الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أليكس سالموند.. رحيل مناصر استقلال أسكتلندا

  • مشاركة :
post-title
أليكس سالموند رئيس وزراء أسكتلندا الأسبق

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خبرٍ صادمٍ هزّ الأوساط السياسية البريطانية والأسكتلندية، توفي أليكس سالموند، رئيس وزراء أسكتلندا الأسبق ومناصر الاستقلال البارز، عن عمر يناهز 69 عامًا، بشكل مفاجئ السبت، بعد إلقائه خطابًا في مقدونيا الشمالية، ليسدل الستار على مسيرة سياسية بارزة في المشهد الأسكتلندي والبريطاني، ودور محوري في تشكيل الحركة الاستقلالية الأسكتلندية المعاصرة.

نشأة وبدايات الحياة السياسية

ولد أليكس سالموند في ويست لوثيان في ليلة رأس السنة عام 1954، وبدأ نشاطه السياسي مبكرًا خلال دراسته في جامعة سانت أندروز، حيث انضم إلى الحزب الوطني الأسكتلندي، معربًا منذ البداية عن تطلعاته لاستقلال أسكتلندا.

وكما أشارت صحيفة التليجراف البريطانية، فإن مسيرته السياسية الفعلية انطلقت عام 1987 عندما تم انتخابه عضوًا في البرلمان البريطاني عن دائرة بانف وبوكان.

صعود الحزب الوطني الأسكتلندي ودعوات الاستقلال

تولى سالموند قيادة الحزب الوطني الأسكتلندي مرتين، الأولى من عام 1990 إلى 2000، والثانية من 2004 حتى استقالته في 2014.

خلال هذه الفترة، نجح في تحويل الحزب من حركة هامشية إلى القوة السياسية المهيمنة في أسكتلندا، مع التركيز بشكل مُتزايد على قضية الاستقلال.

وفي عام 2007، قاد الحزب للفوز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات الأسكتلندية، ليصبح بذلك أول رئيس وزراء لأسكتلندا من الحزب الوطني، مما منحه منصة أقوى للدعوة إلى الاستقلال.

استفتاء الاستقلال

يُعرف سالموند بشكل أساسي بدعوته وقيادته لاستفتاء الاستقلال عام 2014.

وكما ذكرت الصحيفة البريطانية، فإن هذا الاستفتاء كان ذروة مسيرته السياسية وتجسيدًا لحلمه في رؤية أسكتلندا مستقلة، إذ قاد سالموند حملة "نعم" للاستقلال بحماس وإصرار، مؤكدًا أن أسكتلندا قادرة على الازدهار كدولة مستقلة.

رغم الجهود الكبيرة التي بذلها، انتهى الاستفتاء بهزيمة معسكر الاستقلال بنسبة 55% مقابل 45%، مما أدى إلى استقالة سالموند من منصبه كرئيس للوزراء.

علاقة معقدة مع نيكولا ستيرجن

خلفت نيكولا ستيرجن، نائبة سالموند السابقة، في منصب رئيس وزراء أسكتلندا، وعلى الرغم من أنهما شكلا ثنائيًا قويًا لسنوات في الدعوة للاستقلال، إلا أن علاقتهما تدهورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، إذ وفقًا لصحيفة التليجراف، فإن الخلاف بينهما تفاقم بسبب التحقيقات في مزاعم سوء السلوك الجنسي ضد سالموند، والتي تمت تبرئته منها لاحقًا في المحكمة.

تأسيس حزب ألبا ومواصلة النضال من أجل الاستقلال

بعد الانفصال عن الحزب الوطني الأسكتلندي، أسس سالموند حزب ألبا في عام 2021 كحركة جديدة مؤيدة للاستقلال، مؤكدًا التزامه المستمر بهذا الهدف.

استمر في نشاطه السياسي حتى آخر أيامه، حيث كان يستعد لاتخاذ إجراءات قانونية جديدة ضد الحكومة الأسكتلندية قبل وفاته المفاجئة، في محاولة لدفع أجندة الاستقلال إلى الأمام.

ردود الفعل والتكريم

فور الإعلان عن وفاته، انهالت التعازي من مختلف الأطياف السياسية، ووصفه رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بأنه "شخصية هائلة في السياسة الأسكتلندية والبريطانية".

كما أشاد به خصومه السياسيون، مثل جوردون براون وبوريس جونسون، معترفين بمهاراته السياسية وتأثيره الكبير، خاصة في مجال الدعوة لاستقلال أسكتلندا.

إرث سياسي مُعقد

يترك أليكس سالموند إرثًا سياسيًا معقدًا وراءه، فعلى الرغم من إخفاقه في تحقيق حلم استقلال أسكتلندا، إلا أنه نجح في تحويل المشهد السياسي بشكل جذري وجعل قضية الاستقلال في صدارة النقاش السياسي.

كما ذكرت صحيفة التليجراف، فقد وصفه الملك تشارلز بأنه كان "مخلصًا لأسكتلندا" وأن "تفانيه في خدمة بلده دفعه لعقود من الخدمة العامة".