بدأ دونالد ترامب عملية اختيار أعضاء إدارته بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
وفقًا لوكالة "رويترز"، توالت العديد من أسماء كبار المتنافسين على بعض المناصب الرئيسية التي تشرف على الدفاع والمخابرات والدبلوماسية والتجارة والهجرة وصنع السياسات الاقتصادية.
كبير موظفي البيت الأبيض
أعلن ترامب أمس الخميس، تعيين سوزي وايلز المديرة المشاركة لحملته، في منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض.
ويعود اختيار ترامب "وايلز" إلى سجلها الناجح في حملاته الانتخابية السابقة، إذ اكتسبت سمعةً قويةً بفضل حنكتها وإدارتها الصارمة والمتقنة، كما أشاد ترامب بها في مناسبات عديدة بإسهاماتها الحاسمة.
ويأمل أنصار ترامب أن ترسخ شعورا بالنظام والانضباط كان غائبًا في الأغلب خلال فترة ولايته الأولى، عندما استبدل شاغل هذا المنصب عدة مرات.
وزارة الخارجية
وفقًا لـ"رويترز"، يتنافس على منصب وزير الخارجية العديد من الأسماء، من أبرزهم، ريشارد جرينيل الذي يعد من بين أقرب مستشاري السياسة الخارجية لترامب.
وخلال فترة ولاية الرئيس المنتخب الأولى، شغل جرينيل منصب القائم بأعمال مدير المخابرات الوطنية والسفير الأمريكي في ألمانيا.
وتعد تعاملات جرينيل الخاصة مع الزعماء الأجانب وشخصيته حادة الطباع جعلته محور خلافات متعددة، على الرغم من أن مكاسب الجمهوريين الكبيرة في مجلس الشيوخ تعني أن من المحتمل تأكيد ترشيحه. كما أنه يعتبر منافسًا كبيرًا على منصب مستشار الأمن القومي.
يتمتع روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي الرابع والأخير في ولاية ترامب الأولى، بعلاقة وثيقة مع الرئيس المنتخب، وغالبًا ما يتحدثا عن مسائل الأمن القومي.
ومن المحتمل أن تكون له فرصة في الترشيح لمنصب وزير الخارجية أو غيره من المناصب العليا في السياسة الخارجية والأمن القومي.
وآراء أوبراين أكثر تشددًا نوعًا ما من بعض مستشاري ترامب. فقد قد كان أكثر دعمًا للمساعدات العسكرية لأوكرانيا من العديد من الجمهوريين، وهو مؤيد لحظر تيك توك في البلاد.
ويعد بيل هاجرتي سيناتور عن ولاية تنيسي وعمل في فريق ترامب الانتقالي لعام 2016، منافس كبير على منصب وزير الخارجية في الفترة الثانية.
شغل منصب سفير الولايات المتحدة في اليابان في ولاية ترامب الأولى. وتتماشى سياساته على نطاق واسع مع سياسات ترامب. وفي وقت سابق من العام، صوت ضد حزمة مساعدة عسكرية كبرى لأوكرانيا.
ويمثل ماركو روبيو وهو سناتور من فلوريدا ومرشح رئاسي جمهوري في انتخابات 2016، واحدًا من أبرز المرشحين المحتملين لمنصب وزير الخارجية.
وتتماهى سياساته مع سياسات ترامب. وكان، مثل هاجرتي، من المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس مع ترامب في انتخابات 2024.
وزارة الخزانة
وجاءت العديد من الأسماء المرشحة، لمنصب وزير الخزانة، من أبرزها جون بولسون وهو ملياردير يدير صندوق تحوط، والذي أخبر معاونين له بأنه سيكون مهتمًا بالمنصب.
وبالنظر إلى أن بولسون من المؤيدين منذ فترة طويلة للتخفيضات الضريبية والتحلل من الإجراءات التنظيمية، فإن رؤاه تتماهى إلى حد بعيد مع رؤى الأعضاء المحتملين الآخرين في فريق ترامب الاقتصادي.
وأيد علنًا الرسوم الجمركية محددة الهدف كأداة لضمان الأمن القومي الأمريكي ومكافحة الممارسات التجارية غير العادلة في الخارج.
ويأتي سكوت بيسنت، وهو مستشار اقتصادي كبير لترامب، ينظر إليه على نطاق واسع على أنه مرشح بارز للمنصب.
ويتمتع بيسنت بعلاقة ودية مع ترامب، ويستثمر في صناديق التحوط منذ فترة طويلة وسبق له التدريس في جامعة ييل لعدة سنوات.
ويشيد بيسنت بفلسفة ترامب الاقتصادية، والتي تقوم على التشكك في كل من اللوائح والتجارة الدولية.
