بين توترات جنوب دولة الاحتلال، حيث الحرب على غزة، ومخاوف شماله من ضربات حزب الله، يواجه الإسرائيليون تحديات متصاعدة تتعلق بأمن مستوطناتهم وسلامة مواطنيها.
وتأتي تصريحات قادة الاحتلال المحليين، مثل رئيس مجلس المطلة ورئيس بلدية سديروت، لتعكس حالة القلق والإحباط من الترتيبات الأمنية والسياسية التي يرونها غير منصفة أو غير مدروسة.
"السكان ليسوا هدية سياسية"
وقال ديفيد أزولاي، رئيس مجلس مدينة المطلة المحتلة، إن الترتيبات التي تتم في الشمال تفتقر إلى التواصل مع سكان المنطقة، معتبرًا أنها تخدم أجندات خارجية أكثر من مصلحة المواطنين المحليين.
وانتقد "أزولاي" بشدة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي لم يقم بزيارة مستوطنات الشمال منذ توليه منصبه قبل 13 شهرًا، على حد قوله. وأضاف: "كيف يمكن للوزير أن يسافر إلى موسكو وواشنطن لبحث مصيرنا دون أن يزور الشمال ليرى الوضع على الأرض؟ هذا مؤسف للغاية".
كما انتقد "أزولاي" مبعوث الرئيس الأمريكي، عاموس هوشستاين، لعدم زيارته المنطقة، مؤكدًا أن هذه الترتيبات تتم فوق رؤوس السكان دون استشارتهم أو إشراكهم في القرارات.
"التسويات ليست في وقتها"
يرى "أزولاي" أن التفاوض في هذه المرحلة يمثل خطرًا كبيرًا، مشددًا على ضرورة استكمال العمليات العسكرية لتحقيق أمن كامل قبل الحديث عن أي تسويات.
وعبّر عن رفضه للتقارير التي تزعم أن الحكومة تسعى لتقديم "هدية" للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبر ترتيبات في الشمال، واصفًا هذا النهج بأنه "عار" على حد تعبيره.
الأولوية لسكاننا والإبادة لغزة
في مقابلة مع موقع "واينت" العبري، أعرب ألون دافيدي، رئيس بلدية سديروت، عن استيائه من استمرار إطلاق الصواريخ من غزة على مستوطنات الجنوب، وطالب بسياسة صارمة تجاه سكان المناطق الحدودية مع غزة.
ودعا إلى "إخلاء المنطقة بالكامل وتركها خالية لسنوات، مع استمرار العمليات العسكرية لمطاردة وتدمير جميع حركات المقاومة والبنية التحتية المرتبطة بهم".
وشدّد "دافيدي" على ضرورة إبقاء الجيش في حالة هجوم مستمر، ووصف منطقة جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا بأنها "قرى الموت" التي يجب التعامل معها بحزم، داعيًا إلى تدمير المنازل وإبعاد السكان الذين أظهروا دعمًا لهجمات المقاومة في 7 أكتوبر.
"لا مفاوضات مع الإرهابيين"
فيما يخص صفقة المحتجزين المحتملة، أشار دافيدي إلى تجارب سابقة مثل صفقة جلعاد شاليط، مؤكدًا أن هذه الصفقات لا يجب أن تأتي على حساب أمن سكان الجنوب، وأضاف: "لا يمكننا العودة إلى وضع يعيش فيه الإرهابيون بجوار من قتلوا عائلاتهم، فحماية سكاننا يجب أن تكون أولوية فوق أي اعتبار آخر"، حسب وصفه.
وتسلط تصريحات قادة الشمال والجنوب الضوء على انقسام واضح في إسرائيل بين الأولويات الأمنية والسياسية، بينما يطالب الشمال بالمزيد من الجهود العسكرية لتحقيق الأمن، يطالب الجنوب بإجراءات صارمة تضمن سلامة مواطنيه.