الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الولايات السبع الحاسمة.. مفاتيح الفوز في معركة الانتخابات الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
المرشحان الأمريكيان كامالا هاريس ودونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بينما يستعد الأمريكيون للتوجه إلى صناديق الاقتراع، تتجه أنظار العالم نحو سبع ولايات أمريكية ستحدد، إلى حدّ كبير، هوية الرئيس القادم للولايات المتحدة، ورغم أن نحو 240 مليون ناخب أمريكي مؤهلون للتصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أن التركيز ينصب بشكل كبير على هذه الولايات المتأرجحة التي قد تحسم مصير البيت الأبيض.

وتحتدم النقاشات حول قضايا حاسمة كالأزمة الاقتصادية، وحقوق الإجهاض، والهجرة، إضافة إلى القضايا الخارجية، وكل ذلك يضع مستقبل القوة العظمى في العالم في مهبّ الريح، اعتمادًا على أصوات ناخبي تلك الولايات.

الولايات المتأرجحة

رغم ضخامة عدد الولايات الأمريكية، إلا أن النظام الانتخابي المعروف بـ"الهيئة الانتخابية" يجعل بعض الولايات حاسمة أكثر من غيرها في تحديد الفائز، وفي أغلب الولايات، يميل الناخبون إلى اختيار الحزب نفسه تقليديًا، ما يجعل نتائجها شبه متوقعة.

لكن في الولايات المتأرجحة السبع، مثل جورجيا، وكارولينا الشمالية، وميشيجان، وويسكونسن، ونيفادا، وأريزونا، وبنسلفانيا، يتقارب الدعم بين الجمهوريين والديمقراطيين بشكل كبير، بحيث يصبح كل صوت ذي تأثير قوي على النتائج، وبالتالي، فإن هذه الولايات تحظى باهتمام الحملات الانتخابية ووسائل الإعلام، ويُعدّ دعم ناخبيها هو العامل الحاسم في رسم مستقبل القوة الأمريكية.

قضايا حاسمة

تواجه الولايات المتأرجحة قضايا متنوعة تؤثر بشكل مباشر على خيارات الناخبين. فمن ناحية، يُعد التضخم وارتفاع الأسعار من القضايا الأكثر إلحاحًا في كل من جورجيا وكارولينا الشمالية، ما يشكل ضغطًا كبيرًا على الطبقة الوسطى والأسر ذات الدخل المنخفض.

ومن ناحية أخرى، تتصدر قضايا الهجرة المشهد في ولايات مثل أريزونا ونيفادا، حيث يتعرض الناخبون لضغوط من تأثيرات الهجرة على الاقتصاد والأمن. أما قضايا الإجهاض، فقد أثارت جدلًا واسعًا منذ إلغاء المحكمة العليا لقرار رو ضد ويد، ما زاد من حدة النقاشات حول حقوق النساء وقرارات الصحة الإنجابية.

التوترات الدولية

لم تقتصر القضايا المؤثرة في الانتخابات على الشؤون الداخلية، فقد ألقى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وخاصة الحرب في غزة، بظلاله على الانتخابات الأمريكية، حيث تعالت الأصوات بين صفوف الناخبين الأمريكيين لا سيما في ميشيجان وبنسلفانيا، اللتين تشكلان موطنًا كبيرًا للجاليات العربية والمسلمة.

إضافة إلى ذلك، زادت معاداة السامية في الأشهر الأخيرة، ما جعل هذه القضية تحتل مكانة مهمة في حملات كلا الحزبين، بينما يسعى المرشحون إلى التأكيد على ضرورة حماية المجتمعات اليهودية وتكريس سياسة أكثر توازنًا في الشرق الأوسط.

جورجيا

تحولت جورجيا، التي كانت تُعتبر في الماضي معقلًا للجمهوريين، إلى ميدان تنافسي رئيسي في السنوات الأخيرة، فقد فاجأت هذه الولاية الجميع في انتخابات 2020 حين صوّتت لصالح الديمقراطيين لأول مرة منذ عام 1992، بفارق ضئيل لم يتجاوز 12 ألف صوت من أصل نحو خمسة ملايين ناخب.

ويُعزى هذا التحوّل إلى التغير الديموغرافي في العاصمة أتلانتا، حيث تتزايد أعداد الناخبين من الأمريكيين من أصول إفريقية بنسبة 33%، واللاتينيين بنسبة 10%، والآسيويين بنسبة 5%.

إضافة إلى ذلك، طعن الرئيس السابق دونالد ترامب في نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، زاعمًا وجود تزوير واسع النطاق، وقد بلغت الأزمة ذروتها عندما طلب ترامب من وزير الخارجية في جورجيا إيجاد ما يكفي من الأصوات لعكس النتيجة، ما أثار جدلًا واسعًا حول نزاهة النظام الانتخابي الأمريكي.

كارولينا الشمالية

منذ فوز باراك أوباما التاريخي عام 2008، أصبحت كارولينا الشمالية ولاية تميل للجمهوريين، وعلى الرغم من محاولات الديمقراطيين لجذب الناخبين في هذه الولاية في انتخابات 2016 و2020، إلا أن الجمهوريين احتفظوا بالتقدم بفارق 70 ألف صوت فقط في الانتخابات الأخيرة، ومع دخول كامالا هاريس في السباق الانتخابي، يأمل الديمقراطيون في استعادة زخم حملة أوباما، خصوصًا بين الأمريكيين من أصول إفريقية والشباب المتعلمين.

ميشيجان وويسكونسن

منذ فترة طويلة، تعتبر ميشيجان وويسكونسن مناطق حرجة في الانتخابات، حيث يعتمد كلا الحزبين على أصوات الطبقة العاملة والمناطق الريفية، ومع استمرار النقاش حول تعافي الاقتصاد واستقرار سلاسل التوريد، يعمد الديمقراطيون إلى التركيز على تعزيز حقوق العمال، فيما يعمل الجمهوريون على التركيز على مكافحة الهجرة غير الشرعية والسياسات التجارية.

بنسلفانيا وأريزونا

تشكل بنسلفانيا وأريزونا مفاتيح أخرى في السباق الانتخابي. فبينما يسعى الجمهوريون إلى استعادة أريزونا، يأمل الديمقراطيون في الحفاظ على نفوذهم في بنسلفانيا.

وفي كلتا الولايتين، تلعب قضايا التغير المناخي، والتعليم، وحقوق الأقليات دورًا كبيرًا في التأثير على مواقف الناخبين، مع تفاقم الجدل حول سياسات الحزبين وتوجهاتهما بشأن هذه القضايا.

في ظل كل هذه التحديات والقضايا الحاسمة، يبقى السباق الانتخابي مفتوحًا على كل الاحتمالات، مع توجه الأنظار إلى الولايات المتأرجحة التي ستحسم مصير الرئاسة الأمريكية. ويبدو أن نتائج الانتخابات المقبلة لن تعكس فقط خيارات الناخبين بشأن من سيقود البلاد، بل قد تعيد رسم المشهد السياسي الأمريكي وتحدد مستقبل قضايا حيوية على المستويين الوطني والدولي.