الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأمن قبل الأرض.. ترامب يغير استراتيجية أوكرانيا في حربها مع روسيا

  • مشاركة :
post-title
الحرب الروسية الأوكرانية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى عن تغير جذري في استراتيجية كييف التفاوضية مع موسكو، فبعد شهور من التمسك باستعادة كل شبر من أراضيها التي سيطرت عليها روسيا، باتت الضمانات الأمنية تتصدر أولويات القيادة الأوكرانية، خاصة في ظل المتغيرات السياسية الأمريكية الجديدة بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة.

تحول استراتيجي

وأشار رومان كوستينكو، رئيس لجنة الدفاع والاستخبارات في البرلمان الأوكراني، خلال حديثه لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إلى رؤية جديدة تضع الضمانات الأمنية في صدارة المشهد التفاوضي، مؤكدًا أهمية استناد المحادثات إلى ضمانات، وهو الأمر الذي يسبق غيره في الأهمية بالنسبة لأوكرانيا.

فيما قال مسؤول أوكراني رفيع المستوى، فضل عدم الكشف عن هويته، إن "القضية الإقليمية، رغم أهميتها القصوى، تأتي في المرتبة الثانية بعد الضمانات الأمنية".

واقع ميداني معقد

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن أوكرانيا تواجه وضعًا مُعقَّدًا على الأرض، إذ تسيطر روسيا على نحو 20% من أراضيها، وفقًا لحدود عام 1991 التي تستند إليها كييف في مطالبها.

وقالت الصحيفة إن القوات الأوكرانية تخسر مواقع بوتيرة متسارعة، في ظل استراتيجية روسية تعتمد على الهجمات المتواصلة بقوات المشاة، مستعدة لتكبد خسائر بشرية مقابل تحقيق مكاسب إقليمية.

وتضطر أوكرانيا، التي تعاني من نقص في القوات، إلى نقل جنودها بين النقاط الساخنة على الجبهة لمنع انهيار خطوط الدفاع.

وازداد الوضع تعقيدًا مع احتلال أوكرانيا لأجزاء من منطقة كورسك في جنوب غربي روسيا منذ أغسطس الماضي، وتنظر كييف إلى هذه الأراضي كورقة تفاوضية محتملة، بينما تعد موسكو انسحاب القوات الأوكرانية منها شرطًا أساسيًا لبدء المفاوضات.

وأشارت تقارير أمريكية إلى حشد نحو 50 ألف جندي روسي وكوري شمالي في كورسك، استعدادًا لهجوم مضاد.

ضغوط ترامب

مع فوز "ترامب" بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، يبدو أن المشهد التفاوضي سيشهد تسارعًا ملحوظًا، واستشهدت "نيويورك تايمز" بتصريحات سابقة للرئيس المنتخب في مقابلة مع فوكس نيوز، قال فيها بوضوح إنه سيضغط على زيلينسكي لإبرام صفقة"، فيما وجَّه تحذيرًا لبوتين، بأنه حال لم يقبل بذلك، فإن الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا بالكثير، على حد ذكره.

وأجرى ترامب وزيلينسكي اتصالًا الأسبوع الماضي، دون الكشف عن تفاصيل ما دار بينهما.

تغيير شعبي

ويشهد المجتمع الأوكراني تحولًا تدريجيًا في موقفه من التسوية، إذ أظهر استطلاع حديث للرأي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة المؤيدين للتنازل عن أراضٍ مقابل السلام، وصلت إلى 32% في أكتوبر، مقارنة بـ19% العام الماضي.

وتعكس هذه الأرقام تناميًا في الرغبة المجتمعية نحو إنهاء الصراع، حتى لو تطلب ذلك تنازلات إقليمية.

وفي تحليله، حذر أندريه زاجورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، من صعوبة تحقيق تسوية مواتية لأوكرانيا في ظل تقدم القوات الروسية، مؤكدًا أن "من يكون في موقع المنتصر هو من يحدد الشروط".

وفي وقت سابق، طرحت أوكرانيا خطة سلام تتضمن عشر نقاط رئيسية، حظيت ثلاث منها بتأييد دولي واسع من نحو 80 دولة.

وتشمل هذه النقاط تبادل أسرى الحرب، وحماية المنشآت النووية، وضمان حرية الملاحة التجارية في البحر الأسود، وفي هذا الشأن، أبدى الرئيس زيلينسكي مرونة متزايدة في موقفه، إذ رحب بدور صيني في المحادثات، وأشار إلى إمكانية دعوة روسيا للمشاركة في جلسات تفاوضية مستقبلية حول صيغة السلام.