لعدة أشهر، كان المسؤولون الأمريكيون المحبطون الذين يتطلعون إلى إنهاء الحرب على غزة يتأملون بهدوء السيناريو الوحيد الذي يعتقدون أنه قد يؤدي إلى إضعاف محادثات وقف إطلاق النار المتعثرة وهو اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار.
"كل شيء يعود إلى السنوار"، هكذا قال أحد كبار المسؤولين الأمريكيين في وقت سابق من هذا العام، مع تعثر المحادثات بين إسرائيل وحماس.
ومع تعثر التقدم نحو التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين، تمسك كبار المسؤولين الأمريكيين بالأمل في إمكانية الإطاحة بـ"السنوار" يومًا ما، وهو ما من شأنه أن يفتح أبواب المحادثات التي ببساطة لن تكون متاحة بخلاف ذلك.
فرصة لبايدن وهاريس
ووفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، رغم المستقبل الذي لا يزال مجهولًا، تم النظر إلى اغتيال السنوار داخل البيت الأبيض وفي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على أنها لحظة مهمة.
فقبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يحمل اغتيال السنوار القدرة على تحويل صراع أصبح منذ فترة طويلة عبئا على حظوظ الرئيس جو بايدن السياسية، وبالتالي حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وبالنسبة للعديد من الناخبين، أصبحت وجهات النظر السلبية للحرب أكثر صلابة بعد عام من العدوان على القطاع. ومع ذلك، فإن أي تطور يمكن أن يسمح بخفض درجات الحرارة الإقليمية سيكون موضع ترحيب، سواء داخل البيت الأبيض أو في مقر حملة هاريس.
وعلق بايدن ونائبته هاريس على إعلان إسرائيل اغتيال السنوار، معتبرين إياه خطوة مهمة تجاه إنهاء الحرب على غزة.
وذكر بايدن أنه سيتحدث قريبًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث إعادة المحتجزين وإنهاء الحرب، مضيفًا أنّ حماس لم تعد قادرة على تنفيذ هجوم آخر مثل الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر من العام الماضي، مؤكدًا أن هناك الآن فرصة لبناء مستقبل لغزة بدون حماس في السلطة.
فيما ترى "هاريس"، أنّ اغتيال السنوار من شأنه أن يمنح الولايات المتحدة فرصة لإنهاء الحرب على غزة، مضيفة أن الحرب أدت إلى مزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
إمكانية اتفاق بين إسرائيل وحماس
أما عن التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين ووقف إطلاق نار، فأصبح الآن مسألة غير مؤكدة بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين، الذين قضوا الساعات التي أعقبت اغتيال السنوار في محاولة تحديد ما إذا كان لديه خليفة.
في أغسطس، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن وقف إطلاق النار على غزة واتفاق تبادل المحتجزين بين إسرائيل وحماس كان في يد السنوار. لكن المسؤولين الأمريكيين توقفوا عن القول إن وفاته ستؤدي إلى صفقة بين عشية وضحاها.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين لشبكة "سي إن إن": "لا نعرف ماذا يعني هذا بعد، قد يترتب عليه حركة سريعة نحو وقف إطلاق النار واتفاق المحتجزين أو قد لا يزال هناك طريق طويل أمامنا".
العامل الأكبر في الحرب
وصرح مسؤول أمريكي كبير آخر: " أن اغتيال السنوار سيساعد كثيرًا في جعل ذلك أمرا واقعيًا". ووصف العديد من المسؤولين الأمريكيين اغتياله بمثابة الحدث الفريد باعتباره أكبر عامل لإحداث تغيير محتمل في الحرب على غزة، ربما أكثر من أي شيء آخر.
وقال جوناثان بانيكوف، وهو محلل استخبارات سابق، إن اغتيال السنوار من شأنه أن يوفر فرصة متجددة للرئيس بايدن للدفع مرة أخرى نحو تنفيذ اتفاق من شأنه وقف إطلاق النار، مضيفًا: "يعتمد على خليفة السنوار في رئاسة حماس، ولكن على الأقل يوفر مساحة وفرصة لم تكن موجودة منذ بضعة أشهر".
لكن حتى مع وفاة السنوار، لا يوجد أي توقع محدد لحل الحرب على غزة قبل يوم الانتخابات في الخامس من نوفمبر، ولا سيما مع استعداد إسرائيل للرد على هجوم الصواريخ الباليستية الإيرانية في وقت سابق من هذا الشهر.