الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لم يستطع الوصول إليه.. كيف تتبع الاحتلال "السنوار" على مدى عام كامل؟

  • مشاركة :
post-title
يحيى السنوار في أول أيام الحرب على غزة داخل نفق

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

عقب عملية طوفان الأقصى، شرع الاحتلال الإسرائيلي في البحث عن قائد حركة حماس باعتباره المطلوب رقم واحد، المتسبب في الهجمات التي أيقظت العالم على القضية الفلسطينية، وبعد سلسلة من العمليات الفاشلة لاستهدافه على مدى عام، جاءت الصدفة لتكتب نهاية يحيى السنوار بصورة درامية.

وانطلقت عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023، بسبب سلسلة الاعتداءات التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات، لا سيما المسجد الأقصى، بجانب استمرار المستوطنين في قتل وتهجير الأهالي من منازلهم بالضفة الغربية تحت حماية قوات الاحتلال.

التنصت على المكالمات

وسعى الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة، للوصول إلى السنوار، بعدما أنشأ في بداية الحرب وحدة خاصة من الشاباك لتحديد موقع قائد حماس، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وخلال تلك الفترة، كان السنوار لا يزال يستخدم هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال من التنصت على بعض المكالمات الهاتفية التي تم إجراؤها من الأنفاق، إلا أنها لم تسفر في النهاية عن معرفة مكانه.

الاختراق الأول

في 31 يناير 2024، أي بعد طوفان الأقصى بثلاثة أشهر تقريبًا، حدث الاختراق الأول بحسب القناة الـ 12 الإسرائيلية لزعيم الحركة الفلسطينية، عندما قادت معلومات استخباراتية دقيقة قوات جيش الاحتلال إلى مجمع أنفاق في خان يونس.

هناك تم العثور على تسجيل ليحيى السنوار، من الأيام الأولى للحرب وهو يسير عبر الأنفاق في غزة، وتبيّن أنه غادر المجمع قبل أيام قليلة من وصول القوات إليه، ومنذ ذلك الحين زادت علامات الاستفهام حول مكانه.

يحيى السنوار في أول أيام الحرب على غزة
تل السلطان

عدم توصل إسرائيل إلى أي معلومات حول زعيم حماس، جعلها -بحسب وسائل الإعلام العبرية- تعتقد أنه قُتل، ولكن تلك الشكوك ذهبت سدى عندما وصلت تقارير إلى أجهزة الأمن التابعة للاحتلال تفيد بإجرائه مكالمات بخصوص الصفقة.

ومنذ عدة أشهر، تأكدت أجهزة الأمن الإسرائيلية من خبر وجود السنوار في حي تل السلطان في رفح الفلسطينية، تحت الأرض، إلا أنهم لم يعرفوا مكان وجوده بدقة، وكانت تلك المعلومات أحد الأسباب الرئيسية لنشاط جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ قبل شهرين، والذي تم تعريفه ظاهريًا بأنه عملية القضاء على كتيبة تل السلطان.

شائعة اغتيال

وخلال تلك الفترة، حاول الاحتلال الوصول إلى السنوار، واشتبه في أحد المرات من خلال الدرون بأحد عناصر حماس الملثمين، ليطلقوا صاروخًا أدى للقضاء عليه ومَن حوله، إلا أنه تبين في النهاية أنه قائد كتيبة تل السلطان.

وفي 21 أغسطس، تم التعرف على مبنى في قطاع غزة، كان يتجمع فيه العشرات من عناصر حماس بحسب القناة الإسرائيلية، واشتبهوا في وجود السنوار هناك، وبضرب المبنى تمكنوا من تصفية 26 شخصًا، وهي الواقعة التي تسببت في انتشار شائعة اغتيال السنوار قبل عدة أيام، لكنه لم يكن بينهم.

وفي الأخير، تم اغتيال السنوار قائد حركة حماس، في عملية وُصِفَت بأنها لم يكن مخططًا لها، وكان مفاجأة حتى بالنسبة لجنود الاحتلال الذين اشتبكوا معه ومع اثنين من رفقائه في حي تل السلطان، قبل التأكد من وفاته رسميًا من خلال الحمض النووي الخاص به.