أصبحت اللافتة، التي يبلغ عرضها 100 قدم وارتفاعها 12 قدمًا والمكتوب عليها "صوتوا من أجل ترامب" التي أُقيمت فوق مقر شركة "ستيكر مولي Sticker Mule"، وهي شركة طباعة ملصقات وقمصان مقرها في أمستردام بالجزء الشمالي من نيويورك، نقطة اشتعال في نقاش وطني حول السياسة الحزبية وحرية التعبير والمسألة الأكثر تعقيدًا المتعلقة بقوانين تقسيم المناطق المحلية.
تشتت المارة
ووفقًا لرئيس بلدية المدينة مايكل سينكوانتي، فإنه من الصعب أن تفوتك اللافتة الدعائية للتصويت لترامب أثناء القيادة في وسط مدينة أمستردام في نيويورك، وهنا تكمن المشكلة، إذ على الرغم من مخاوف المدينة من أنها مخالفة للقانون ومن شأنها أن تشتت انتباه سائقي السيارات والمارة، كشفت شركة "ستيكر مولي Sticker Mule" عنها هذا الأسبوع في حفل إضاءة.
وتحولت مسألة محلية تتعلق بقواعد تقسيم المناطق إلى خلاف، ففي حين وصفها الرئيس التنفيذي لشركة Sticker Mule، أنتوني كونستانتينو، بأنها مسألة تتعلق بحرية التعبير والوحدة، قال عمدة أمستردام إنه يريد فقط أن تلتزم الشركة بالقانون.
وقال سينكوانتي، وهو ديمقراطي، لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، إنه لا يريد أن تتحول لافتة ترامب إلى برميل بارود سياسي، مشيرًا إلى أنّ الرئيس السابق روّج لحفل الإضاءة على موقع "تروث سوشيال"، مضيفًا في إشارة إلى كونستانتينو: "نحن نطلب منه الامتثال لقواعد المدينة.. الجميع يكرهون الدعاية السلبية فيها، وهذا ما كنت أحاول تجنبه".
لماذا تنتهك اللافتة القانون؟
من جهتها، رفعت مدينة أمستردام، دعوى قضائية ضد الشركة لدى المحكمة العليا للولاية، الأسبوع الماضي.
وأوضحت المدينة أن اللافتة تنتهك القانون، إذ يجب أن تكون اللافتة الموجودة أعلى أي شركة مرتبطة بالعمل الذي توجد تحته، فيما صرح سينكوانتي لمجلة "نيوزويك" أنه كان قلقًا من أن الأشخاص الذين يسافرون على الطريق السريع الذي يمر بمدينته والذين قد يتباطأون ويلتقطون الصور ويتسببون في حوادث محتملة.
بالإضافة إلى ذلك، قال رئيس البلدية، إن كونستانتينو لم يعقد جلسة استماع، إذ كان بإمكانه والمدينة أن يطلبوا من "ستيكر مولي" الإذن عبر وزارة النقل، وقال سينكوانتي: "يجب أن يكون الأمر متروكًا له للقيام بذلك، وليس لنا".
وبحثت المدينة عن أمر قضائي أولي لوقف حفل الإضاءة، وأمرت "ستيكر مولي" بالمثول أمام المحكمة لمناقشة سبب عدم إصدار أمر تقييدي مؤقت، وقال سينكوانتي: "نحن لا نقاضيه في هذه المرحلة.. نريد أن نجعله يلتزم بالقواعد كما نفعل مع كل مسكن آخر في مدينتنا".
دعم ترامب
استضاف "كونستانتينو" رئيس الشركة والمالك الوحيد لها حفل إضاءة اللافتة رسميًا لأول مرة، الاثنين الماضي، وتجمع الأشخاص في موقف سيارات المبنى، حيث كان من بين المتحدثين الضيوف البطل السابق لـ"يو إف سي" -شركة ترويج للفنون القتالية المختلطة- وجمهوري يترشح للجمعية التشريعية للولاية.
وكتب كونستانتينو على إنستجرام: "شكرًا للجميع على حضور إضاءة اللافتة (صوتوا لترامب) ومشاهدتها مباشرة في جميع أنحاء العالم.. كان من الرائع أن أرى الجميع سعداء للغاية".
وفي أعقب ذلك، أخبر سينكوانتي "نيوزويك" أنه كان بحاجة إلى تعيين 12 ضابط شرطة، من قسمه المكون من 30 شخصًا، للحدث كإجراء احترازي، وقال: "لم يكن الحضور كبيرًا كما كان يعتقد.. أنا سعيد بالناس في مدينتنا.. لقد تعاملوا مع الأمر كما كنت أتوقع منهم".
وعن إعلان الشركة، دعمها المرشح الجمهوري، قال سينكوانتي: "يظل الكثير من الأشخاص المؤثرين صامتين لأنهم يحسبون المخاطر والمكافآت ويخشون الانتقام".
وتابع: "الاهتمام الإعلامي لم يؤثر بقدر كبير على مبيعات الشركة، واللافتة لم تكن تهدف إلى جني الأموال بل إلى تمثيل مؤيدي ترامب في منتدى عام"، مضيفًا: "أعتقد أننا نساعد في تمثيل ناخبي الرئيس السابق بشكل صحيح، والذي تم تشويه سمعته وازدرائه في كثير من الأحيان".