في عالم السياسة الأمريكية، حيث يخضع كل تفصيل للتدقيق والتحليل، أثار ظهور السيناتور جي دي فانس، المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس بالانتخابات الرئاسية المقرر لها في نوفمبر، في المناظرة الأخيرة مرتديًا ربطة عنق بلون مثير للجدل، موجة من التكهنات والتحليلات لهذا الاختيار اللوني غير المعتاد.
وردي أم أحمر؟
أشارت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية إلى أن اللون الدقيق لربطة عنق "فانس" أثار جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، فبينما بدت الربطة حمراء في بعض الإضاءات والصور الثابتة، وهو اللون التقليدي للحزب الجمهوري، ظهرت في أخرى باللون الوردي الفاتح.
ووفقًا لـ"ذا تليجراف"، قد يكون هذا الاختيار اللوني محاولة متعمدة من قبل فانس لتقديم نفسه بصورة ألطف وأكثر اعتدالًا مقارنة بالرئيس السابق دونالد ترامب، المعروف بارتدائه ربطات العنق الحمراء الصارخة، التي تشير إلى استراتيجية سياسية دقيقة تهدف إلى توسيع قاعدة الناخبين وجذب شرائح جديدة من المجتمع الأمريكي.
استرضاء الناخبات
نقلت "ذا تليجراف" عن العديد من المراقبين والمعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي رؤيتهم أن اختيار فانس لهذا اللون قد يكون محاولة مدروسة لتحسين صورته أمام الناخبات، والذي يأتي في سياق الانتقادات السابقة التي وُجِّهت لفانس بسبب تصريحاته التي اعتبرها البعض مسيئة للمرأة.
ويكشف هذا التحليل عن الطبيعة المعقدة للاتصال السياسي في العصر الحديث، إذ يمكن لتفصيل صغير في الملابس أن يحمل رسائل سياسية قوية ويؤثر على تصورات الناخبين.
وأشارت "ذا تليجراف" إلى أن فريق فانس الإعلامي ربما كان يهدف إلى تخفيف حدة بعض تصريحاته السابقة، بما في ذلك وصفه المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بأنها "سيدة قطط عقيمة"، وهو تعليق أثار غضبًا واسعًا في الأوساط النسائية.
رمزية أكتوبر الوردي
في سياق آخر، طرحت "ذا تليجراف" احتمالية أن يكون اختيار اللون الوردي مرتبطًا بشهر أكتوبر، المعروف عالميًا بأنه شهر التوعية بسرطان الثدي.
ويفتح هذا التفسير بابًا جديدًا للتحليل السياسي، إذ يمكن النظر إليه على أنه محاولة من فانس لإظهار تعاطفه مع قضايا المرأة الصحية، وربما التمهيد لإعلان مبادرات أو تبرعات لدعم البحث في مجال سرطان الثدي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النوع من الربط بين الملابس والقضايا الاجتماعية ليس غريبًا في عالم السياسة الأمريكية، إذ غالبًا ما يستخدم السياسيون رموزًا بصرية لإيصال رسائل معينة أو إظهار دعمهم لقضايا محددة.
في حالة فانس، قد يكون هذا الاختيار محاولة ذكية لتحسين صورته بين الناخبات، وإظهار حساسيته تجاه القضايا التي تهم المرأة الأمريكية.
انتقادات خبراء الموضة
لم يقتصر الجدل على الدلالات السياسية فحسب، بل امتد ليشمل جانب الأناقة والذوق في اللباس السياسي، إذ نقلت "ذا تليجراف" عن خبير الموضة المعروف، ديريك جاي، قوله: "كان من الأفضل لفانس أن يختار ربطة عنق أكثر تحفظًا، فالحرير الخام بلون الفوشيا هو شيء ترتديه في حفلات الحدائق الصيفية، وليس في المناظرات".
هذا التعليق يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها السياسيون في اختيار ملابسهم للمناسبات الهامة، فبينما قد يهدف الاختيار إلى إيصال رسالة سياسية معينة، قد يتعارض مع قواعد الأناقة التقليدية للمناسبات الرسمية.
وتشير "ذا تليجراف" إلى أن هذا التوازن الدقيق بين الرسالة السياسية والأناقة الشخصية هو أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الاستشاريين السياسيين في العصر الحديث.
سوار "والز"
في إطار المقارنة، أشارت "ذا تليجراف" إلى اختيار منافس فانس، الحاكم تيم والز، الذي ارتدى سوار صداقة مرصع بالخرز خلال المناظرة.
وربط المراقبون هذا الاختيار بدعم المغنية الشهيرة تايلور سويفت للشراكة الديمقراطية بين هاريس ووالز، إذ اشتهرت بارتداء مثل هذه الأساور خلال جولتها العالمية"Eras" هذا العام، ما جعلها رمزًا ثقافيًا بين الشباب الأمريكي.