تسعى شركة دانون الفرنسية لإنتاج الألبان والمشروبات إلى الخروج من السوق الروسية بعد أكثر من عامين على بدء الحرب في أوكرانيا، وهي آخر الشركات متعددة الجنسيات التي تغادر روسيا؛ بسبب العقوبات الغربية وضغوط المستهلكين.
تتطلع شركة دانون الفرنسية لإنتاج الألبان إلى بيع أصولها في روسيا لمجموعة فامين تتارستان الزراعية المحلية، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز نقلًا عن وثائق ذات صلة وأشخاص مطلعين على الوضع.
ووفقًا لتقارير صحفية، وافقت دانون على بيع أصولها الروسية التي تضم 13 مصنعًا وتوظف أكثر من 7000 شخص لشركة فامين تتارستان الزراعية المحلية مقابل 108 ملايين دولار.
وتمثل روسيا 5% من إيرادات دانون العالمية، لكن الشركة تواجه ضغوطًا متزايدة للانسحاب؛ بسبب غزو أوكرانيا. ومن المتوقع أن تكلف عملية الخروج نحو مليار دولار.
يأتي قرار الانسحاب بعد أن أعلنت دانون في وقت سابق، أنها ستواصل العمل في روسيا لتلبية احتياجات المستهلكين والمزارعين المحليين.
وبموجب مرسوم رئاسي صدر في يوليو 2023، قامت موسكو بتأميم جميع أسهم شركة دانون روسيا "مؤقتًا" التي تسيطر عليها الشركة الأم الفرنسية " برودويتس ليتييه فرايس إيست أوروبا"، إذ تم تحويل أكثر من 83 مليون سهم من أسهم دانون روسيا إلى سيطرة الدولة.
وفقًا لرسالة أرسلت إلى وزير الزراعة الروسي ديمتري باتروشيف واطلعت عليها "فايننشال تايمز"، قال آيرات محمديف، مدير شركة تم إنشاؤها حديثًا مملوكة لشركة فامين تتارستان، إنها وافقت على دفع 17.7 مليار روبل (191.5 مليون دولار) للسيطرة على أعمال دانون الروسية. وستحصل دانون على 108.4 مليون دولار مقابل أسهمها، بينما سيتم تخصيص 83 مليون دولار لخدمة ديون الوحدة الروسية.
وكتبت صحيفة فايننشال تايمز أن الصفقة تخضع لموافقة وزارة الزراعة الروسية قبل التصويت عليها من قبل لجنة فرعية حكومية خاصة، مسؤولة عن الموافقة على خروج الشركات الغربية.
وفي الرسالة الموجهة إلى الوزير، قال "محمديف" إن سعر الصفقة يمثل خصمًا بنسبة 56% من القيمة السوقية للشركة، وفقًا لتقييم مستقل استشهدت به الشركة. وأضاف أن شركة دانون وافقت على تقديم الدعم حتى نهاية يوليو من العام المقبل، حيث يواصل الكيان الذي تم تغيير علامته التجارية، والذي يسمى الآن Life & Nutrition، توطين إنتاج مكونات معينة للحفاظ على "الجودة العالية للمنتجات التي اعتاد عليها المستهلكون الروس".
وعلى الرغم من العقوبات الغربية، قالت شركة الأغذية الفرنسية في الأصل في عام 2022 إنها ستبقى في روسيا، ودافعت عن قرارها بالقول إنها تتحمل مسؤولية "تجاه الأشخاص الذين نطعمهم، والمزارعين الذين يزودوننا بالحليب، وعشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعتمدون علينا."
ومع ذلك، في وقت لاحق من ذلك العام، أعلنت الشركة عن خطط للخروج من السوق وسط ضغوط متزايدة من العملاء والنشطاء، وقالت الشركة إنها تتوقع أن يكلفها الخروج 1 مليار دولار.
تضمنت أعمال الشركة في روسيا 13 مصنعًا، ويعمل بها 7200 شخص، وحققت 5% من مبيعات الشركة العالمية السنوية التي تبلغ حوالي 27 مليار دولار.