تحوم الشكوك في ألمانيا، حول قدرة الجيش الألماني على تنفيذ خطط وزير الدفاع بوريس بيستوريوس بشأن نشر لواء قتالي بشكل دائم في ليتوانيا، وبحسب الخبراء لا يمكن بناء اللواء الجديد دون استثمارات بالمليارات، وإلا فسيتم إضعاف الجيش الألماني بشكل كبير في مهامه المقبلة.
معدات غير كافية
ولم يسبق أن قام الجيش الألماني بنشر هذا العدد الكبير من الجنود والأعضاء المدنيين في الجيش الألماني بشكل دائم في الخارج، ومن المقرر بناء بنية تحتية واسعة النطاق في "رودنينكاي" بالقرب من العاصمة فيلنيوس، بحسب "تاجز شاو"
ووفقًا لمفتش الجيش ألفونس ميس، فإن معدات الجيش الألماني غير كافية، وفي الوقت نفسه، ينبغي أن يتمركز لواء جاهز للقتال في ليتوانيا في أقرب وقت ممكن، وهو ما قد يتسبب في عواقب كبيرة للقوات، في ظل نقص الجيش، والمتاحة بنسبة 60% فقط.
وقال: "لسوء الحظ، لا يمكنني تجنب التأكيد مرة أخرى على أن الموارد المادية للجيش، وعلى الرغم من كل الجهود الإيجابية، ستظل تعاني من نقص التمويل في المستقبل".
5 آلاف جندي ألماني
وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية، أن اللواء يضم نحو 5000 فرد من الجيش الألماني جاهزًا للعمل بكامل طاقته بحلول نهاية عام 2027.
ووقّع وزير الدفاع بيستوريوس على خارطة الطريق لإنشاء لواء الجيش الألماني في ليتوانيا، ومن المتوقع أن تضم الوحدة في الدولة العضو في الناتو 4800 جندي و200 موظف مدني، وستكون جاهزة للعمل بكامل طاقتها في عام 2027.
يشكل تمركز القوات الألمانية بمثابة الطمأنينة لليتوانيا بشأن التزام حلف شمال الأطلسي بتقديم المساعدة، وتقع ليتوانيا على الحدود مع بيلاروسيا، حليفة روسيا، ويمر بين هذين الممرين ممر بري ضيق إلى الغرب أو ما يسمى "فجوة سووالكي"، التي من الممكن أن يندلع القتال حولها في حالة وقوع هجوم.
خارطة الطريق
وفي وقت سابق أكد وزيرا الدفاع الألماني والليتواني، أن الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا غيرت الوضع الأمني بشكل جذري، وشددوا على ضرورة التزام الدولتين بالدفاع عن بعضهما البعض وعن كل شبر من أراضي التحالف في جميع الأوقات.
وفي الثامن عشر من ديسمبر الجاري، مهد وزير الدفاع بوريس بيستوريوس وزميله الليتواني أرفيداس أنوساوسكاس الطريق لنشر لواء من الجيش الألماني في ليتوانيا من خلال التوقيع على ما يسمى بخارطة الطريق.
أزمة التجنيد
وتشهد الفترة الحالية انخفاضًا ملحوظًا في قدرات الجيش الألماني "البوندسفير" على مستوى الأفراد، في أزمة مستمرة منذ 12 عامًا حين قررت برلين إلغاء التجنيد الإجباري في 2011.
ويستهدف الجيش الألماني زيادة عدد الجنود الحاليين من 183 ألفًا إلى 230 ألف جندي في عام 2031، وتقلص عدد جنود الجيش الألماني بنحو 22 ألف جندي في 2022، بعد أن سجل 183 ألف جندي، مُقارنة بعام 2011، الذي سجل 206 آلاف جندي.