الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من الخصومة إلى "قيصر الصحة".. صلاحيات واسعة لـ"كينيدي" حال فوز ترامب

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة وروبرت كينيدي جونيور

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت تقارير إعلامية أن الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية، يعتزم منح روبرت كينيدي جونيور، المعروف بمواقفه المعارضة للقاحات وسياسات الصحة العامة، منصبًا قياديًا واسع الصلاحيات في إدارته المحتملة.

وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن كينيدي جونيور، الذي انتقل أخيرًا من المعسكر المعارض لترامب إلى دعمه، بدأ بالفعل في إجراء مشاورات مكثفة مع الفريق الانتقالي لترامب لرسم ملامح السياسة الصحية المستقبلية للولايات المتحدة، قبل يوم واحد من الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة غدًا الثلاثاء 5 نوفمبر.

صلاحيات واسعة

وكشفت مصادر مطلعة للصحيفة الأمريكية أن روبرت كينيدي جونيور، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل حول اللقاحات والسياسات الصحية، قد انخرط بالفعل في اجتماعات مكثفة مع الفريق الانتقالي لترامب.

وأفادت "واشنطن بوست" بأن هذه الاجتماعات تهدف إلى رسم ملامح أجندة صحية جديدة وشاملة للإدارة المقبلة، إذ يُتوقع أن يتولى كينيدي منصبًا استراتيجيًا كـ"قيصر الصحة" كما وصفته الصحيفة، وهو موقع لن يتطلب موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي، ما يمنحه هامشًا واسعًا من الحرية في اتخاذ القرارات وتنفيذ سياساته المقترحة.

وفي هذا السياق، أكد هوارد لوتنيك، الرئيس المشارك للفريق الانتقالي لترامب، في تصريحات لشبكة "سي إن إن"، الاجتماع الاستثنائي الذي استمر لأكثر من ساعتين ونصف الساعة مع كينيدي.

ويعمل فريق كينيدي حاليًا على إعداد خطط تفصيلية لـ"الثلاثين، والستين، والتسعين" يومًا الأولى من الإدارة المحتملة، تتضمن إجراءات وتغييرات جذرية في السياسات الصحية الأمريكية.

رؤية جديدة للصحة

في منشور على منصة "إكس"، كشف "كينيدي" عن ملامح رؤيته للسياسة الصحية في أمريكا، معلنًا أن "حرب إدارة الغذاء والدواء على الصحة العامة في الولايات المتحدة على وشك الانتهاء".

وفي تفاصيل خطته المقترحة، تحدث عن نيته إنهاء ما وصفه بـ"قمع" مجموعة واسعة من العلاجات والممارسات الطبية البديلة، بما في ذلك العلاجات النفسية والخلايا الجذعية والحليب الخام والعلاجات بالضغط العالي والمركبات المخلبية والعديد من المكملات الغذائية والفيتامينات.

ووجّه "كينيدي" رسالة مباشرة لموظفي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قائلًا: "إذا كنت تعمل في إدارة الغذاء والدواء وكنت جزءًا من هذا النظام الفاسد، لدي رسالتان لك، الأولى احتفظ بسجلاتك، والثانية احزم حقائبك".

روبرت كينيدي
انقسام عائلي وسياسي

في مشهد يعكس عُمق الانقسام حول هذا التعيين المحتمل، برز موقف تيد كينيدي جونيور، ابن عم روبرت كينيدي جونيور والمحامي المتخصص في الرعاية الصحية، الذي عبّر عن "قلقه العميق" من هذا الاختيار.

وفي تصريحات مفصّلة لموقع "ستيت" الطبي، حذّر "تيد" من "مخاطر تولي شخص يفتقر إلى الخلفية الطبية والفهم العميق لكيفية تطوير وتنفيذ السياسات الصحية منصبًا بهذه الأهمية".

وفي السياق ذاته، خرجت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بموقف معارض، واصفة كينيدي بأنه "آخر شخص في أمريكا يجب أن يتولى مسؤولية وضع السياسات الصحية للعائلات والأطفال الأمريكيين".

وأضافت "هاريس" في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية أن كينيدي "شخص دأب على الترويج للعلوم الزائفة ونظريات المؤامرة غير المنطقية"، ما يزيد من حدة الجدل السياسي حول هذا التعيين المحتمل.

دعم ترامب

على الجانب الآخر، يبدو دعم الرئيس السابق دونالد ترامب لكينيدي واضحًا وقويًا، ففي حوار مع الإعلامي تاكر كارلسون، أكد ترامب أن كينيدي "سيعمل على الصحة وصحة المرأة"، مضيفًا في تصريحات لشبكة "إن بي سي نيوز": "إنه رجل رائع، أعرفه منذ زمن طويل، وكل ما يريد فعله ببساطة هو تحسين صحة الناس".

وكشفت تقارير إعلامية أن مسؤولي الحملة تحدثوا عن احتمال قيادة كينيدي لمبادرة تشبه "عملية السرعة القصوى" الخاصة بأمراض الأطفال المزمنة، في إشارة إلى برنامج إدارة ترامب البالغ 20 مليار دولار لتطوير لقاح كوفيد-19.

وفي محاولة للتوازن بين التأكيدات والتحفظات، أصدرت المتحدثة باسم حملة ترامب، كارولين ليفيت، بيانًا دقيقًا أشارت فيه إلى أنه "لم يتم اتخاذ قرارات رسمية" بعد بشأن التعيينات في الإدارة المقبلة.

ومع ذلك، أكدت أن الرئيس السابق "صرّح بأنه سيعمل جنبًا إلى جنب مع شخصيات متحمسة مثل روبرت كينيدي جونيور لجعل أمريكا صحية مرة أخرى من خلال توفير غذاء آمن للعائلات وإنهاء وباء الأمراض المزمنة الذي يؤثر على أطفالنا".