بدعوى اختبار "عدة سيناريوهات" وسط تهديدات محتملة على الحدود مع بيلاروسيا، تخطط ليتوانيا لإجراء تدريب مشترك بين حرس الحدود والقوات المسلحة للبلاد، 27 أغسطس الجاري، في أعقاب تعليق العمل بنقطتي تفتيش حدوديتين مع مينسك، التي وجدت القرار تصرف "غير ودي" من جارتها.
تدريب عسكري مرتقب
وقالت أجني بيلوتايتي، وزيرة الداخلية الليتوانية، في تصريحات صحفية، اليوم الخميس: "نخطط لإجراء تدريب في 27 أغسطس مع القوات المسلحة لاختبار عدة سيناريوهات".
ووفقًا لبيلوتايتي، فإن السيناريو الأول يتعلق بالهجرة "في حالة بعض المواقف غير العادية"، والثاني يتعلق بالرد على "تهديد عسكري مختلط" على الحدود، بحسب ما نقل الموقع الرسمي لتلفزيون ليتوانيا الوطني "LRT".
وتدرس سلطات ليتوانيا أيضًا دعوة حرس الحدود وضباط آخرين من دول إستونيا ولاتفيا وبولندا للانضمام إلى التدريبات.
إغلاق نقاط عبور
يأتي ذلك غداة تعليق سلطات ليتوانيا، مؤقتًا، العمليات عند نقطتي تفتيش حدوديتين مع بيلاروسيا، بسبب مخاوفها بشأن "تهديد قوات فاجنر المتمركزة في البلاد".
وقررت الحكومة الليتوانية، أمس الأربعاء، إغلاق نقطتي عبور "تفيريسيوس" و"شومسكاس" الحدوديتين مع بيلاروسيا، بدءًا من غد الجمعة. فيما ستظل 4 نقاط تفتيش حدودية متبقية مع بيلاروسيا، هي: "ميدينكاي، ولافوريسكوس، ورايجارداس، وشالزينينكاي" مفتوحة.
خطوة غير بناءة
وانتقدت قوة الحدود البيلاروسية قرار تعليق نقطتي التفتيش معها، ووصفته بأنه "خطوة أخرى غير بناءة وغير ودية لجيراننا"، وقال حرس الحدود البيلاروسي في بيان على "تليجرام": إن الموقف الذي عبر عنه المسؤولون الليتوانيين لا يتوافق مع الأسباب الحقيقية لقرار كهذا". ووصف منطق ليتوانيا المتعلق بتهديدات فاجنر بأنه "بعيد الاحتمال"، وعدّ حرس بيلاروس قرار ليتوانيا "ذريعة " تستخدمها لمنع حركة البضائع والحد من تدفق الليتوانيين، الذين يسافرون بدون تأشيرة لبيلاروسيا.
وتطبق بيلاروسيا نظامًا دون تأشيرة للمواطنين الليتوانيين واللاتفيين والبولنديين، منذ ربيع عام 2022، ووفقًا لسلطات مينسك دخل نحو 170 ألف ليتواني إلى البلاد دون تأشيرة حتى الآن هذا العام، ويذهب العديد من المسافرين إلى بيلاروسيا للعمل أو لشراء سلع أرخص، وسجل حرس الحدود البيلاروسي ما مجموعه أكثر من 400 ألف زيارة من قبل المواطنين الليتوانيين منذ أبريل 2022.
الغطاء الحدودي
وفي أوائل يوليو الماضي، فعّلت سلطات ليتوانيا "الغطاء الحدودي" وهي خطة حماية في ظل تهديدات محتملة تتزامن مع تواجد قوات فاجنر العسكرية على أراضي بيلاروسيا الحدودية معها بعد تمرد قصير الأمد في روسيا، وذكرت وزارة الداخلية، في بيان أوردته في وقت سابق، أن الخطط المحدثة تضمن تعزيزًا سريعًا للقوات على الحدود الليتوانية في حالة ارتفاع مستوى التهديد، دون الحاجة إلى تنسيق إضافي بين المؤسسات، ووفقًا لزعماء دول البلطيق وبولندا، انتشر نحو 4 آلاف جندي من مجموعة فاجنر العسكرية في بيلاروسيا.
إغلاق كامل للحدود
يأتي ذلك بينما تدرس دول البلطيق وبولندا، احتمالات الإغلاق الكامل لحدودها مع بيلاروسيا، وقالت وزيرة الداخلية الليتوانية، أمس الأربعاء، إن دول البلطيق وبولندا تناقش احتمالات الإغلاق الكامل لحدودها مع بيلاروسيا، وأضافت أنه من المتوقع التوصل إلى التفاصيل النهائية لما أسمته بـ"قرار إقليمي متزامن"، في محادثات وارسو، المقررة 28 أغسطس.
وقبل يومين، أقامت بولندا أكبر عرض عسكري، منذ الحرب الباردة في وارسو، إذ استعرضت الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي عضلاتها العسكرية، في وقت يتزامن مع توترات على الحدود مع بيلاروسيا الحليفة الرئيسية لروسيا.
وبينما دخل الآلاف من مقاتلي مجموعة فاجنر إلى بيلاروسيا، الشهر الماضي، عززت بولندا حدودها بقوة عسكرية قوامها 10 آلاف جندي في مواجهة مخاوف من تسلل فاجنر على أراضيها، وأعلنت بولندا، الأسبوع الماضي، نشر آلاف القوات الإضافية على حدودها الشرقية، مع تزايد القلق بشأن وجود قوات فاجنر في بيلاروسيا.