أثار ظهور المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس، في برنامج "ساترداي نايت لايف SNL" الكوميدي جدلًا سياسيًا وقانونيًا في الولايات المتحدة، إذ اعتبره مسؤول بارز في لجنة الاتصالات الفيدرالية انتهاكًا لقواعد "الوقت المتساوي" المنظمة للبث الانتخابي، في وقت تتصاعد فيه حدة المنافسة الانتخابية مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
تنظيم الظهور الإعلامي خلال الانتخابات
تُمثل قواعد "الوقت المتساوي" أحد أهم الضوابط التنظيمية في الإعلام الأمريكي، خلال الفترات الانتخابية، إذ تفرض على المحطات التلفزيونية المرخصة منح فرص متكافئة لجميع المرشحين للظهور على شاشاتها.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن هذه القواعد تهدف إلى ضمان العدالة في التغطية الإعلامية وتجنب التحيز لصالح مرشح على حساب آخر، إذ تنص إرشادات لجنة الاتصالات الفيدرالية على أن "الفرص المتساوية تعني عمومًا توفير وقت وموقع متماثلين للمرشحين المتنافسين، دون اشتراط تقديم برامج مطابقة للبرنامج الذي ظهر فيه المرشح الأول".
تفاصيل الظهور وردود الفعل الرسمية
شاركت هاريس في مشهد كوميدي مبتكر مع الممثلة مايا رودولف، التي تشتهر بتقديم شخصية نائبة الرئيس في البرنامج.
وكشفت "الجارديان" تفاصيل المشهد الذي قُدم في شكل "مرآة"، إذ وقفت كل منهما على جانب، في مشهد تضمن سخرية لاذعة من دونالد ترامب وخطاباته في التجمعات الانتخابية الأخيرة.
وتطرق المشهد بشكل خاص إلى حادثة تتعلق بمحاولة ترامب الوصول إلى مقبض شاحنة قمامة، خلال تجمع انتخابي في ولاية ويسكونسن، إضافة إلى تعليقات مثيرة للجدل حول بورتوريكو.
وفي رد فعل سريع، أعلن بريندان كار، المفوض في لجنة الاتصالات الفيدرالية، عبر منصة "إكس" أن ظهور هاريس يشكل "محاولة واضحة وصريحة للتحايل على قاعدة الوقت المتساوي".
وأوضح كار، الذي يحظى بثقة الحزبين، أن الهدف من القاعدة هو منع استخدام المحطات المرخصة للبث العام في التأثير لصالح مرشح معين عشية الانتخابات.
الجدل القانوني والسياسي وموقف إدارة البرنامج
يكتسب هذا الجدل أهمية خاصة في ظل تصريحات سابقة للورن مايكلز، المنتج التنفيذي للبرنامج، الذي أكد في مقابلة مع مجلة "هوليوود ريبورتر"، أنه لا يمكن استضافة المرشحين الفعليين في البرنامج، بسبب قوانين الانتخابات وأحكام الوقت المتساوي.
وأوضح مايكلز، للمجلة، أن القيود القانونية تمنع ظهور المرشحين الرئيسيين دون منح فرص مماثلة لجميع المرشحين الآخرين، بمن فيهم المرشحون الثانويون الذين يظهرون في بطاقات الاقتراع في عدد محدود من الولايات.
ردود الفعل السياسية والإعلامية
أثار الظهور المفاجئ لهاريس ردود فعل غاضبة من معسكر ترامب، إذ وصف ستيفن تشيونج، المتحدث باسم حملته، الأمر بأنه محاولة من هاريس للتعويض عن افتقارها إلى مضمون حقيقي تقدمه للناخبين الأمريكيين.
فيما نقلت "الجارديان" عن عدد من المتابعين والمحللين لاحظوا تشابهًا لافتًا بين فكرة مشهد "المرآة" الذي قدمته هاريس ومشهد مماثل قدمه ترامب نفسه مع جيمي فالون في برنامج "الليلة" عام 2015، ما أثار تساؤلات حول أصالة الفكرة وتوقيت تقديمها.