الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غزة.. عام من العدوان| المتحدث باسم بلدية القطاع: الاحتلال ارتكب 3600 مجزرة ضد المدنيين

  • مشاركة :
post-title
أسرة من سكان غزة تفر من آلة القتل الإسرائيلية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

تحولت شوارع قطاع غزة إلى بيوت للأشباح وسط تفاقم للوضع الإنساني الذي وصل إلى القاع، مع تدمير متعمد للبنية التحتية، قصف للمستشفيات والمنازل والمدارس والمرافق العامة، وإعاقة لكل الجهود الإنسانية التي تحاول الوصول إلى سكان غزة.. هكذا وصف حسني مهنا، المتحدث باسم بلدية غزة، الوضع المأساوي في القطاع بعد مرور عام على العدوان الإسرائيلي.

مسلسل النزوح
حسني مهنا - المتحدث باسم بلدية غزة

ينفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات برية، بين الحين والآخر، فارضًا على السكان والنازحين في مختلف المناطق عمليات نزوح متكررة، واليوم، تعاني غزة من شلل شبه تام في الخدمات الأساسية، من الكهرباء والمياه والصرف الصحي، فضلًا عن نقص الوقود لتشغيل المرافق وآليات وتقديم الخدمات في مختلف القطاعات.

وقال "مهنا" في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية" إنه "منذ بداية الحرب، نعيش عمليات نزوح متكررة، إذ يُصدر جيش الاحتلال أوامر بالإخلاء من الكثير من المناطق لبدء عملياته العسكرية، ويُصعّب على السكان التنقل بشكل آمن إلى أي من المناطق في ظل الاستهداف المتعمد والمكثف في كل لحظة وحين".

وأضاف: "في ظل الحرب المستمرة، يعيش مليونا نسمة في مراكز الإيواء والمخيمات وأماكن النزوح المختلفة في ظل ظروف غير إنسانية، فالمراكز التي كانت مؤقتة أصبحت اليوم مأوى طويل الأمد للكثير من العائلات التي فقدت منازلها نتيجة القصف الإسرائيلي".

وتابع: "اليوم وفي ظل عدم توفر وسائل النقل، يعيش السكان معاناة حقيقية للخروج من منازلهم، الذين يحملون بعض الأمتعة لإقامة خيام جديدة ونصبها في المناطق التي يدعي جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها آمنة، إلا أننا لم نشهد أي مناطق آمنة في غزة منذ 7 أكتوبر، حيث ارتكب فيها المجازر وجرائم الإبادة، التي كان أغلب شهدائها من الأطفال والنساء والشيوخ، ولا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة".

حياة شبه مستحيلة

وأشار "مهنا" إلى الاكتظاظ في هذه الأماكن التي يلجأ إليها النازحون وما تعانيه من نقص المواد الأساسية من غذاء ومياه ومستلزمات طبية، ما يجعل الحياة فيها شبه مستحيلة، وخاصة مع تدهور الوضع الصحي والبيئي، وانتشار الأمراض المعدية والأوبئة بشكل متسارع.

وذكر المتحدث باسم بلدية غزة، أنه "أصيب العشرات بالتهاب الكبد الوبائي، نتيجة للنقص الحاد في المياه اللازمة، واستخدامها الضروري في عمليات التنظيف والتطهير، خاصة في ظل إصرار الاحتلال الإسرائيلي على فرض الحصار المشدد على القطاع بشكل كامل، ومنع دخول المساعدات الإنسانية".

غزة بلا تعليم

وبالإشارة إلى التعليم، قال "مهنا" إنه "لم تعد المدارس أماكن للتعلم بل أصبحت مراكز إيواء النازحين بدلًا من الطلبة، فضلًا عن استهدافها من قِبل قوات الاحتلال، حيث وقعت فيها المجازر، وتم تدمير أكثر من 125 مدرسة وجامعة بشكل كلي، وتضرر أكثر من 337 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، واستشهاد أكثر من 11 ألف طالب و750 معلم وعامل في القطاع التعليمي وإعدام أكثر من 115 عالمًا وأستاذًا جامعيًا".

وأكد "مهنا" أن الاحتلال يحاول منع كل الوسائل التي تسمح للطلاب بالعودة إلى الدراسة، حتى وإن كان عبر التعليم الإلكتروني من خلال كل وسائل التواصل وإعاقة دخول المواد اللازمة لشركات الاتصال المحلية.

الأطفال الأكثر تضررًا

وأكد المتحدث باسم بلدية غزة أن: "الأطفال يعانون وضعًا صعبًا وكارثيًا إثر الحرب، فهم الفئة الأكثر هشاشة والأكثر تضررًا من الحرب إلى جانب النساء، حيث يشكلان نسبة أكثر من 70% من إجمالي أعداد الشهداء والجرحى والمفقودين". 

وقال "مهنا" إنه "بعد عام من الحرب، يحتاج أطفال غزة إلى إعادة تأهيل نفسي واجتماعي حتى يستطيعون العودة إلى وضعهم الطبيعي ويتمكنوا من ممارسة حياتهم الطبيعية كباقي أطفال العالم، وأكد على ضرورة مراعاة الأوضاع النفسية للأطفال الذين يعيشون أهوال الحرب، منذ عام كامل، الذين حُرموا من حقهم الأساسي في التعليم، وتبدلت أدوارهم اليوم، إذا أصبح يتم الاعتماد عليهم في توفير قوت عائلاتهم من مواد غذائية ومياه، ما يضطرهم إلى الوقوف في طوابير طويلة لتأمين الاحتياجات الأساسية لذويهم". 

مجازر لا تتوقف 

وبالإشارة إلى أبرز المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال على مدار عام، قال مهنا: "نفّذ الاحتلال أكثر من 3 آلاف و600 مجزرة، جاءت أبرزها في خان يونس التي ارتكبت في شهر سبتمبر الماضي، حيث قصف الاحتلال هذه المنطقة رغم زعمه بأنها آمنة، ما تسبب في دفن عشرات المواطنين تحت الرمال ولم تتمكن طواقم الإنقاذ من انتشال كل الضحايا".

وخلال هذه المجزرة، تم انتشال 40 شهيدًا وأكثر من 60 جريحًا، وأظهرت التحقيقات الأولية أن الاحتلال ألقى 3 قنابل أمريكية الصنع، تسببت في إحداث 3 حفر عميقة في هذه المنطقة ودفنت أكثر من 20 خيمة نتيجة لشدة الانفجار.

وذكر مهنا: "نستذكر مجزرة مدرسة التابعين التي ارتُكِبت في 10 أغسطس، حيث قصف الاحتلال مصلى المدرسة أثناء صلاة الفجر، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، وادعى الاحتلال أنه استهدف عناصر لحركة المقاومة ونشر قائمة بهذه الأسماء، إلا أن العديد من المؤسسات الحقوقية كذّبت مزاعم الاحتلال من بينها المرصد الأورمتوسط الذي قال إن العديد من هذه الأسماء استشهدوا في وقت سابق في غارات متفرقة".

وسلّط مهنا الضوء على مجزرة مخيم النصيرات في 8 يونيو، حيث استهدفت الطائرات الإسرائيلة مخيم النصيرات في عملية جوية أدت إلى استشهاد 274 فلسطينيًا بينهم 64 طفلًا أثناء عملية تحرير الرهائن والأسرى الفلسطينيين، في مجزرة فظيعة دمّر خلاها الاحتلال مربعات سكنية وأطلق النار بشكل عشوائي على السكان الذين فرّوا من هول الجريمة إلى الشوارع، واستهدفت طائرات مسيّرة النساء والأطفال من خلال إطلاق النار، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء هذا العدد الكبير من الشهداء.

وأضاف المتحدث باسم بلدية غزة، أن مجزرة في رفح التي سميت بمحرقة الخيام في شهر مايو الماضي، حيث قصفت المقاتلات الإسرائيلية مخيمًا للنازحين في منطقة المواصي غرب رفح، أسفرت عن ارتقاء أكثر من 45 فلسطينيًا، وإصابة المئات بجراح ما بين خطيرة ومتوسطة، واندلعت النيران بشكل كبير جدًا في المنطقة، أدت إلى حرق عشرات الخيام والأماكن التي نزح إليها السكان في تلك المنطقة من جنوب القطاع.

كما أشار إلى مجزرة الشفاء، التي ارتكبت ما بين الفترة نهاية مارس ومطلع أبريل، حيث حاصر الاحتلال المستشفى على مدار أسبوعين، وارتكب بداخلها جرائم فظيعة، قتل خلالها أكثر من 400 فلسطيني وتم العثور على 3 مقابر جماعية داخل المستشفى عقب انسحابه.

وكشفت شهادات شهود العيان الذين كانوا موجودين داخل المستشفى عن فظائع إبادة جماعية ارتكبها الاحتلال، فضلًا عن حالات اغتصاب وتعذيب وحشي واعتقال أكثر من 500 مواطن ممن كانوا نازحين داخل المستشفى.

مجزرة الطحين

وروى "مهنا" مجزرة الطحين التي ارتُكِبت قرب دوار النابلسي في 29 فبراير، حيث استهداف الاحتلال آلاف السكان الجائعين الذين خرجوا منتصف الليل لاستقبال شاحنات المساعدات القادمة من الجنوب، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 110 شهداء، وإصابة المئات، أيضًا استهدف الاحتلال خلال هذه المجزرة تجمعات المواطنين هناك بمختلف أنواع الأسلحة، ما بين الصواريخ وإطلاق النار من الطائرات والزوارق الحربية والآليات والمدفعيات، ما أدى إلى ارتكاب مجزرة بشعة في تلك المنطقة.

وأشار إلى مجازر الفاخورة حيث قتل جيش الاحتلال عشرات الفلسطينيين، ومجزرة استهداف حي سكني في جبالية، أنه ولا يزال أكثر من 500 مواطن صامدين، يصرون على البقاء في قطاع غزة وخاصة في المناطق الشمالية، الذين يعيشون تحت وطأة الخوف المستمر من القصف الإسرائيلي.

ونوّه "مهنا" أن مجازر الاحتلال طالت أيضًا دور العبادة المسيحية، حيث ارتكب مجزرة بقصفه كنيسة الروم الأرثوروكس ما أسفر عن سقوط 20 ضحية، والذين ظنوا أنهم في مأمن بعد لجوئهم إلى هذا المعلم الديني. فضلًا عن تدمير مرافق عدة داخل الكنيسة.

وقال مهنا: "نحن أمام كارثة إنسانية تتفاقم مع استمرار الحصار والحرب المدمرة على غزة، في ظل صمت دولي وتقاعد دولي وأممي أمام المجازر التي ترقى إلى الإبادة الجماعية في ظل استمرار إسرائيل ضرب القانون الدولي عرض الحائط وارتكاب هذه المجازر وجرائم الإبادة الجماعية".

وأكد المتحدث باسم بلدية غزة على ضرورة وقف الحرب بشكل فوري وعاجل حتى يتمكن القطاع من العودة لحياته الطبيعية من خلال البدء في تنفيذ خطة الإنعاش المبكر وإعادة إعمار غزة بشكل عاجل.