طلبت حملة الرئيس الأمريكية السابق والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، طائرات عسكرية لنقله خلال الأسابيع الأخيرة من الحملة، ووسعت القيود المفروضة على الطيران فوق مقرات إقامته وتجمعاته، ووضع زجاج مضاد للرصاص مسبقًا في سبع ولايات متأرجحة لاستخدامه في الحملة، ومجموعة من المركبات العسكرية لنقله، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الطلبات "غير عادية وغير مسبوقة. لم يتم نقل أي مرشح في التاريخ الحديث في طائرات عسكرية قبل الانتخابات".
لكن هذه الطلبات جاءت بعد أن تلقى مستشارو حملة ترامب إحاطات قالت فيها الحكومة إن إيران لا تزال تخطط بنشاط لقتله، وفقًا لرسائل البريد الإلكتروني التي راجعتها الصحيفة، وأشخاص مطلعين أشاروا إلى أن مستشاري ترامب "أصبحوا قلقين بشأن الطائرات بدون طيار والصواريخ".
حماية إضافية
في رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلتها مديرة الحملة، سوزي وايلز، إلى رئيس جهاز الخدمة السرية، عبرّت عن استيائها من جهاز الخدمة السرية، وقالت إن الحملة اضطرت مؤخرًا إلى إلغاء حدث عام في اللحظة الأخيرة؛ بسبب "نقص عملاء الخدمة السرية". وأنها، بدلًا من ذلك، وضعت ترامب في غرفة صغيرة مع المراسلين.
وقالت وايلز إن حملة ترامب تواجه عقبات في تخطيطها بسبب التهديدات، وتتوقع عقد المزيد من الفعاليات في الأسابيع الأخيرة من الحملة.
وكتبت أيضًا أن الحكومة الأمريكية "لم تتمكن من تقديم ما تعتبره الحملة خطة شاملة بما يكفي لحماية ترامب".
كما كتب النائب مايكل والتز (جمهوري من فلوريدا)، وهو حليف لترامب وعضو في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب وفي لجنة تحقيق محاولة الاغتيال، رسالة إلى جهاز الخدمة السرية يطلب فيها طائرات عسكرية أو حماية إضافية لطائرة ترامب الخاصة، حسب الرسائل لدى "واشنطن بوست".
وبينما تجاهل مسؤولون في جهاز الخدمة السرية التعليق على المناقشات مع حملة ترامب، لكن المتحدث باسم الجهاز أنتوني جوجليلمي، قال في بيان إن ترامب "يتلقى أعلى مستويات الحماية".
وأوضح جوجليلمي إن وزارة الدفاع "تقدم بانتظام المساعدة لحماية الرئيس السابق، بما في ذلك التخلص من الذخائر المتفجرة، ووحدات الكلاب البوليسية، والنقل الجوي".
وأضاف: "جهاز الخدمة السرية يفرض قيودًا مؤقتة على الطيران فوق مقر إقامة الرئيس السابق وعندما يسافر. بالإضافة إلى ذلك، يتلقى الرئيس السابق أعلى مستوى من الأصول الأمنية، التي تشمل المركبات الجوية بدون طيار، وأنظمة المراقبة الجوية المضادة للطائرات بدون طيار، والصواريخ الباليستية وغيرها من أنظمة التكنولوجيا المتقدمة".
إجراءات استثنائية
نقل تقرير "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين كبار، إنه من غير المرجح أن تحصل حملة ترامب على طائرات عسكرية بناء على المعلومات الاستخباراتية الحالية.
وقال أحد المسؤولين إن الطلبات الأخرى قيد الدراسة "لكن هناك قيودًا على عدد الأماكن التي يمكن لجهاز الخدمة السرية وضع زجاج مقاوم للرصاص فيها في وقت واحد، ويتم بالفعل توفير هذا الزجاج لتجمعاته".
وقال المسؤول: "إننا نبذل كل ما في وسعنا لمواجهة التهديدات الحقيقية التي يمكن اتخاذ إجراءات بشأنها"؛ لافتًا إلى أن الحكومة الأمريكية "شعرت بالإحباط"؛ بسبب إصدار حملة ترامب تصريحات "شعرت بأنها مسيسة" للإحاطات التي قدمت للحملة بشأن إيران.
وقال أحد الأشخاص ممن خدموا في إدارات جمهورية متعددة في مناصب عليا، إنه سيكون "أمرًا استثنائيًا" أن توافق الخدمة السرية على مثل هذا الطلب.
وبدأ المرشح الجمهوري بالفعل في السفر بطائرات إضافية، ويتخذ المسؤولون الاحتياطات اللازمة بتقسيم موكبه في بعض الأحيان، ووضع ترامب في طائرات غير مميزة لا تحمل اسمه على جانبها بدلًا من طائرته النفاثة 757 التي استخدمها منذ فترة طويلة.
وتؤدي هذه الطلبات إلى تصعيد معركة استمرت شهورًا بين فريق ترامب وجهاز الخدمة السرية، والتي اشتدت بعد محاولتين لاغتيال الرئيس السابق.
وأكدت الصحيفة أنه سيكون منح مثل هذه الطلبات لمرشح رئاسي أمرًا غير مسبوق، وخاصة طائرة عسكرية لنقل ترامب "وإذا منحت الإدارة مثل هذه الطلبات، فسوف يمنح ترامب مظهرًا مميزًا في الأشهر الأخيرة لم يسبق لأي منافس أن حظي به من قبل".
وتابعت: "لقد شعر ترامب وفريقه بالإحباط من جهاز الخدمة السرية في الأشهر الأخيرة، حتى مع إشادتهم بفريق الأمن الخاص بترامب. وقال البعض إن جهاز الخدمة السرية صعّد بشكل متكرر من إجراءات الأمن الخاصة بترامب، ولكن ليس إلى المستويات التي تريدها الحملة".