شغل روبرت لايتايزر منصب الممثل التجاري الأمريكي طوال فترة ترامب الأولى تقريبًا، وهو متشكك مثل ترامب في التجارة العالمية ومؤيد راسخ للرسوم الجمركية. ومن شبه المؤكد عودته إلى الإدارة في الفترة الثانية.
ووفقًا لـ"رويترز" فإن بيسنت وبولسن هما الأوفر حظًا لشغل منصب وزير الخزانة، لذا فإن فرص لايتايزر محدودة في هذا الصدد، وربما يستعيد دوره القديم إذا كان مهتمًا.
ويشارك هوارد لوتنيك في قيادة الفترة الانتقالية لحين تنصيب ترامب، وهو مرشح لوزارة الخزانة، ولرئيس التنفيذي منذ فترة طويلة لشركة الخدمات المالية كانتور فيتزجيرالد.
وطرح لوتنيك في بعض الأحيان آراء مفصلة عن سياسات ولاية ترامب الثانية. وقد شكا بعض حلفاء ترامب في أحاديث خاصة من أنه في كثير من الأحيان يقدم نفسه على أنه يتحدث نيابة عن الحملة.
وزارة الدفاع
ويتنافس على منصب وزير الدفاع، مرشحان وهما، مايك والتز وهو عضو سابق بالقوات الخاصة الأمريكية، وأحد أعضاء الكونجرس في فلوريدا حاليًا، ومن أكثر أعضاء مجلس النواب تشددًا فيما يتعلق بالسياسات الخاصة بالصين.
وشغل مايك بومبيو منصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) ومنصب وزير الخارجية خلال ولاية ترامب الأولى.
ويعد بومبيو منافسًا قويًا على منصب وزير الدفاع في الولاية الجديدة، لكن قد ينتهي به المطاف في مناصب تتعلق بالأمن القومي أو المخابرات أو الدبلوماسية.
وزارة العدل
ويعد جون راتكليف هو عضو سابق في الكونجرس ومدع عام سابق عمل مديرًا للمخابرات الوطنية في العام الأخير من رئاسة ترامب الأولى، مرشح محتمل لمنصب وزير العدل، ومع ذلك يمكن أن يتولى أيضًا منصبًا منفصلًا في الأمن القومي أو المخابرات.
وبالرغم من أنه ينظر إليه كونه أشد الموالين لترامب، فإنه خلال فترة عمله مديرًا للمخابرات الوطنية كان راتكليف غالبًا ما يخالف مواصفات الموظفين المدنيين المحترفين، مما أثار انتقادات من الديمقراطيين الذين قالوا إنه سيَّس المنصب.
وينافس راتكليف، مايك لي وهو عضو في مجلس الشيوخ عن ولاية يوتا وينظر إليه على نطاق واسع على أنه مرشح مرجح آخر لمنصب وزير العدل.
وعلى الرغم من أن المدعي السابق رفض التصويت لصالح ترامب خلال انتخابات عام 2016، إلا أنه أصبح فيما بعد حليفًا لا يتزعزع وأصبح من أبرز مصادر الأفكار بالنسبة لعدد من الدوائر المحيطة بترامب.
كان لي من الشخصيات الرئيسية في محاولات ترامب وأنصاره لقلب خسارته في انتخابات عام 2020 أمام مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، ونشر نظريات مؤامرة حول هجوم السادس من يناير على الكابيتول.
الأمن الداخلي
ظل تشاد وولف قائما بأعمال وزير الأمن الداخلي لمدة 14 شهرا تقريبا خلال الرئاسة الأولى لترامب، ومن المحتمل أن يكون لديه فرصة للعودة إلى وزارة الأمن الداخلي.
ونفذ وولف سياسات ترامب المتشددة إزاء الهجرة بإخلاص، ونشر عملاء اتحاديين في بورتلاند بولاية أوريجون للسيطرة على الاحتجاجات خلال أعمال شغب أعقبت مقتل جورج فلويد، وهو أمريكي أسود، على يد ضابط شرطة أبيض.
واستقال وولف في 11 يناير 2021، بعد أيام فقط من هجوم السادس من يناير على مبنى الكابيتول الأمريكي.
ويعبر ترامب عن شكوك إزاء إعادة أولئك الذين استقالوا في الأيام الأخيرة من ولايته. ومع ذلك فإن وولف أشار عندما تنحى إلى الجدل القانوني حول تعيينه للأمن الداخلي، وليس هجوم الكابيتول.
ويعتبر بعض أنصار ترامب، مارك جرين، هو جراح سابق في الجيش كان متخصصًا في طب الطيران ويترأس حاليًا لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، من المنافسين على أعلى منصب في وزارة الأمن الداخلي.
ويصفه أنصار الرئيس المنتخب بأنه موالٍ لترامب ومتشدد إزاء الهجرة ولديه أيضا خبرة تشريعية كبيرة.