على عكس الأعوام الأربعة والسبعين السابقة، التي تشكّل عمر دولة الاحتلال الإسرائيلي، جاء العام الماضي، الذي شهد العدوان على قطاع غزة، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، وما أعقبها من جرائم للاحتلال انتشرت عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، ليشكّل آراء جيل من الشباب في الولايات المتحدة وأوروبا.
ولفت تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي إلى أن هؤلاء الشباب "يرون الآن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ودور أمريكا فيه بطرق مختلفة تمامًا عن نظرائهم من كبار السن"؛ وهو الجيل الذي "سوف ينتقل في نهاية المطاف من الجامعات إلى قاعات الحكومة، وسوف يكون للأحداث التي أعقبت السابع من أكتوبر تأثير حقيقي على نظرتهم إلى العالم"؛ كما أشار كارميل أربيت، الزميل في برامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي.
ونقل "أكسيوس" عن دوف واكسمان، أستاذ الدراسات الإسرائيلية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أنه "تاريخيًا، يتشكل موقف كل جيل تجاه إسرائيل من خلال هذه التجارب التكوينية"، لافتًا إلى أن الدعم الموجود لإسرائيل، الذي يقوده كبار السن الأمريكيين، يعود لمساعدة الغرب في إنشاء إسرائيل، في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية ومزاعم النازية المحرقة (الهولوكوست).
لم ينخدعوا
طوال العام المنصرم من العدوان، انتشرت صور مروعة من غزة في مختلف أنحاء العالم على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار.
لذا، على عكس المخدوعين بالدعاية الإسرائيلية في الغرب، أظهرت استطلاعات الرأي في العام الماضي باستمرار أن أفراد الجيل Z، وشباب جيل الألفية، يميلون إلى التعاطف مع الفلسطينيين، ويريدون من الولايات المتحدة التوقف عن دعم آلة الحرب الإسرائيلية بمعدلات أعلى من كبار السن الأمريكيين.
وشهدت المدن الكبرى والجامعات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة بالفعل احتجاجات ضخمة واعتصامات مؤيدة للفلسطينيين طوال الربيع الماضي، واستؤنفت هذه الاحتجاجات هذا الخريف، مع مرور عام على عدوان الإبادة المستمر في غزة، واتساع رقعة الحرب الإسرائيلية إلى لبنان.
ونقل "أكسيوس" عن إيليا أيوب، الكاتب والباحث والمذيع الفلسطيني اللبناني، أن "الأمر يختلف عندما يتم إخبارك عن صراع ما في مكان بعيد، وشيء آخر أن ترى أشخاصًا يريدون فقط أن يعيشوا مثلك، وهم مجبرون على تحمل العنف المروع".
وبحسب السلطات الصحية الفلسطينية في غزة، استشهد أكثر من 41600 فلسطيني، ونزح كل سكان القطاع قسرًا بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.
لكن التقرير أشار إلى واقع أن أغلب الساسة في واشنطن لا يزالون يؤيدون إسرائيل بشكل لا لبس فيه، كما تم التصويت على إقصاء بعض الذين انتقدوا إسرائيل، لكن حرب غزة ترددت أصداؤها بكل الطرق في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وأصبحت قضية داخلية لا يستطيع السياسيون تجاهلها.
ولفت إلى أنه "مع ممارسة الشباب للضغوط على ساستهم، وصعودهم في نهاية المطاف إلى السلطة بأنفسهم، قد تبدأ السياسة الأمريكية في التحول بطرق عميقة".