تعول أوكرانيا على هجوم كورسك الذي تشنه على الأراضي الروسية في تقويض القوات الروسية، واستغلاله كورقة رابحة في حال التفاوض على وقف إطلاق النار، لكنه يشكل في الوقت نفسه معضلة كبيرة لها.
وبعد مرور أكثر من شهرين على الهجوم المفاجئ على منطقة كورسك، يواصل الجيش الأوكراني سيطرته على معظم مواقعه على الأراضي الروسية، وبعد وقت قصير من الهجوم، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير أنه سيتم طرد الأوكرانيين قريبًا، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وتمكنت قوات الكرملين من استعادة بضع قرى في الأيام القليلة الماضية في ويضطر الجنود الأوكرانيون إلى التراجع، ومن الواضح أن النية الروسية هي الضغط على الجبهة الأمامية لأوكرانيا في نوع من حركة الكماشة، كما يحلل الكولونيل ماركوس ريزنر، مقابلة إن تي في.
ويعد هجوم كورسك خطوة هامة بالنسبة لأوكرانيا لأنها تأمل في توفير ورقة مساومة للمفاوضات المحتملة في المستقبل، يقال إن كييف لم تواجه حتى الآن أي مشاكل كبيرة في الإمدادات في كورسك وأن الهجمات الروسية المضادة محدودة فقط.
ويرى المسؤولون في واشنطن أن أوكرانيا ستكون قادرة على الاحتفاظ بالأراضي التي استولت عليها في منطقة كورسك لعدة أشهر، إن لم يكن لفترة أطول، وفقًا لتقرير بلومبرج.
بدوره قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في أغسطس إن كورسك كانت جزءًا مهمًا من خطته للفوز، ويريد رئيس الدولة الأوكرانية منع موسكو من الاحتفاظ بالمناطق التي احتلتها في أوكرانيا.
لكن احتلال الأراضي الروسية وحده لا يكفي، كما يقول عالم السياسة توماس جاغر: "من وجهة النظر الأوكرانية، كان هذا الإجراء يهدف إلى وضع روسيا تحت الضغط، وأنه بهذه الطريقة يمكن للمرء أن يجد طريقة لجعل روسيا مستعدة للتفاوض".
ويؤكد أنه بعد وقت قصير من بدء هجوم كورسك، لم يكن من المتوقع أن تتمكن أوكرانيا من البقاء على الأراضي الروسية لفترة طويلة، لكن هجوك كورسك وحده لا يكفي لتحويل دفة الأمور لصالح كييف.
وحتى الآن لم تنجح خطة أوكرانيا، ويقول الكولونيل ماركوس ريزنر من القوات المسلحة النمساوية، قائلاً: "نرى أن الروس سحبوا قواتهم بشكل أساسي من منطقة خاركيف وليس من منطقة دونباس، وما زلنا ندرك أن الطعم الذي نصبه الأوكرانيون للروس هنا لم يتم ابتلاعه الروس ما زالوا يهاجمون في دونباس لكن ليس الأمر أنهم يحققون انفراجة في الوقت الحالي".