في المناظرة الأولى -وربما الوحيدة- بين الديمقراطي "تيم والز" والجمهوري "جي دي فانس" لمنصب نائب الرئيس الأمريكي، والتي جرت الثلاثاء في مدينة نيويورك، أشار جمهور شبكة قناة "سي بي إس نيوز" إلى أنها "كانت مباراة متكافئة تقريبًا"، وشعرت الغالبية العظمى أن "نبرة المناظرة كانت إيجابية".
الأمر نفسه أشار إليه استطلاع "بوليتيكو"، حيث انقسم الناخبون بنسبة 50-50 حول ما إذا كان الفائز هو دي فانس أو والز.
وتعكس هذه النتائج المتعادلة مناخ مناسب للسياسة شديدة الاستقطاب في البلاد، خاصة مع دخولها المرحلة النهائية من الانتخابات الرئاسية؛ حيث شكلت الهوية الحزبية بقوة تصورات الأمريكيين الذين شاهدوا المناظرة. هكذا كان من الطبيعي انحياز الديمقراطيين بأغلبية ساحقة إلى "والز"، بينما اختار الجمهوريون "دي فانس" فائزًا.
كلاهما مستعد
وفق استطلاع "سي بي إس نيوز"، قال 42% من المشاهدين إن فانس فاز بالمناظرة، بينما رأى 41% أن والز هو الفائز، وقال 17% إن المناظرة انتهت بالتعادل.
وبينما بدا كلا المرشحين "معقولين" وليسا "متطرفين" بالنسبة لأغلبية مشاهدي المناظرة، حصل كلاهما على أغلبية تقول إنهما مستعدان لتولي منصب رئيس الولايات المتحدة، إذا أصبح ذلك ضروريًا.
وبينما شعر معظم الحزبيين أن مرشح حزبهم لمنصب نائب الرئيس هو الوحيد المستعد، قال معظم المستقلين إن كلاهما مستعد.
أيضًا، بدا أن كلا المرشحين متعادلان في بعض القضايا التي طرحت في المناظرة، بما في ذلك الاقتصاد والصراع في الشرق الأوسط. لكن كان "والز" أفضل في الحديث عن الرعاية الصحية والإجهاض، في حين كان "دي فانس" أفضل في الحديث عن الهجرة. وفق مشاهدي الشبكة التي نظمت المناظرة.
وفيما كان لدى عدد أكبر من المشاهدين للمناظرة نظرة سلبية تجاه "دي فانس" قبل المناظرة، ولكن بعدها كان عدد من لديهم نظرة إيجابية تجاهه أكبر قليلاً من عدد من لديهم نظرة سلبية تجاهه.
وبينما شعر المراقبون بأن النبرة العامة للمناظرة كانت إيجابية، فقد كان "دي فانس" يقضي وقتًا أطول في مهاجمة "كامالا هاريس" و"تيم والز" بدلاً من شرح آرائه الخاصة؛ يعتقد عدد أكبر من الناخبين أن "والز" قضى معظم وقته في شرح آرائه.
ميزة المستقلين
رغم انقسام الناخبين في استطلاع "بوليتيكو"، لكن كان "والز" يتمتع بميزة كبيرة بين المستقلين، حيث أيد 58% منهم حاكم مينيسوتا، بينما أعطى 42% الأفضلية لسيناتور أوهايو.
في هذا الاستطلاع، جاءت أقوى تقييمات "والز" من الشباب، وخاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا، والذين يحملون شهادات جامعية، والسود واللاتينيين. وهم جميعًا مكونات رئيسية للتحالف الديمقراطي الذي دعم فوز الرئيس جو بايدن على دونالد ترامب في عام 2020.
في الوقت نفسه، حقق "دي فانس" أفضل أداء بين الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا، والناخبين البيض، والذين لا يحملون شهادة جامعية.
كما انقسم الرجال والنساء بالتساوي في اختيار الفائز بالمناظرة، وهو ما يمثل تحديًا للفجوة المتزايدة بين الجنسين والتي ظهرت في استطلاعات الرأي الرئاسية الأخيرة. كما انقسم المشاركون بشكل مماثل بشأن المرشح الأفضل لمنصب نائب الرئيس، حيث كانت النسبة متساوية (47%) بين "دي فانس" و "والز"، مع عدم تأكد 7%.
ومرة أخرى، كان لدى "والز" ميزة بين المستقلين، حيث فضله 44% كنائب للرئيس، مقابل 36% اختاروا " دي فانس".