تشهد الساحة الأوكرانية حاليًا أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، للعام الثاني على التوالي، في الوقت الذي قدمت فيه الدول الغربية الكثير من الدعم العسكري واللوجستي لحكومة كييف لمساعدتها في الدفاع عن نفسها، وتشير بعض هذه التقارير إلى أن عدد من المعدات واجهت صعوبات في مواجهة ظروف القتال الفعلية على الأرض الأوكراني.
وتحدث التقارير عن تجربة مقاتل فرنسي في صفوف الجيش الأوكراني أشار إلى تعرض بعض المعدات العسكرية الغربية لأضرار بسبب القوارض، ما يطرح بعض التساؤلات حول مدى ملاءمة هذه المعدات لظروف الحرب على الأرض الأوكرانية.
هجوم القوارض
ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية نقلًا عن مقاتل فرنسي في صفوف قوات كييف أن بعض المعدات العسكرية التي زود الغرب أوكرانيا بها أصبحت غير صالحة للعمل بعد أن تضررت بسبب القوارض.
الأسلحة الصديقة للبيئة المقدمة للجيش الأوكراني من قبل الداعمين الأجانب للبلاد "في بعض الأحيان غير مناسبة لواقع الجبهة" و"لا تعمل بشكل جيد" في صراع فعلي، حسبما أشارت الصحيفة.
وكدليل على ادعائها، قدمت "لوفيجارو" رواية لمقاتل فرنسي لم تذكر اسمه، اشتكى من أن "القوارض تأكل الأسلاك الموجودة في بعض المركبات" التي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية.
وقال: "بعض الأغلفة الواقية للأسلاك الكهربائية في الأجهزة الموردة من الغرب مصنوعة من ألياف الذرة"، مما يجذب الفئران والجرذان.
وأكدت لوفيجارو أن "الظاهرة هامشية، لكنها تحكي قصة مواجهة المعدات العسكرية الغربية للواقع في ميدان المعركة على الأراضي الأوكرانية إذ أنه تم تصميم المركبات الغربية لتكون بمثابة معرض تكنولوجي".
ونقلت عن المقاتل الفرنسي قوله: "لكن في الوحل والبرد، فإنها لا تعمل دائمًا".
وأضاف: "لحسن الحظ، لا يزال لدى الأوكرانيين بعض الأغلفة والأسلاك" في ترسانتهم، في إشارة إلى المعدات السوفييتية القديمة.
تحذير مسبق
في ديسمبر، حذرت وزارة الدفاع البريطانية من أن الخريف المعتدل ووفرة الغذاء من الحقول غير المزروعة بسبب الأعمال العدائية أدى إلى زيادة أعداد القوارض في مناطق الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وأضافت أن الحيوانات "من المرجح أن تبحث عن مأوى في مركبات عسكرية ومواقع دفاعية".
وبحسب لندن، فإن القوارض "تمارس ضغطًا إضافيًا على معنويات الجنود" وأيضًا "تشكل خطرًا على المعدات العسكرية من خلال التهام الأسلاك".
وفي الشهر نفسه، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن "أسطورة مناعة المعدات العسكرية الغربية انهارت" أثناء القتال في أوكرانيا.
وجاء البيان في أعقاب فشل الهجوم المضاد الأوكراني الذي استمر 6 أشهر لكنه لم يتمكن من تحقيق أي مكاسب إقليمية كبيرة لكييف، على الرغم من الاعتماد الكبير على دبابات ليوبارد 2 الألمانية الصنع ومركبات برادلي القتالية التي زودتها بها الولايات المتحدة، وغيرها من المعدات الأجنبية.
وحذرت موسكو -مرارًا وتكرارًا- من أن تسليم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفائهم الأسلحة إلى كييف لن يمنعها من تحقيق أهداف عمليتها العسكرية، ولن يؤدي إلا إلى إطالة أمد القتال، وقد يزيد من خطر المواجهة المباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
ووفقًا للمسؤولين الروس، فإن توفير الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخبارية وتدريب القوات الأوكرانية يعني أن الدول الغربية أصبحت بالفعل أطرافًا فعلية في الصراع.