الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحذير من مسقبل قاتم.. استنفار أوروبي لمواجهة "عاصفة ترامب" المقبلة

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوة تعكس حالة القلق الأوروبي من تداعيات فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في العاصمة المجرية بودابست لبحث سبل تعزيز القدرة التنافسية للتكتل الأوروبي في مواجهة التحديات المستقبلية المحتملة.

وكشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن تفاصيل هذا الاجتماع الاستثنائي الذي شهد توقيع إعلان يهدف إلى إنقاذ الاتحاد من شبح التراجع الاقتصادي، وتهديدات السياسات الحمائية المتوقعة من إدارة ترامب الجديدة.

تحديات هيكلية

كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن رؤية شاملة لتعزيز القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي، وأوضحت -في تصريحات نقلتها "بوليتيكو"- أن الاتحاد يواجه تحديات هيكلية تتطلب إصلاحات جذرية وعاجلة.

وأشارت إلى أنّ أسعار الطاقة في الاتحاد الأوروبي تفوق نظيرتها في الولايات المتحدة بثلاثة إلى أربعة أضعاف، ما يضع الشركات الأوروبية في موقف تنافسي صعب.

وشددت على ضرورة تبني "دليل موحد" للشركات الناشئة في جميع أنحاء الاتحاد، مؤكدة أنّ هناك توافقًا واسعًا بين القادة الأوروبيين على أن هذه الخطوات تمثل الأساس الذي يجب الانطلاق منه نحو المستقبل.

مستقبل قاتم

فيما قدم ماريو دراجي، رئيس الوزراء الإيطالي السابق ورئيس البنك المركزي الأوروبي السابق، تقريرًا مفصلًا أمام قادة الدول السبع والعشرين في الاتحاد.

وكشفت "بوليتيكو" عن أن التقرير تضمن تحذيرات صارمة من أن الاتحاد الأوروبي يواجه "تراجعًا بطيئًا ومؤلمًا" ما لم يتخذ إجراءات حاسمة لإنهاء سنوات من الركود.

وأوضح "دراجي" أن جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية غيرتا قواعد التجارة الدولية بشكل جذري، ما يتطلب استثمارات إضافية ضخمة تصل إلى 800 مليار يورو سنويًا، وهو ما يعادل 5% من الناتج الاقتصادي السنوي للاتحاد.

وأكد "دراجي"، في تصريحات صحفية، أن "الشعور بالإلحاح اليوم أكبر" ما كان عليه قبل أسبوع، مشيرًا إلى أن الاتحاد أجّل الكثير من القرارات المهمة؛ بحثًا عن توافق بين الدول الأعضاء، ما أدى إلى تراجع النمو الاقتصادي والركود الحالي.

تعقد المشهد

ويواجه الاتحاد الأوروبي أزمات سياسية داخلية تعقد استجابته للتحديات الاقتصادية وفوز ترامب، وأشارت "بوليتيكو" إلى أن ألمانيا -أكبر اقتصاد في الاتحاد- تعاني من انهيار حكومتها الائتلافية بعد إقالة المستشار أولاف شولتس لوزير ماليته الليبرالي كريستيان ليندنر.

وفي فرنسا، يواجه الرئيس إيمانويل ماكرون صعوبات في تمرير إصلاحاته بسبب افتقاره للأغلبية البرلمانية منذ خسارته في الانتخابات المبكرة في يوليو.

ويرى المحللون أن هذه الأزمات السياسية في أكبر دولتين في الاتحاد تضعف قدرة التكتل على اتخاذ قرارات حاسمة في وقت حرج.

مستقبل دعم أوكرانيا

وأثار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، المعروف بعلاقاته القوية مع ترامب، جدلًا واسعًا حول مستقبل الدعم الأوروبي لأوكرانيا.

ونقلت "بوليتيكو" تصريحات لأوربان أكد فيها أن أوروبا ستحتاج إلى إعادة النظر في موقفها من الحرب بأوكرانيا بعد فوز ترامب.

وقال: "الأمريكيون سيتخلون عن هذه الحرب، وقبل كل شيء لن يشجعوا استمرارها، أوروبا لا يمكنها تمويل هذه الحرب بمفردها.. البعض لا يزال يريد إرسال مبالغ ضخمة إلى هذه الحرب الخاسرة، لكن عدد الذين يجادلون بحذر بأننا يجب أن نتكيف مع الوضع الجديد آخذ في الازدياد".

خطط المواجهة

وتتجه أنظار صناع القرار في الاتحاد الأوروبي نحو الاستعداد لأي حرب تجارية محتملة مع إدارة ترامب الجديدة، إذ كشفت "بوليتيكو" أن شولتس أكد قدرة الاتحاد على التعامل مع أي تحديات تجارية مقبلة، لكنه دعا إلى عدم المبالغة في التكهنات حول العلاقات مع الولايات المتحدة.

وفي السياق نفسه، أوضحت "فون دير لاين" أن استراتيجية الاتحاد في التعامل مع أي تغييرات في السياسات التجارية الأمريكية ستقوم على ثلاث ركائز، وهي: المشاركة، والبحث عن المصالح المشتركة، ثم التفاوض.

وأشار الخبراء إلى أن رحيل وزير المالية الألماني المتشدد كريستيان ليندنر قد يفتح الباب أمام مناقشات أكثر طموحًا حول الميزانية طويلة الأجل وتعزيز التمويل الدفاعي على مستوى الاتحاد الأوروبي.