الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أكبر مورد لواشنطن.. رسوم ترامب تقوض صادرات آسيا

  • مشاركة :
post-title
حاويات تحوي بضائع مستوردة في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الأول الاثنين، بفرض زيادات هائلة في الرسوم الجمركية على السلع القادمة من المكسيك وكندا والصين، اعتبارا من اليوم الأول من ولايته الثانية.

وكان ترامب تعهد بالفعل في أثناء حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية جديدة على جميع السلع المستوردة، ما سيؤدي إلى تغيير العلاقة بين الولايات المتحدة وأكبر شركائها التجاريين، خاصة في آسيا، وقد يتسبب في تأثيرات متتالية على اقتصاداتهم.

ورغم أن العواقب المحتملة غير مؤكدة، فإن التعريفات الجمركية، التي تمثل ضريبة على السلع المستوردة، من المرجح أن تلحق الضرر بالدول في آسيا التي تعتمد على المبيعات إلى الولايات المتحدة لتعزيز اقتصاداتها، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

وقالت الشبكة في تقرير، إنه في العام الماضي، بلغت صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة 145 مليار دولار، أي نحو 20% من إجمالي صادراتها. وفي عام 2023، أصبحت الولايات المتحدة ثاني أكبر سوق لصادرات كوريا الجنوبية بعد الصين، إذ بلغت قيمة السلع المتداولة 116 مليار دولار.

ولكن الرسوم الجمركية التي يخطط ترامب لفرضها على السلع الصينية قد تفيد أيضًا بعض الدول في جنوب شرق آسيا، وقد تنتقل المصانع من الصين إلى أماكن أخرى بالمنطقة.

وأعلنت شركة الأحذية "ستيف مادن" في وقت سابق من الشهر الجاري، أنها ستخفض إنتاجها الصيني إلى النصف لتجنب رسوم ترامب، وأنها ستستورد الأحذية من كمبوديا وفيتنام والمكسيك والبرازيل، من بين دول أخرى.

في عام 2023، كانت الولايات المتحدة هي المتلقي الأول للصادرات من الصين وفيتنام وتايلاند والهند واليابان. كما كانت الولايات المتحدة ثاني أكبر متلقي للسلع من كوريا الجنوبية وإندونيسيا، بعد الصين مباشرة، واحتلت المرتبة الثالثة بالنسبة لماليزيا وسنغافورة.

وكانت الولايات المتحدة هي الدولة التي استوردت معظم السلع من المكسيك، عام 2023، تليها الصين وكندا. وتقع 6 من أكبر 10 أماكن تحصل فيها الولايات المتحدة على سلعها في آسيا.

لكن تدفق السلع ليس متبادلًا، إذ تعاني الولايات المتحدة عجزًا تجاريًا مع العديد من الدول الآسيوية، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة تستورد من تلك الدول أكثر مما تصدر إليها.

في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، كان أكبر عجز تجاري للولايات المتحدة مع الصين. وجاءت المكسيك في المرتبة الثانية، واحتلت فيتنام المرتبة الثالثة، إذ سجلت الولايات المتحدة عجزًا قدره 90.6 مليار دولار مع الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، كما احتلت اليابان وكوريا الجنوبية المرتبة العاشرة.

ورغم أن العجز التجاري مع الصين تقلص خلال العام الماضي، فإن العجز مع دول مثل فيتنام وتايلاند يتزايد، وتحاول الولايات المتحدة الابتعاد عن استيراد السلع الصينية.

ويقول ترامب إنه يريد زيادة الرسوم الجمركية على جميع الواردات لتقليص أو القضاء على العجز التجاري، لكن خبراء الاقتصاد يحذرون من أن رسومه الجمركية ستكون في الواقع بمثابة ضريبة يدفعها الأمريكيون، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الداخل مع قيام الشركات بتحميل المستهلكين الزيادة في تكلفة الواردات.

وقال فيليب دانييل، الرئيس التنفيذي لشركة أوتوزون، سبتمبر: "إذا تعرضنا لفرض تعريفات جمركية، فسننقل التكاليف إلى المستهلك".