ودع اللبنانيون في العاصمة بيروت وضواحيها النوم ليلا، ترقبا للغارات الإسرائيلية، التي تضج مضاجعهم، وفق ما ذكرت شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأمريكية.
وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي 11 غارة جوية عنيفة، وُصِفَت بأنها الأعنف على الضاحية الجنوبية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق، منها الحدث وأتوستراد السيد هادي نصرالله والرويس والريجة.
وقالت " إن بي سي نيوز" إن تلك الغارات الليلية الإسرائيلية تعني أن قِلة من سكان المدينة وخارجها لا يحصلون على أي قسط من الراحة.
ونقلت الشبكة عن سكان في الضاحية الجنوبية لبيروت، إنهم لم يناموا إلا نادرًا في الأيام الأخيرة، خوفًا من المكان الذي ستضربه إسرائيل بعد ذلك.
وقالت هالة قبيسي، خبيرة التجميل التي تعيش في حي سليم سلام في بيروت على مرمى حجر من الباشورة، حيث استشهد ما لا يقل عن 9 أشخاص في غارة إسرائيلية على قلب المدينة بين عشية وضحاها، إنها قضت الساعات من الغسق حتى الفجر "في حالة صدمة تامة" مع سماع أصوات "الزجاج المحطم وصراخ الناس وبكائهم".
وقال القبيسي (55 عامًا) في مقابلة هاتفية أجريت معها في وقت مبكر من صباح الخميس، "لا أعرف ماذا أقول ومن أين أبدأ. لا يوجد مكان آمن الآن".
وقالت هيام خوري (50 عامًا) بعد قضاء ليلة أخرى مضطربة في ضاحية الحدث في بيروت، حيث تعيش مع ابنها البالغ من العمر 19 عامًا: "كل ليلة نقول إن هذه هي الليلة الأصعب".
وقالت إن الساعات من الغسق إلى الفجر كانت "كابوسا"، بعد أن شنت إسرائيل أعمق هجوم جوي على العاصمة حتى الآن.
وشنت إسرائيل أيضًا غارات جوية خلال الليل على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، على بعد أقل من 10 دقائق بالسيارة من الحدث، حيث شعرت عائلة خوري بهزات الانفجار.
وقالت "كان كل شيء يهتز، بما في ذلك المنزل. لم ننم. كيف يمكننا أن نستمر في ذلك، حتى لو توقف القصف؟"
وفي مختلف أنحاء لبنان، حيث استشهد أكثر من 1300 شخص ونزح نحو 1.2 مليون شخص منذ أن صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على البلاد، وصفت الأسر ليالي بلا نوم مليئة بالرعب، وفق ما نقلت" إن بي سي نيوز" عنهم.
وقالت الشبكة إنه لم يعد أمام عدد متزايد من الناس خيار سوى محاولة النوم في شوارع بيروت المزدحمة، وفي مواقف السيارات، في ظل امتلاء الملاجئ المكتظة بالسكان.