كشف تحليل للشظايا أجرته صحيفة "الجارديان" البريطانية في موقع الهجوم الإسرائيلي على وسط العاصمة اللبنانية بيروت، الخميس الماضي، والذي أسفر عن استشهاد 22 شخصًا وإصابة 117 آخرين، أن قوات الاحتلال استخدمت ذخيرة أمريكية الصنع.
وضربت الغارة التي شنها طيران الاحتلال مجمعًا سكنيًا في حي بسطة المكتظ بالسكان؛ ما أدى إلى تدمير المبنى السكني بالكامل وتدمير السيارات وبعض المساكن القريبة؛ ووصفته الصحيفة بأنه "الهجوم الأكثر دموية على العاصمة اللبنانية منذ بدء القتال بين حزب الله وإسرائيل".
واستهدفت الغارة الإسرائيلية اغتيال شخصية بارزة في حزب الله، وهو وفيق صفا، رئيس وحدة الاتصال والتنسيق في الحزب والمسؤول عن العمل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية. لكن، وفقًا لـ"رويترز"، نجا صفا من محاولة الاغتيال.
وحسب التقرير، عثرت صحيفة "الجارديان" على بقايا ذخيرة هجوم مباشر مشتركة (Jdam) من صنع الولايات المتحدة في أنقاض المبنى السكني المنهار بعد ظهر أمس الجمعة؛ وهي مجموعات توجيه من صنع شركة بوينج الأمريكية للطيران والفضاء، والتي يتم ربطها بقنابل غبية كبيرة يصل وزنها إلى 900 كجم، وتحويلها إلى قنابل موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
تطلبها إسرائيل
تنقل الصحيفة عن ريتشارد وير، الباحث في قسم الأزمات والصراعات والأسلحة، بعد مشاهدة صورة للقطعة التي عُثر عليها: "أن نمط المسامير وموقعها وشكل البقايا يتوافق مع زعنفة الذيل لمجموعة توجيه "Jdam" للذخائر، المصنوعة في الولايات المتحدة، والتي يتم إسقاطها جوًا من سلسلة قنابل من طراز Mk80، والتي تشمل ثلاث فئات من القنابل، أصغرها 225 كجم، وأكبرها 900 كجم".
وقال وير إن استخدام هذه الأسلحة في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، مثل بيروت، يعرض المدنيين والأهداف المدنية في المنطقة المجاورة مباشرة لخطر جسيم من الأذى الفوري والدائم.
وأشارت "الجارديان" إلى أن استخدام الأسلحة الأمريكية أساسي في عدوان إسرائيل على قطاع غزة ولبنان "وكانت قذائف الـ "Jdam" على وجه التحديد واحدة من أكثر الذخائر التي تطلبها إسرائيل من الولايات المتحدة".
وتوصل تحقيق سابق أجرته الصحيفة إلى أن قذائف الـ "Jdam" استخدمت في هجوم أسفر عن مقتل سبعة من العاملين في مجال الرعاية الصحية، وهو ما اعتبرته منظمات دولية انتهاكًا للقانون الدولي.
ويمثل هجوم الخميس المرة الأولى التي يتم فيها تأكيد استخدام ذخيرة أمريكية الصنع في هجوم على وسط بيروت منذ عام 2006.
وتعرضت الولايات المتحدة لانتقادات شديدة، بسبب استمرار مساعداتها العسكرية لإسرائيل، والتي بلغت 17.9 مليار دولار العام الماضي.
وفي سبتمبر، وقعت أكثر من اثنتي عشرة منظمة حقوقية على رسالة مشتركة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، تدعوه إلى تعليق نقل الأسلحة إلى إسرائيل، مستشهدة باستخدام الذخائر الأمريكية في الهجمات في غزة ضد المدنيين. حيث تخوض دولة الاحتلال حاليًا قضية في محكمة العدل الدولية رفعتها جنوب إفريقيا، التي تتهم إسرائيل بارتكاب "أعمال إبادة جماعية" في حربها على غزة.