أطلق الفلسطينيون نداءات لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 29" في باكو، مشددين على أن عواقب الحصار الإسرائيلي ترتبط بشكل وثيق بمعالجة أزمة المناخ العالمية.
وسلط مسؤولون ومدافعون عن القضية الفلسطينية في "كوب 29" بعاصمة أذربيجان باكو، لتسليط الضوء على تقاطع الاحتباس الحراري العالمي مع أزمة حصار الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة.
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، قال أحمد أبو ظاهر، مدير المشروعات والعلاقات الدولية في سلطة جودة البيئة الفلسطينية، الذي انضم إلى مؤتمر "كوب 29": "إن المؤتمر حريص جدًا على حماية البيئة، ولكن من أجل مَنْ، فإذا كنت تقتل الناس فمِن أجل مَن تعمل على حماية البيئة وتقليل آثار تغير المناخ؟".
وأضاف "ظاهر" أنه على الرغم من معاناة شعبها، فإن فلسطين تؤدي واجباتها بشأن اتفاقيات المناخ التابعة للأمم المتحدة، إذ وقعت على اتفاقية باريس للمناخ وقدمت خطط إزالة الكربون إلى هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة.
وتشهد فلسطين ارتفاعًا في درجات الحرارة أسرع من المتوسط العالمي، وهي معرضة بشدة للفيضانات وموجات الحر والجفاف والعواصف، في ظل شلل العمل البيئي بسبب الحرب المستمرة.
وصف مشاركون الأزمة في غزة بأنها "إبادة بيئية"، قائلين إن الحرب جعلت أنظمتها البيئية غير صالحة للعيش، وذكرت عبير بطمة، منسقة شبكة المنظمات الأهلية البيئية الفلسطينية-أصدقاء الأرض فلسطين، التي سافرت إلى مؤتمر "كوب 29"، أن "ما يحدث في غزة يقتل كل عناصر الحياة تمامًا".
وقالت "بطمة"، إنه تم إسقاط أكثر من 80 ألف من المتفجرات على المنطقة، ما أدى إلى إتلاف ثلاثة أرباع الأراضي الزراعية وأنظمة المياه المنهكة بالفعل، مؤكدة أن الوضع كارثي.
وأظهرت الأبحاث أن إسرائيل قطعت معظم سبل الوصول إلى الموارد في غزة، ما ترك سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة يعانون من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي.
وتعاني غزة من شح الطاقة، وتزيد الحرب من تبعات هذه الأزمة، إذ قال "ظاهر": "يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 90% من طاقتنا".
وبدون الكهرباء، اضطرت محطات معالجة مياه الصرف الصحي في غزة إلى الإغلاق، ما أدى إلى غرق مياه الصرف الصحي غير المعالجة في الشوارع.
وعندما اختبر خبراء البيئة المياه من قطاع غزة، وجدوا مستويات خطيرة من البكتيريا القولونية البرازية، كما قالت بطمة.
وذكرت بطمة: "بقطع الغذاء والطاقة والمياه، فإن هذا يعني قتل جميع الناس في غزة".
يرتبط الدمار في غزة ارتباطًا وثيقًا بتدفق الوقود الأحفوري، ودعت "بطمة" وآخرون إلى فرض حظر على الوقود على إسرائيل، وهو مطلب ظهر بشكل كبير في الاحتجاجات والمؤتمرات الصحفية في جميع أنحاء قاعات مؤتمر "كوب 29".
وقال أكرم سلهب، وهو منظم فلسطيني وطالب دكتوراه في جامعة كوين ماري في لندن: "لدينا ثلاثة مطالب رئيسية، وهي أن تتوقف الدول عن بيع الطاقة لإسرائيل، وشراء الغاز منها وأن تنسحب الشركات من المشاركة في استخراج الغاز من المياه الفلسطينية المحتلة بشكل غير قانوني".
في مارس، قال خبير حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن إسرائيل ارتكبت أعمال إبادة جماعية في غزة، مضيفًا أنه يجب فرض حظر الأسلحة.
تتطلب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 من أطراف الأمم المتحدة استخدام جميع الوسائل المتاحة بشكل معقول لمنع الإبادة الجماعية في دولة أخرى قدر الإمكان.