وسع جيش الاحتلال نطاق "مخطط التهجير" من غزة إلى لبنان، حيث طالب سكان أكثر من 30 قرية جنوبية بالإخلاء الفوري والتوجه شمالا.
ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، بيانًا عسكريًا حذر من خلاله نحو 30 قرية في الجنوب اللبناني والتوجه إلى شمال نهر الأولي، بضرورة الإخلاء بزعم الحفاظ على سلامتهم.
وقال أدرعي في بيانه العسكري: "كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية، يعرض حياته للخطر. أي بيت يستخدمه حزب الله لحاجاته العسكرية من المتوقع استهدافه".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، طلب الثلاثاء الماضي، من سكان جنوب لبنان إخلاء حوالي ثلاثين قرية "فورًا"، مع إعلانه بدء التوغل البري في المنطقة.
وأصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأول الأربعاء، أوامر بالإخلاء لسكان 24 قرية في جنوب لبنان، وذلك بعد أول اشتباك بري مع مقاتلين من "حزب الله".
وفي منتصف شهر سبتمبر المنصرم، ألقى الاحتلال منشورات على مناطق في جنوب لبنان، القريبة من الحدود الشمالية مع إسرائيل، تطالب السكان بإخلاء منازلهم ومغادرة المنطقة.
وفي الأيام القليلة الماضية، نشر جيش الاحتلال بشكل دوري خرائط للضاحية الجنوبية لبيروت تشير إلى ما قال إنه منشآت لحزب الله، وأمرت الأشخاص الذين يعيشون في دائرة نصف قطرها 500 متر بإخلاء المنطقة.
ومنذ أن صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان في 16 سبتمبر، استشهد أكثر من 1300 شخص، ونزح نحو 1.2 مليون شخص.
وكان لبنان قد شهد الإثنين 23 سبتمبر الماضي، يوما داميًا بفعل القصف الإسرائيلي الكثيف، وسجلت عدة مناطق لبنانية، حركة نزوح واسعة نحو بلدات مجاورة، في وقت قدرت فيه مصادر لبنانية، أعداد النازحين باتجاه بيروت، بنحو 300 ألف، تحركوا في وقت واحد، ما تسبب في اختناق مروري على طول الشريط الساحلي.
وشملت تلك الموجة غير المسبوقة، قرى وبلدات في الخطوط الثانية والخلفية للمواجهة، مثل بنت جبيل ومرجعيون، وحاصبيا والنبطية وصور والزهراني، وصولًا إلى البلدات المحيطة بمدينة صيدا، التي تعتبر بوابة العبور إلى الجنوب.
وحسبما يشير مراقبون، تطرح تلك الموجة الواسعة من النزوح في لبنان، تساؤلات قوية بشأن سعي إسرائيل لخلق ما يسمونه بمعادلة التهجير المتبادل، على جانبي الحدود بين المستوطنات الشمالية وجنوب لبنان، وما إذا كان ذلك يمهد لموقف إسرائيلي يسعى لإعادة النازحين في مناطق الشمال الإسرائيلي، مقابل إعادة النازحين اللبنانيين إلى مناطق الجنوب اللبناني.
وكانت المواجهات الحدودية، التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله، منذ 7 أكتوبر الماضي، قد أدت إلى إجلاء 60 ألفًا من سكان المستوطنات الشمالية.
وتعيد مشاهد نزوح اللبنانيين المتواصل، من مناطق الجنوب، جراء أوامر الإخلاء والقصف الإسرائيلي، مشاهد مماثلة لفلسطينيين كانوا يهربون من شمال غزة إلى جنوبها، هربا من ذات القصف الإسرائيلي.
ومنذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر الماضي، أصدر جيش الاحتلال العديد من أوامر الإخلاء لسكان القطاع، حيث نزح 1.9 مليون شخص من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، مرات عدة، وفق تقديرات الأمم المتحدة، التي أعلنت أن ما لا يقل عن 84% من القطاع أصبح الآن ضمن منطقة الإخلاء.