الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التصويت المبكر أكد مخاوفه.. لماذا يقلق ترامب من الإقبال النسائي؟

  • مشاركة :
post-title
عملية تصويت في انتخابات أمريكا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت صحيفة "التليجراف" البريطانية عن مخاوف متزايدة داخل حملة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من التصويت المبكر للنساء في الانتخابات الرئاسية، إذ تشير البيانات إلى تفوق ملحوظ في نسب مشاركة النساء مقارنة بالرجال، ما قد يصب في صالح منافسته كامالا هاريس.

معركة الأرقام والإحصاءات

في تحليله للمشهد الانتخابي، كشف مختبر الانتخابات في جامعة فلوريدا عن حقائق مثيرة للاهتمام في نمط التصويت المبكر، إذ سجلت النساء تفوقًا ملحوظًا على الرجال بفارق 10 نقاط في الولايات التي تتوفر فيها بيانات التصويت المبكر حسب الجنس.

وتبرز ولاية جورجيا كنموذج صارخ لهذا التوجه، إذ تجاوز عدد المصوتين حاجز الأربعة ملايين، مع تفوق النساء بنسبة 12 نقطة مئوية عن الرجال.

وتفصح الأرقام عن عدة حقائق، وهي أنه من بين أكثر من 4 ملايين صوت، أدلت النساء بأكثر من 2.2 مليون صوت، أي ما يعادل 55.6% من إجمالي الأصوات، في حين لم يتجاوز تصويت الرجال المبكر 43.5% من إجمالي الأصوات.

وتمتد هذه الظاهرة إلى ولايات متأرجحة أخرى حاسمة في نتيجة الانتخابات، وفي نورث كارولينا، بلغ عدد النساء المصوتات مبكرًا ما يقرب من 2.2 مليون مقابل 1.7 مليون من الرجال، مسجلن فارقًا يصل 10.5%.

أما في ولاية ميشيجان، إحدى الولايات التي خسرتها هيلاري كلينتون في 2016 واستعادها جو بايدن بعد أربع سنوات، فوصل عدد الأصوات المبكرة إلى 2.6 مليون صوت، شكلت النساء منها 1.4 مليون، أي ما يعادل 55% من إجمالي الأصوات المبكرة.

انحياز ذكوري

ترصد الصحيفة تفاصيل مثيرة حول الطابع الذكوري الطاغي على حملة ترامب الانتخابية، إذ اعتمدت الحملة بشكل كبير على شخصيات ذكورية بارزة، في مقدمتهم إيلون ماسك، الذي أثار جدلًا واسعًا بتصريحاته تجاه المغنية تايلور سويفت.

وشهدت الحملة ظهورًا لافتًا للمصارع هالك هوجان، الذي تعمد تمزيق قميصه في التجمعات الانتخابية، في مشهد يعكس النبرة الذكورية المتصاعدة للحملة.

وفي السياق ذاته، تبرز انتقادات نيكي هيلي، آخر المنسحبين من السباق الجمهوري، التي كشفت في حديثها لشبكة فوكس نيوز، أنها لم تتحدث مع ترامب منذ يونيو الماضي.

ووجهت هيلي انتقادات لاذعة للحملة قائلة: "هذه الثقافة الذكورية والعلاقات الحميمة بين الرجال تتجاوز الحدود المقبولة لدرجة تجعل النساء يشعرن بعدم الارتياح، هذه ليست الطريقة المُثلى لكسب أصوات النساء أو استمالة الناخبين المترددين بشأن أسلوب ترامب".

استطلاعات الرأي تعمق المخاوف

تكشف استطلاعات الرأي عن فجوة عميقة في تفضيلات الناخبين حسب الجنس، فبينما يتقدم ترامب بفارق 6 نقاط بين الناخبين الذكور، تتفوق هاريس عليه بفارق 14 نقطة بين النساء.

والأكثر إثارة للقلق في معسكر ترامب الفجوة الهائلة في فئة الشباب، إذ تتقدم هاريس بفارق يصل 34% بين النساء في الفئة العمرية 18-39 عامًا، بينما يحافظ ترامب على تقدم متواضع بخمس نقاط فقط بين الرجال في نفس الفئة العمرية.

ودفعت هذه الأرقام المقلقة تشارلي كيرك، مؤسس منظمة "تيرننج بوينت يو إس إيه" اليمينية، إلى إطلاق تحذير صريح، قائلًا: "إذا بقي الرجال في منازلهم، فستصبح كامالا رئيسة، الأمر بهذه البساطة، إذا كنت تريد تصورًا لمستقبل عدم التصويت، تخيل صوت كامالا وضحكتها إلى الأبد. الرجال بحاجة للتصويت الآن".

المصارع هوجان خلال دعمه لترامب في أحد التجمعات الانتخابية
إنكار الواقع

رغم المؤشرات المقلقة، يواصل ترامب إنكار وجود أي مشكلة مع الناخبات، وفي تجمع انتخابي بولاية نورث كارولينا، أصر على القول: "النساء تحببنني .. أنا حاميكن"، وذلك على الرغم من نصيحة مستشاريه بتجنب مثل هذه التصريحات التي وصفوها بأنها "تبدو متعالية".

وتختتم "التليجراف" تقريرها بالكشف عن حالة القلق المتزايدة داخل معسكر ترامب، ووفقًا لموقع "أكسيوس" السياسي، يجري ترامب اتصالات متواصلة مع مساعديه في ساعات متأخرة من الليل، يستفسر خلالها عن مجريات الأمور واحتمالات فوزه.

وفي خطوة تُذكر بأحداث 2020، بدأ ترامب وأنصاره بالفعل في التمهيد لحملة جديدة للطعن في نتائج الانتخابات، مشابهة لحملة "أوقفوا السرقة" التي أدت إلى أحداث 6 يناير في مبنى الكابيتول.

وبدأ ترامب بالفعل في إثارة شبهات التزوير الانتخابي في تجمعاته الأخيرة، واصفًا الديمقراطيين بأنهم "مجموعة من المحتالين"، في مؤشر على سيناريو محتمل للطعن في النتائج إذا لم تأتِ وفق توقعاته.