الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إعلام إسرائيلي: الهجمات على ضاحية لبنان تصعيد من أجل التسوية

  • مشاركة :
post-title
العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

زعمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تبني تل أبيب استراتيجية جديدة، تهدف إلى فرض تسوية مع حزب الله، من خلال تكثيف هجماتها على الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما اعتبرته الصحيفة العبرية تحولًا في التكتيكات الإسرائيلية.

استراتيجية جديدة

وبحسب المحلل العسكري عاموس هاريل، فإن تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ليس مجرد رد فعل عشوائي، بل هو جزء من خطة تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين.

أولًا، التأثير على الهيكل القيادي الجديد لحزب الله، خاصة بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله وعدد من القيادات البارزة.

ثانيًا، فرض تسوية تنهي الحرب، ودفع حزب الله نحو طاولة المفاوضات، دون الحاجة إلى تدمير كامل لبنية الحزب التحتية في جنوب لبنان.

ويشير هاريل إلى أن الاستهداف المباشر للقيادات يؤكد نية إسرائيل إحداث خلل في الهيكل القيادي للحزب، والتركيز على استهداف القيادات العليا يعكس استراتيجيتها في محاولة إضعاف قدرة حزب الله على اتخاذ القرارات وتنفيذ العمليات بفعالية.

قدرات حزب الله

وزعمت الصحيفة العبرية إن الغارات الجوية الإسرائيلية أضعفت بشكل ملحوظ أنشطة الحزب، واستدل التحليل العسكري بذلك على نمط إطلاق الصواريخ من قبل حزب الله، مشيرًا إلى إنه في بداية المواجهة، كانت التوقعات تشير إلى احتمال إطلاق آلاف الصواريخ، لكن الواقع الحالي يشير إلى قيام الحزب بإطلاق صواريخ بشكل يومي، لكن بأعداد أقل بكثير من التوقعات الأولية، ما يعد مؤشرًا على إضعاف القدرات العسكرية لحزب الله.

العمليات البرية المحدودة

ويرى هاريل أن العمليات البرية، رغم محدوديتها مقارنة بالهجمات في شمال قطاع غزة، تمثل تطورًا مهمًا، فهي تتجاوز الخط الأحمر الذي كان قائمًا منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006، وتهدف إلى إرسال رسالة قوية لحزب الله مفادها أن إسرائيل مستعدة لتصعيد المواجهة إذا لزم الأمر، كما تشير إلى حذر إسرائيلي من الانزلاق نحو حرب شاملة قد تكون لها تداعيات إقليمية واسعة النطاق.

ضغوط داخلية وتحديات خارجية

تشير "هآرتس" إلى أن الحكومة الإسرائيلية تواجه معضلة معقدة، فمن ناحية، هناك ضغوط داخلية متزايدة من شخصيات بارزة مثل رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت؛ لاتخاذ موقف أكثر تشددًا تجاه إيران وحزب الله، كما تتزايد المطالب الشعبية بردّ قوي على الهجمات الصاروخية المستمرة من جنوب لبنان.

ومن ناحية أخرى، تواجه إسرائيل تحديات خارجية تتمثل في الحذر من التصعيد غير المحسوب، فأي خطوة نحو نقل المعركة إلى الساحة النووية الإيرانية أو استهداف منشآت النفط قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي واسع.

كما أن هناك خشية من مواجهة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تتبنى موقفًا حذرًا تجاه إيران، بما يضع الحكومة الإسرائيلية في موقف صعب، حيث يتعين عليها الموازنة بين الاستجابة للمطالب الداخلية والحفاظ على الدعم الدولي، خاصة من الولايات المتحدة.

الوضع الراهن

يختتم هاريل بتقييم شامل للوضع الراهن، إذ يدعي أن حزب الله وحماس فقدا جزءًا كبيرًا من قدراتهما العسكرية في الأسابيع الأخيرة، وهذا الإضعاف، من وجهة النظر الإسرائيلية، يعزز فرص نجاح استراتيجية فرض التسوية، كما يشير إلى أن إسرائيل بدأت في استعادة بعض ثقتها بعد الصدمة التي تعرضت لها في 7 أكتوبر.

مع ذلك ترى الصحيفة العبرية، إن هذا التقييم يواجه انتقادات من بعض المحللين الذين يرون أن قدرات حزب الله وحماس قد تكون أكثر مرونة مما تقدر إسرائيل، وأن تلك الثقة قد تؤدي إلى حسابات خاطئة في المستقبل.