يخطط جيش الاحتلال لوجود استخباراتي وعملياتي طويل الأمد في غزة، والسيطرة على الطرق الاستراتيجية بالقطاع، بحسب ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة، أن هناك عقبتين رئيسيتين أمام إنهاء الحرب في غزة، الأولى الافتقار إلى التقدم في قضية تبادل المحتجزين في غزة بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال، والثانية تتمثل في عدم ظهور أي علامة على إحراز تقدم في إنشاء سلطة حاكمة جديدة لتحل محل حماس في غزة، في ظل الرفض الإسرائيلي مشاركة السلطة الفلسطينية في أي هيكل للحكم والشرطة بالقطاع بعد الحرب، حسب الصحيفة.
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعارض وقف الحرب، لأسباب سياسية ومخاوف من انهيار ائتلافه تحت ضغط من وزراء اليمين المتطرف.
وأوضحت أن خطة نتنياهو لإنشاء إدارة مدنية بديلة في غزة تعتمد على تكثيف الضغوط على المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، بسبب الأزمة الإنسانية في القطاع.
واعترفت الصحيفة بشُحِّ المساعدات الإنسانية في غزة، حيث يتركز نحو 70% من سكان القطاع في المناطق الوسطى والغربية، التي لا تغطي سوى نحو 25% من مساحة القطاع، وهم يعيشون في خيام وملاجئ مؤقتة مع اقتراب فصل الشتاء.
وأرجعت الصحيفة القيود الإسرائيلية المفروضة على إدخال المساعدات، إلى اعتقاد نتنياهو بأن الوضع الحالي سيشكل ضغطًا على المجتمع الدولي لحمله على التخلي عن إصراره على أن يكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس جزءًا من السلطة الحاكمة في غزة.
ومن ناحية أخرى، ترى الصحيفة أن نتنياهو يسعى لإجبار المجتمع الدولي على مطالبة جيش الاحتلال بإنشاء إدارة عسكرية في غزة، بما يتماشى مع مطالب الجناح اليميني المتطرف في ائتلافه الحكومي، الذي يرى أن الحكم العسكري يمثل مقدمة لإعادة إنشاء المستوطنات في القطاع.
وحسب الصحيفة، تنتظر الحكومة الإسرائيلية من المجتمع الدولي أن يضغط من أجل تشكيل إدارة مدنية تحل محل ما تبقى من حكم حماس.
وقالت الصحيفة إن جيش الاحتلال يخطط للحفاظ على وجود استخباراتي وعملياتي في غزة دون احتلال كامل، أو حكم عسكري، أو مسؤولية مباشرة عن توزيع المساعدات الإنسانية.
وبذريعة توفير الأمن لسكان المستوطنات، في حالة غياب حل دبلوماسي أوسع أو صفقة تبادل محتجزين، ذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتزم إنشاء "ممرات آمنة"، إلى جانب منطقة عازلة أمنية يبلغ عرضها نحو كيلومتر واحد على جانب غزة من الحدود مع المستوطنات.
وذكرت "يديعوت أحرونوت" أنَّ الممرات ستسمح لقوات الاحتلال بالانتشار السريع في أي منطقة في غزة، وكذلك مراقبة حركة سكان القطاع.
وعلى سبيل المثال، سوف يتحول ممر "نتساريم" من مسار لوجستي إلى منطقة سيطرة، ما يوفر ممرًا بطول 7 كيلومترات وعرض 9 كيلومترات للإشراف العسكري، يسمح بالعمليات شمالًا باتجاه مدينة غزة، وجنوبًا باتجاه خان يونس.
وتهدف الممرات أيضا، حسبما ذكرت يديعوت أحرونوت، إلى السماح للجهات الفاعلة الدولية بإدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل آمن، ولفتت إلى أن قوات الاحتلال لا تريد إدارة توزيع المساعدات بنفسها، تفاديًا لخطر تعرض جنودها للأذى أو القتل أثناء مرافقتهم لقوافل المساعدات أو توزيع الإمدادات.
وخلصت الصحيفة إلى أنه في غياب اتفاق بشأن المحتجزين أو وجود هيئة حكم بديلة في غزة، فإن جيش الاحتلال سيواصل إقامة هذه الممرات، والسيطرة عليها، مع وجود استخباراتي وعملياتي طويل الأمد في القطاع.