الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بيروت تحت نار الاحتلال.. غارات الضغط السياسي الإسرائيلية تستهدف قلب لبنان

  • مشاركة :
post-title
غارات إسرائيلية تستهدف قلب العاصمة لبنان

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في وقت تواصل فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي حملتها العسكرية ضد حزب الله في لبنان، اشتعلت العاصمة بيروت، اليوم الأحد، جراء سلسلة من الغارات الجوية للمرة الأولى أحدثت تصدعات في الشوارع ودمارًا في المباني السكنية.

الهجمات، التي كانت نادرة في المدينة منذ أسابيع، ألقت بظلال من القلق على سكانها الذين عاشوا لحظات من الخوف والارتباك، وتباينت الأنباء حول الأهداف الحقيقية لهذه الهجمات، حيث افترقت التقارير بين الحديث عن محاولة اغتيال قيادي في حزب الله وآخرين يتحدثون عن استهداف قيادات في جماعات إسلامية أخرى.

الضربة الجوية الثانية في بيروت

وقال أحمد سنجاب، مراسل "قناة القاهرة" الإخبارية في بيروت، إن الغارة الإسرائيلية التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدفت منطقة مار الياس في قلب بيروت بعملية إطلاق صواريخ جديدة، حيث أصابت محلًا تجاريًا للأجهزة الإلكترونية وسيارات كانت في محيط المحل.

وأضاف "سنجاب"، خلال رسالة على الهواء، أن النيران لا تزال مشتعلة في هذا المحل، خاصة أنه يحتوي على أجهزة إلكترونية بها بطاريات، التي تنفجر واحدة تلو الأخرى، ما يؤدي لزيادة اشتعال النيران وصعوبة السيطرة عليها، والتي امتدت لطابقين، ومنذ دقائق امتدت للطابق الثالث في هذا المبنى.

وتابع: "عدد من السيارات اشتعلت بها النيران، وتمكن الدفاع المدني اللبناني من السيطرة عليها، لكن حتى الآن هناك جهود مكثفة من أجل السيطرة على النيران في المبنى ولا تزال مشتعلة حتى الآن، وهناك شهيدان وفقًا لبيان وزارة الصحة اللبنانية".

هدف هجوم "مار الياس"

وفقًا لتقرير نشرته إذاعة "صوت لبنان"، فإن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف بغارة منطقة "مار إلياس" الأمين العام لتنظيم "الجماعة الإسلامية" في لبنان، محمد طقوش، لكن المعلومات بشأن هذا الهدف لا تزال محل شكوك ولم يتم تأكيدها من قِبل وسائل الإعلام اللبنانية أو العبرية.

من جهة أخرى، ذكرت قناة "الجديد اللبنانية" أن الانفجارات التي سُمعت في المنطقة لم تكن ناجمة عن هجوم استهدف المركز التنظيمي للجماعة، بل كانت بسبب انفجارات لأجهزة إلكترونية وبطاريات في أحد المحال التجارية بالمنطقة.

ونفت جماعة حزب الله، وفقًا لوسائل إعلام لبنانية، تعرض مركزها لأي هجوم أو استهداف من قِبل قوات الاحتلال.

محاولة اغتيال أحد قيادات حزب الله

من ناحية أخرى، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن هدف الهجوم في مار الياس في بيروت كان أحد القادة العسكريين في حزب الله. وفقًا للتقارير، يُحتمل أن يكون المستهدف هو محمود ماضي، قائد العمليات في "الجبهة الجنوبية" التابعة لحزب الله.

وأشار مصدر إسرائيلي، إلى أن الهدف الفعلي للهجوم كان محمود ماضي، وهو شخصية بارزة في حزب الله في إطار جبهة الجنوب، كما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المستهدف قد أصبح شخصية محورية في حزب الله بعد تصفية العديد من القيادات العسكرية في الآونة الأخيرة.

