تتجه أنظار العالم إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة، حيث تشهد الساحة السياسية انقسامًا حادًا بين المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، وينعكس هذا الانقسام بوضوح في مواقف نجوم هوليوود والمشاهير، إذ تسلّط شبكة "سكاي نيوز"، الضوء على المشهد المثير الذي يجمع بين السياسة والشهرة في واحدة من أهم الانتخابات الأمريكية.
هوليوود خلف هاريس
في معسكر المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، يتجلى الدعم الواسع من كبار نجوم السينما والموسيقى الأمريكية، ويبدو هذا الدعم أكثر تنظيمًا وتأثيرًا من خلال الحملات المنسقة والظهور المتكرر للنجوم في التجمعات الانتخابية.
وفي هذا السياق، شكّل تحالف نجوم فيلم "المنتقمون-Avengers" نقطة تحول مهمة في الحملة، إذ اجتمع كل من سكارليت جوهانسون، وكريس إيفانز، وروبرت داوني جونيور، ومارك رافالو في مقطع فيديو مؤثر للدعوة إلى التصويت لهاريس.
وركّز هؤلاء النجوم في رسالتهم على قضايا محورية مثل تغير المناخ والتعليم وحقوق المرأة الإنجابية، ما يعكس استراتيجية واضحة لاستهداف الناخبين الشباب والمهتمين بالقضايا الاجتماعية والبيئية.
وفي تطور لافت للنظر، أحدث إعلان تايلور سويفت دعمها لهاريس زلزالًا في الساحة السياسية، خاصة مع وصول منشورها إلى أكثر من 283 مليون متابع على منصات التواصل الاجتماعي.
وقد جاء رد فعل ترامب سريعًا على هذا الدعم، محذرًا سويفت من أنها "ستدفع الثمن" لتصريحاتها، ما يؤكد حجم تأثير النجمة الشابة على الناخبين.
وقد عزّزت "سويفت" موقفها بنشر صورة لها مع قطتها "بنجامين بوتون" في إشارة ساخرة إلى تعليقات نائب ترامب جيه دي فانس حول "سيدات القطط غير المتزوجات".
تحول في المعسكر الجمهوري
شكّل موقف أرنولد شوارزنيجر، نجم هوليوود والحاكم الجمهوري السابق لكاليفورنيا، نقطة تحول مهمة في المشهد السياسي، إذ أعلن في منشور مطول على وسائل التواصل الاجتماعي، دعمه للديمقراطيين هذه المرة، مؤكدًا أنه سيضع هويته الأمريكية قبل انتمائه الحزبي.
وقد وجّه انتقادات لاذعة لترامب لرفضه نتائج انتخابات 2020، واصفًا هذا الموقف بأنه "غير أمريكي على الإطلاق".
وأضاف أن البلاد تحتاج إلى "إغلاق هذا الفصل من التاريخ الأمريكي"، محذرًا من أن ترامب "سيواصل التقسيم والإهانة وإيجاد طرق جديدة ليكون غير أمريكي أكثر مما كان عليه بالفعل".
قوة المال والتكنولوجيا في معسكر ترامب
على الجانب الآخر، يبرز الدعم القوي لترامب من قطاع التكنولوجيا والأعمال، وعلى رأسهم الملياردير إيلون ماسك، الذي قدم دعمًا ماليًا ضخمًا بلغ 75 مليون دولار لحملة ترامب.
ويمثل تحول ماسك من دعم الديمقراطيين إلى معسكر ترامب تحولًا مهمًا في المشهد السياسي.
وقد ظهر ماسك، الذي يدير شركتي تيسلا وسبيس إكس، في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا، حيث وصف الانتخابات بأنها "موقف يجب الفوز به"، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية التي يوليها قطاع التكنولوجيا لهذه الانتخابات.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
يكتسب دور وسائل التواصل الاجتماعي أهمية متزايدة في المعركة الانتخابية، إذ تحولت المنصات الرقمية إلى ساحات رئيسية للمعركة السياسية.
وقد برز هذا بشكل خاص في موقف بيونسيه، التي ظهرت في تجمع ديمقراطي في هيوستن، مؤكدة أنها لم تحضر كنجمة، بل "كأم" تهتم بمستقبل أطفالها وحريتهم.
كما شاركت النجمة العالمية جينيفر لوبيز في الحملة، وردت بقوة على تصريحات ترامب المسيئة لبورتوريكو، مؤكدة هويتها كأمريكية من أصول بورتوريكية.
المصارعة والثقافة الشعبية في خدمة ترامب
في المقابل، يحظى ترامب بدعم قوي من نجوم المصارعة والثقافة الشعبية، وعلى رأسهم هالك هوجان، الذي ظهر في المؤتمر الوطني الجمهوري وفي تجمع حاشد في نيويورك.
وقد وصف هوجان، الطاقة في تجمعات ترامب بأنها "القوة الأكثر تأثيرًا في الكون".
كما انضم إلى المعسكر الجمهوري نجوم مثل ميل جيبسون وجون فويت، الذي انتقد زملاءه في هوليوود الداعمين لهاريس، متهماً إياهم بمحاولة "غسل أدمغة الشعب الأمريكي".
أثر المشاهير على الناخبين
تكشف استطلاعات الرأي الحديثة التي أجرتها مؤسسة "يوجوف" عن تأثير محدود لكن ملموسًا للمشاهير على قرارات الناخبين، إذ أشار واحد من كل عشرة أمريكيين إلى أن المشاهير قد دفعوهم إلى إعادة النظر في مواقفهم السياسية، بينما أقر 7% بأنهم دعموا مرشحًا سياسيًا بسبب تأييد أحد المشاهير له.