الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أوكرانيا أبرز المتضررين.. جنرالات البنتاجون يخشون "قانون الغاب" بعودة ترامب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وخلفه عناصر من الجيش الأمريكي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تعيين المذيع السابق في "فوكس نيوز" والمحارب القديم بيت هيجسيث وزيرًا للدفاع، ما أثار موجة من ردود الفعل الغاضبة والمخاوف العميقة بين صفوف كبار القادة العسكريين الحاليين والسابقين، الذين خدموا تحت إدارتي ترامب وبايدن على حد سواء، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

قلق في البنتاجون

وأشارت "سي إن إن" إلى أن مخاوف القادة العسكريين تجاوزت شخص "هيجسيث" نفسه، لتصل إلى قلق عميق من رؤية ترامب الشاملة للسياسة الخارجية الأمريكية، فخلال دقائق من إعلان التعيين، بدأ كبار القادة العسكريين في التواصل مع معدي التقرير، معبرين عن مخاوفهم العميقة.

ووصف أحدهم التعيين بأنه "سخيف"، بينما ذهب آخر إلى وصفه بأنه "كابوس".

ونقلت "سي إن إن" تصريحًا لجنرال متقاعد قال فيه، تعليقًا على تعيين "هيجسيث": "لا توجد خبرة جدية في إدارة البنتاجون أو عمليات الأمن القومي، لكنني أحاول الاحتفاظ بعقل متفتح وآمل أن تحسن الأفكار الجديدة الأمور التي تصبح راكدة في بعض الأحيان".

وأضاف الجنرال محذرًا: "القاسم المشترك واضح وهو الولاء، وبينما يعد بعض الولاء أمرًا ضروريًا، فإن الولاء المطلق خطير، وبالنظر إلى جميع الإعلانات حتى الآن، قد ينتهي بنا الأمر مع عقل واحد يتحكم في أيادٍ كثيرة، ولم أؤمن يومًا بأن عقلًا واحدًا -أي عقل- يقوم بذلك بشكل جيد مثل تنوع الأفكار".

خريطة جديدة للعلاقات الدولية

ورسمت "سي إن إن" صورة مفصلة لرؤية ترامب للعلاقات الدولية، تختلف جذريًا عن النهج التقليدي للسياسة الخارجية الأمريكية، فعلى مدى حملته الانتخابية وتصريحاته السابقة، أظهر نظرة للعلاقات الدولية لا تميز بين الحلفاء والخصوم على أساس القيم أو التاريخ المشترك.

واستشهدت الشبكة الأمريكية بتصريح ترامب في ولاية ميتشيجان خلال الأسبوع الأخير من حملته الانتخابية، الذي قال فيه: "في كثير من الحالات، حلفاؤنا أسوأ من أعدائنا المزعومين"، ما يمثل انقلابًا جذريًا في السياسة الخارجية الأمريكية التي استمرت لعقود.

وكشفت الشبكة الأمريكية أن هذه النظرة تمتد إلى علاقات أمريكا مع جميع الدول، إذ يعتقد ترامب أنه سيكون قادرًا على إبرام اتفاقيات مفيدة للولايات المتحدة مع روسيا أو الصين، تمامًا كما مع حلفاء أمريكا في أوروبا وآسيا.

وعلى الجانب الآخر، حذر خبراء عسكريون من أن هذا النهج يتجاهل حقيقة أن هذه القوى المنافسة ترى إضعاف الولايات المتحدة والنظام العالمي الذي تقوده هدفًا استراتيجيًا لها.

بيت هيجسيث وزير الدفاع
الأمن العالمي

وحللت "سي إن إن" التداعيات المحتملة لسياسات ترامب على الأمن العالمي، فوفقًا لجون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، قد تكون أوكرانيا أول المتضررين.

ونقلت الشبكة الإخبارية عن بولتون قوله: "لو كنت أوكرانيا، لكنت قلقًا للغاية، لأنه إذا كان كل شيء قابلًا للتفاوض، فما المانع من التنازل عن 10% إضافية من الأراضي الأوكرانية إذا كان ذلك سيجلب السلام؟".

ويمتد القلق إلى حلف الناتو، إذ كشفت "سي إن إن" عن أن العديد من مستشاري ترامب يعتقدون أنه قد يحاول الانسحاب من الحلف، أو على الأقل التلويح بعدم الالتزام بالمادة الخامسة التي تلزم الأعضاء بالدفاع عن بعضهم البعض عسكريًا، وربطوا هذا التوجه بتصريح لترامب في فبراير الماضي بأن روسيا يمكنها أن "تفعل ما تشاء" بالدول الأعضاء في الناتو التي لا تدفع نصيبها.

سباق التسلح النووي

ولفتت "سي إن إن" إلى مخاوف عميقة لدى القادة العسكريين والدبلوماسيين في أوروبا وآسيا من نتيجة غير مقصودة لسياسات ترامب المحتملة، فمع تراجع الضمانات الأمنية الأمريكية، قد تقرر دول في آسيا وأوروبا تطوير أسلحة نووية خاصة بها، لتعويض فقدان المظلة النووية الأمريكية.

وهذا بدوره قد يدفع روسيا والصين إلى توسيع ترسانتهما النووية للحفاظ على قدرات الردع، كما قد تنضم دول أخرى في كل منطقة إلى سباق التسلح النووي.

وتنقل الشبكة الإخبارية عن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، تحذيره من أن انهيار النظام الدولي الحالي سيؤدي إلى مضاعفة ميزانيات الدفاع "لأن العالم سيعود إلى قانون الغاب حيث لن يبقى سوى الأقوى، وسيصبح عالمًا يأكل فيه القوي الضعيف".