آثار الهجوم وارتفاع حصيلة الضحايا

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن الهجوم الجوي الإسرائيلي أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة 22 آخرين في شارع مار الياس ببيروت، كما تسببت الضربة في اندلاع حريق ضخم في المبنى المستهدف، ما دفع فرق الإطفاء والطوارئ إلى التدخل سريعًا للسيطرة على النيران.

وفي الوقت نفسه، شهدت المنطقة حالة من الذعر والارتباك في صفوف السكان، الذين هرعوا إلى الشوارع هربًا من الانفجارات التي تسببت في تدمير أجزاء من المبنى.

وفي وقت لاحق، أكد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في لبنان أن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى تدمير عدد من المحال التجارية والسيارات في المنطقة السكنية الحيوية وسط بيروت، وذكرت مصادر أن حركة نزوح كثيفة سُجلت من المنطقة المحيطة بموقع الهجوم، فيما أُغلِقَت الطرق الرئيسية القريبة.

محاولة للضغط السياسي

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هذه الغارات الجوية تعد من الهجمات النادرة التي تستهدف بيروت منذ أسابيع، حيث كانت قوات الاحتلال الإسرائيلية قد ركزت في وقت سابق على قصف مناطق أخرى في جنوب لبنان.

وتشير بعض التحليلات إلى أن الضغوط العسكرية الإسرائيلية قد تكون تهدف إلى دفع الحكومة اللبنانية وحزب الله إلى القبول بشروط وقف إطلاق النار.

ويصف المحللون الإسرائيليون هذه الاستراتيجية بـ"المفاوضات تحت النار"، في محاولة للوصول إلى اتفاق سياسي من خلال زيادة الضغط العسكري على لبنان.

تأتي هذه الهجمات في سياق تصعيد متواصل منذ بداية أكتوبر 2023، حيث كانت إسرائيل قد بدأت حملتها العسكرية ضد حزب الله بعد تصاعد هجمات الأخير على إسرائيل، ومع مرور الوقت، توسعت العمليات العسكرية لتشمل مدنًا لبنانية متعددة، ما ساهم في خلق أزمة إنسانية كبيرة في لبنان.

نزوح وضغوط متزايدة

وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الصحة اللبنانية، بلغ عدد القتلى منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على لبنان أكثر من 3480 شخصًا، ما يسلّط الضوء على حجم الأزمة الإنسانية في البلاد، وعلى الرغم من العمليات العسكرية المكثفة، إلا أن حزب الله لا يزال قادرًا على شن هجمات بالصواريخ على أراضي الاحتلال الإسرائيلي.

وفي وقت لاحق من هذا اليوم نفّذت قوات الاحتلال ضربة جوية استهدفت مبنى في وسط بيروت، فيما قال مصدران أمنيان لبنانيان وفق "رويترز"، إن ضربة إسرائيلية على مبنى في وسط بيروت، يوم الأحد، أدت إلى مقتل محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، فيما قالت وزارة الصحة اللبنانية إن ثلاثة أشخاص قتلوا في هذه الغارة، وهي الأولى التي تضرب المدينة منذ أسابيع.

ونادرًا ما استهدفت إسرائيل كبار قادة حزب الله الذين ليس لديهم أدوار عسكرية واضحة، واستهدفت ضرباتها الجوية في الغالب الضاحية الجنوبية لبيروت حيث يكون للجماعة أكبر وجود لها.

مستقبل بيروت تحت تهديدات مستمرة

مع تزايد الهجمات والتهديدات، يبقى الوضع في بيروت وفي عموم لبنان غير مستقر، وسط القلق من استمرار التصعيد العسكري. في الوقت الذي يواصل فيه الإسرائيليون حملتهم الجوية على حزب الله، يتساءل اللبنانيون عن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار يخفف من وطأة الحرب التي دخلت شهرها الثالث.

وعلى الرغم من كل المحاولات، لا يبدو أن نهاية القتال باتت قريبة، ما يترك بيروت وأهلها في دوامة من الخوف والترقب لمستقبل غامض.