الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

في الذكرى الثانية للحرب بأوكرانيا.. كفة المعركة تميل نحو روسيا

  • مشاركة :
post-title
إجلاء جندي أوكراني أصيب في معركة أفدييفكا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تحل غدًا الذكرى الثانية للحرب في أوكرانيا، حيث تتفوق القوات الروسية في ميدان المعركة، في العدد والعتاد، مما منحها الأفضلية على جبهات القتال، وشجعها على تكثيف هجومها على القوات الأوكرانية، التي تعاني عجزًا في الأسلحة والجنود، مع تراجع الدعم العسكري الغربي لكييف.

السيطرة على "أفدييفكا"

ولعل أهم انتصار حققته القوات الروسية، بحلول الذكرى الثانية للحرب، هو السيطرة على مدينة "أفدييفكا" الاستراتيجية بإقليم دونيتسك شرق أوكرانيا، الأحد الماضي، رغم خسارة ما يقرب من 20 ألف جندي في المعارك حول المدينة منذ 23 أكتوبر الماضي، وفق ما تشير التقديرات.

والسيطرة على "أفدييفكا" منحت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول انتصار له منذ الاستيلاء على "باخموت" القريبة في مايو الماضي، وهو انتصار جاء في توقيت مناسب استعدادًا للانتخابات الرئاسية الروسية المقرر إجراؤها الشهر المقبل، وفق ما ذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية.

الدعم الغربي المتعثر

ولفتت الصحيفة إلى أن سقوط أفدييفكا في قبضة الروس، لا يرجع الفضل فيه إلى التفوق الروسي في العدد والعتاد فحسب، بل أيضا بسبب الدعم الغربي المتعثر، والتردد بشأن حزم المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ الخريف، إذ تعاني قوات كييف من نقص خطير على كل الجبهات، في المدفعية، والطائرات بدون طيار، والقوة البشرية، وإلى حد ما، الروح المعنوية.

وحسب الصحيفة، وعد الاتحاد الأوروبي بإرسال مليون قذيفة إلى كييف بحلول شهر مارس، لكن من المقرر أن يسلم 500 ألف فقط. ومن ناحية أخرى، لم يتمكن البيت الأبيض من إقناع الزعماء الجمهوريين بتمرير حزمة دعم بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا، الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة غير قادرة حالياً على إرسال أي ذخيرة على الإطلاق إلى الجبهة.

ضغوط على 3 جبهات

وفي الأيام التي تلت رفع العلم الروسي في أفدييفكا، تعرضت مناطق أخرى على طول خط المواجهة الأوكراني البالغ طوله 600 ميل لضغوط أيضًا.

وفي قرية روبوتين، على بعد حوالي 200 ميل إلى الجنوب الغربي، شنت القوات الروسية هجومًا متواصلًا، سعيًا لاستعادة واحدة من الجوائز القليلة التي حصلت عليها أوكرانيا بشق الأنفس من الهجوم المضاد في الصيف الماضي.

وإلى الشمال في كوبيانسك، التي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها في هجوم خاطف في خريف عام 2022، تهاجم قوة روسية قوامها نحو 40 ألف جندي.

وبالقرب من مدينة خيرسون المطلة على البحر الأسود، يتعرض رأس الجسر الأوكراني في كرينكي، على الجانب الذي تسيطر عليه روسيا من نهر دنيبرو، لضغوط متزايدة.

وحسب التليجراف، يبدو أن الهجمات المشتركة جزء من استراتيجية الكرملين لإبطال عامين من المكاسب العسكرية الأوكرانية.

ونقلت الصحيفة ما قاله الرئيس الروسي فلوديمير زيلينسكى، في مؤتمر صحفي بمناسبة الذكرى السنوية الثانية في مثل هذا الوقت من العام الماضي، إن فكرة استمرار الصراع لمدة عام كامل آخر، هي احتمال لم يكن يريد حتى التفكير فيه، لكن الآن أصبح حقيقة واقعة.

أوكرانيا تخسر 70 ألف جندي

ولفتت الصحيفة، إلى خسارة القوات الأوكرانية نحو 70 ألف من جنودها في الحرب، لم يعد لدى كييف مقاتلين محترفين على الخطوط الأمامية، وتصل بعض الوحدات العسكرية إلى ثلث قوتها وتعتمد على بدلاء إما كبار السن أو عديمي الخبرة أو متوسطي المستوى.

وأعلنت الدنمارك، الاثنين الماضي، أنها ستسلم كامل مخزونها من قذائف المدفعية إلى أوكرانيا. ولكن ربما يكون ذلك أقل من اللازم، أو بعد فوات الأوان، وفق التليجراف، التي نقلت عن الجنود في إحدى وحدات المدفعية خارج أفدييفكا، إن اثنين فقط من مدافع الهاوتزر الـ 18 لديهم تعمل بسبب النقص.

حرب المسيرات

وفي الصراع الذي دمج "قتال الخنادق" الذي انتشر في الحرب العالمية الأولى، مع التكنولوجيا الرقمية المتطورة، تحسنت حرب المسيرات، الأمر الذي بدت القوات الأوكرانية متقدمة فيه، حتى وقت قريب جدًا، وفق الصحيفة البريطانية.

ولفتت الصحيفة إلى المسيرات من طراز "إف بى في"، والتي تحمل قنابل يدوية، ويمكن للمشغل أن يطلقها على قوات المشاة مثل البعوض العملاق، قاتلة بشكل خاص.

وبينما يستخدمها الجانبان، حصل الروس مؤخرًا على المسيرات من طراز "إف بى في" مجهزة برؤية ليلية، مما أدى إلى تعطيل خطوط الإمداد الأوكرانية إلى "أفدييفكا" التي كانت تعتمد على غطاء الظلام.

ونقلت الصحيفة عن مقاتل أوكراني في قرية كليشيفكا خارج باخموت، وصفه لـ" "المسيرات من طراز "إف بى في" بالكابوس، وقال " نتعرض لهجمات من المسيرات كل ساعة، وأحيانًا كل 40 دقيقة، وأحيانًا خمسة أو ستة على ترددات مختلفة حتى لا تتمكن بنادقنا المضادة من التشويش عليها. كنا نحاول إطلاق النار عليهم ببنادق صيد البط القديمة".

ومن بين العوامل التي غيرت قواعد اللعبة الروسية الأخرى، هي القنبلة الجوية الموجهة الأكبر حجمًا والأكثر شراسة، والتي يتم إسقاطها من طائرة وتوجيهها إلى هدف عبر القمر الصناعي، وتنقل حمولة بحجم صاروخ كروز بتكلفة بسيطة، وفق التليجراف.