كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن مساعي البيت الأبيض لاستغلال الضربة القوية التي وجهتها إسرائيل لقيادة حزب الله وبنيته التحتية، وذلك بهدف الدفع نحو انتخاب رئيس جديد في لبنان بالفترة المقبلة.
ويأتي هذا التحرك في ظل أزمة سياسية واقتصادية خانقة يعيشها لبنان منذ ما يقرب من عامين دون رئيس للبلاد.
الفراغ الرئاسي
ويعاني لبنان من فراغ رئاسي منذ نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022، وبحسب ما أورده "أكسيوس"، زاد هذا الوضع من حدة عدم الاستقرار وفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد.
وحال حزب الله، بقيادة حسن نصر الله، دون انتخاب أي شخصية لا تتوافق مع مصالحه، مُصِرًا على دعم اسم بعينه دون عن غيره.
تأثيرات الضربة الإسرائيلية
وشهدت الأسابيع الأخيرة تطورات دراماتيكية على الساحة اللبنانية، إذ أسفرت الغارات الإسرائيلية عن اغتيال "نصر الله"، إلى جانب قادة عسكريين بارزين وأعضاء آخرين في الجماعة اللبنانية.
ووفقًا لتقارير وزارة الصحة اللبنانية، أودت هذه الهجمات بحياة 1974 لبنانيًا وإصابة 9384 آخرين، بينهم عشرات النساء والأطفال، دون تحديد عدد أعضاء حزب الله من بين القتلى.
فرصة سانحة
وترى إدارة بايدن في الوضع الراهن فرصة سانحة لتقليص نفوذ حزب الله على النظام السياسي اللبناني بشكل كبير، وصرح مسؤولان أمريكيان لموقع أكسيوس بأن البيت الأبيض يعتقد أن هناك إمكانية حقيقية الآن لانتخاب رئيس جديد للبنان، لا يكون حليفًا لحزب الله.
على مدى العامين الماضيين، بذلت الولايات المتحدة وفرنسا وعدة دول عربية، جهودًا حثيثة للتوسط بين مختلف الأطراف السياسية في لبنان للوصول إلى حل توافقي، إلا أن معظم هذه المبادرات أحبطها حزب الله.
الخطوات القادمة
صرح ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قائلاً: "أوضحنا منذ فترة أننا نعتقد أن الحكومة اللبنانية بحاجة إلى التغلب على الخلل الوظيفي في النظام، وأحد المحرضين الرئيسيين لهذا الخلل هو فيتو حزب الله على من سيكون الرئيس القادم، وانتخاب رئيس، هذا لا يزال صحيحًا."
وأشار مسؤولان أمريكيان إلى أن البيت الأبيض يرى الوضع الحالي في لبنان كفرصة لكسر الجمود حول انتخاب رئيس لبناني، معتبرين أن هذا يجب أن يكون الأولوية القصوى، حتى قبل الدفع نحو وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
التحركات الداخلية
في الأيام الأخيرة، أبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن، عاموس هوكشتاين، برغبته في المضي قدمًا في الخطة التي وضعتها الولايات المتحدة في يونيو للتوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان.
إلا أن هوكشتاين أخبر ميقاتي أن الاقتراح "لم يعد مطروحًا على الطاولة" بسبب تغير الظروف على الأرض في الأسبوعين الماضيين نتيجة تصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله.