يخطط فريق انتقال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لحصول جميع المعينين السياسيين على تصاريح أمنية شاملة في اليوم الأول، على أن يواجهوا فحوصات الخلفية التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، بعد أن تتولى الإدارة القادمة مهامها، ويتم تعيين مسؤوليها في مناصب رئيسية.
وسبطت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، الضوء على إجراءات فريق إدارة ترامب في هذا الصدد، إذ أكدت، نقلًا عن عدة مصادر، أن هذه الخطوة تعني استمرار تجنب فحص مكتب التحقيقات الفيدرالي.
ورأت الصحيفة أن تأخير فحص مكتب التحقيقات الفيدرالي قد يجلب أيضًا فوائد إضافية للعلاقات العامة لفريق ترامب، وذلك حال واجه بعض المعينين السياسيين مشاكل أثناء فحص الخلفية، مما قد يقلب عملية تأكيد مجلس الشيوخ، وكذلك حال واجهوا صعوبة في الحصول على تصاريح أمنية بمجرد وصولهم إلى البيت الأبيض.
تضمنت عملية الحصول على تصريح في إدارة ترامب الأولى، اعتماد مكتب أمن الموظفين في البيت الأبيض على فحص الخلفية الذي يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي لاتخاذ قرار بشأن منحه.
وإذا لم تكشف الفحوصات الأولية عن أي مشاكل، يتم منح المتقدمين تصريحًا مؤقتًا، بينما تستمر التحقيقات الأعمق حتى يتم تقديمه إلى تصريح دائم، وعليه، يبدو أن خطة ترامب الحالية تهدف إلى تجاوز هذه المرحلة الأولية، بحسب الصحيفة.
وانتقد ترامب، مرارًا وتكرارًا، مكتب التحقيقات الفيدرالي باعتباره جزءًا من "مؤامرة"، متهمًا إياه بـ"التواطؤ والمحسوبية" لتقويض أجندته.
وخلال رئاسة ترامب الأولى، واجه العديد من المستشارين تأخيرات وعقبات في الحصول على تصاريح رفيعة المستوى، بما في ذلك صهر ترامب جاريد كوشنر، ومستشار ترامب بوريس إبشتاين، ومساعد ترامب السابق سيباستيان جوركا.
ولم يحصل كوشنر، الذي لعب عددًا من الأدوار في الإدارة الأولى، على تصريحه، إلا بعد تدخل ترامب شخصيًا وأمره بذلك، وفقًا لمذكرة كتبها رئيس موظفي البيت الأبيض آنذاك جون كيلي.
وبالرجوع إلى كوشنر، ورد أن المسؤولين في مكتب أمن موظفي البيت الأبيض انقسموا حول ما إذا كان ينبغي منحه تصريحًا سريًا للغاية بناءً على نتائج فحص خلفيته من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.
في عام 2018، بعد أن استمرت المسألة لأكثر من عام، أوصى مستشار البيت الأبيض آنذاك دون ماكجان ترامب، بعدم منح كوشنر تصريحًا أمنيًا، لكن ترامب أمر كيلي بتجاهل هذه النصيحة ومنحه لكوشنر على أي حال، حسب الوقائع التي ذكرتها الصحيفة.
ولم تُعرف التفاصيل الدقيقة للمخاوف بشأن كوشنر، على الرغم من أنه تم الإبلاغ في ذلك الوقت عن أنها نجمت جزئيًا عن مخاوف لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية بشأن اتصالات كوشنر الخارجية والتجارية، بما في ذلك مع إسرائيل ودول أخرى.
وفي عام 2019، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن مديرًا في مكتب أمن الموظفين أخبر لجنة في مجلس النواب، بأن 25 شخصًا، بمن في ذلك اثنان من كبار مسؤولي البيت الأبيض في عهد ترامب، قد تم رفض تصاريحهم بسبب قضايا استبعاد، مشيرة إلى أن كوشنر بدا من بين تلك المجموعة.
وكذلك، غادر إبشتاين البيت الأبيض في عهد ترامب قبل أن يحصل على تصريح دائم، حيث قال فريق الرئيس المنتخب إن وضعه تم حله، وتم طرح إبشتاين لدور كبير في الإدارة القادمة.
أما عن جوركا، ففشل في الحصول على تصريح من مجلس الأمن القومي عندما كان جزءًا من إدارة ترامب الأولى في عام 2017، بعد اتهامه بحمل سلاح في مطار رونالد ريجان الوطني في واشنطن، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".
وعُيَّن جوركا، الجمعة الماضي، كنائب مساعد للرئيس ومدير أول لمكافحة الإرهاب في الإدارة الجديدة لترامب.
وإجمالًا، يعد فحص الخلفية عملية للتحقيق والتأكد من السجل الجنائي أو الوظيفي أو التعليمي، كما يتناول أيضًا أنشطة أخرى حدثت في حياة المتقدم لشغل منصب بالإدارة.