الغذاء، ويدفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل كبير.
وتعهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين الموجودين في الولايات المتحدة كجزء من حملته للعودة إلى البيت الأبيض، ووعد بأن أول قرارات يومه الأول في الرئاسة هي بناء الجدار وعملية الترحيل الجماعي.
خطوة خطيرة
وفي الولايات المتحدة يوجد ما يقرب من 2 مليون عامل زراعي نصفهم، بحسب رويترز يفتقرون إلى الوضع القانوني، بجانب الآلاف من عمال الألبان وتعبئة اللحوم، وهو ما قد يقلب سلسلة إمدادات الغذاء التي تعتمد عليهم رأسًا على عقب.
وحذر خبراء الاقتصاد وسياسات الغذاء من تلك الخطوة وتنفيذها على هؤلاء العمال، مشيرين إلى أن الطرد الجماعي لهم من شأنه أن يحدث صدمة لسلسلة إمدادات الغذاء ويدفع أسعار المواد الغذائية للمستهلكين إلى الارتفاع.
جماعات الضغط
ويلعب هؤلاء العمال أدوارًا حاسمة لا يستطيع أبناء الولايات المتحدة القيام بها أو لا يرغبون في القيام بها وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية فقد ساهم هؤلاء العمال سواء في الزراعة أو الصناعات بمبلغ 1.5 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.
ومن المنتظر، بحسب صحيفة واشنطن إكزامينر، أن تسعى جماعات الضغط التابعة للعمال الزراعيين إلى محاولة إعفاء قطاعهم من خطة الترحيل الجماعي، وهو الأمل المدفوع بتركيز تطبيق ترامب وحلفاؤه على المجرمين فقط وليس العمال.
المجرمون فقط
ويشجع حلفاء المزارعين من الجمهوريين تلك الخطوة والتركيز على المجرمين فقط، منهم النائب جون دوارتي من كاليفورنيا، الذي أكد على أن المزارع في الولايات المتحدة تعتمد على المهاجرين غير الشرعيين، مشددًا على أن المدن الصغيرة ستنهار إذا تم ترحيل هؤلاء العمال.
وطالب النائب إدارة ترامب المستقبلية، بأن تتعهد بعدم استهداف العمال المهاجرين في البلاد لمدة خمس سنوات أو أكثر دون سجل إجرامي، والنظر في السبل القانونية الممكنة للحصول على وضع قانوني دائم لهم بدلًا من طردهم.
العمال الأجانب
ويعتمد القطاع الزراعي في الولايات المتحدة على العمال الأجانب، ووفقًا لتقرير مركز الهجرة، فإن 86% من العمال الزراعيين مولودون في الخارج، و45% غير شرعيين، وذلك بواقع 283 ألف عامل زراعي يشكلون 4% من إجمالي القوى العاملة المهاجرة.
ويشكل المهاجرون القادمون من المكسيك غالبية العمال الزراعيين غير المسجلين بنسبة 88% ، وبعد ذلك تأتي دولة جواتيمالا بواقع 7%، بجانب 3% من السلفادور و 2% من هندوراس يليها نيكاراجوا، كما تبين أن حوالي 63 % منهم من الذكور و37% من الإناث.
وفي ردها على تلك المخاوف، لم تتطرق كارولين ليفات، المتحدثة باسم حملة ترامب الانتقالية، في حديثها لرويترز عن تلك المخاوف، وأشارت فقط إلى أن الشعب الأمريكي أعاد انتخاب بأغلبية ساحقة، مما منحه تفويضًا لتنفيذ الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية، مثل ترحيل المجرمين المهاجرين.